تعليم الأطفال خلال زلزال نيبال قصة ملهمة تصلح نموذجاً لمواجهة الهموم الاجتماعية

الأحد 13 مارس 2016

دبي - مينا هيرالد: خلال فعاليات اليوم الأول من "المنتدى الرابع للتعلم والمهارات" الذي تقيمه "مؤسسة فاركي" في دبي، استعرض الدكتور تشيرينج لاما، المدير الإقليمي لمؤسسة "أطفال نيبال"، للحاضرين في المنتدى، قوّة التعليم على إحداث التغيير في مجتمع بأكمله، عبر سرده لقصة ملهمة عن محاربة تجارة الأطفال، وتأمين رعاية صحية أفضل لهم.
هل بإمكانك أن تعلمني؟ هذا السؤال؛ الذي طرحه طفلان على متطوعين من مؤسسة "أطفال نيبال"، كان انطلاقة لرحلة قُدر لها أن تصبح نموذجاً رائعاً للتعليم في المناطق الريفية، وخاصة، في الدول المعرّضة للكوارث الطبيعية.
فبعد الزلزال الذي ضرب نيبال، في العام الماضي، كانت أولوية مؤسسة "أطفال نيبال" هي ضمان وصول المتطوعين إلى أكبر عدد من الناس، كي تبعث شيئاً من الأمل في نفوس أولئك المنكوبين؛ حسب ما قال الدكتور تشيرنج.
ويستطرد تشيرنج قائلا: " تعرض ما يزيد عن مليون طفل في مختلف مناطق نيبال الريفية لتداعيات الزلزال، وهو رقم مهول في مناطق ما تزال تعاني من غياب البنية التحتية التعليم. وأثناء توزيع الطعام ومواد الإغاثة، مررنا بلحظة 'مؤثرة' للغاية حين وردنا سؤال من طفلين، قالا: هل بإمكانكم أن تعلّمونا؟!. بعد هذه السؤال قررنا بعده أن نقدّم لأولئك الأطفال هدية 'التعليم'".
وبعد وصول الدكتور تشيرينج إلى اليابان للحصول على نماذج لبنية تحتية مقاومة للزلازل مناسبة لبناء مراكز أكثر ملاءمة من تلك التي كانت متوفرة في نيبال، وانطلاقاً من مدرسة واحدة، أنشأت مؤسسة "أطفال نيبال" ثلاث مدارس تحتوي كل منها على 20 غرفة دراسية، في واحدة من أكثر المناطق تضرراً بالزلزال في منطقة "سيندوبالشوك". وبالنظر إلى الحالة التي كانت سائدة، تم تعليم الأطفال خمس مهارات ضرورية، وهي: الكمبيوتر؛ واللغة الانجليزية، والإسعافات الأولية، وبعض الإدارية والتقديمية.
ويقول تشيرينج: "وبالإضافة إلى ذلك، قدمت المدارس تسهيلات الرعاية الصحية، والتي أتيحت لكبار السن أيضاً في تلك القرى. ثم بدأنا دروس محو الأمية للكبار في المدارس التي أصبحت تخدم كمراكز تنمية اجتماعية، عملت أيضاً على الحد من ظاهرة الاتجار بالأطفال التي انتشرت بعد الكارثة.
ويضيف الدكتور تشيرينج: "حظيت تلك المبادرة بدعم مختلف الجهات. ومع ذلك، ما تزال هناك مهمة ضخمة بالانتظار،؛ وهي توفير التعليم الأساسي لآلاف الأطفال. وضمان التحاقهم بالمدارس. وأنا سعيد بهذا الإنجاز، فقد أسهم هذا المشروع أيضاً في محاربة ظواهر اجتماعية مقلقة من أهمها: تزويج القاصرين، وتجارة الأطفال، وتشغيلهم في سن مبكرة. وعلى سبيل المثال؛ فقد انخفض احتمال تعرض الطفل أن يكون ضحية لتجارة الأطفال بنسبة 80%".
وتسعى مؤسسة "أطفال نيبال" الآن لإنشاء 100 مدرسة يمكنها استيعاب 6000 طالب؛ حيث تبلغ تكلفة المدرسة الواحدة التي تتكون من فصلين ما يقارب 20 ألف دولار، ويشمل ذلك جميع التجهيزات الضرورية، مثل: الإسمنت والجدران المقاومة للحريق، والعوازل الخشبية المقاومة أيضاً؛ بحيث يمكن استخدام تلك المدارس أيضاً كملاجئ آمنة لسائر أفراد المجتمع".
وكان "المنتدى الرابع للتعليم والمهارات"، الذي تقيمه "مؤسسة فاركي" قد بدأ أعماله في دبي يوم السبت 12 مارس 2016، برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله". وضمت قائمة الشركاء لهذا الحدث؛ "اليونسكو"، و"مدرسة هارفارد للدراسات العليا في التربية والتعليم" ومؤسسة "دبي العطاء".
وسيتوّج "المنتدى العالمي للتعليم والمهارات" فعالياته يوم الأحد 13 مارس بعرض مباشر لمراسم تسليم جائزة "أفضل معلّم في العالم 2016" في دورتها الثانية، والبالغة قيمتها مليون دولار أمريكي، والتي صُمّمت للتعريف بإنجاز واحد من المعلّمين الاستثنائيين الذين قدموا إسهاماً بارزاً في مجال عملهم، ولكي تسلّط مزيداً من الضوء على أهمية دور المعلمين في المجتمع.

Search form