مدير معهد الخيال بجامعة بنسلفانيا : مهمة أنظمة التعليم أن تترك مساحة لإبداع الطلبة

الأحد 12 فبراير 2017
الدكتور سكوت باري كوفمن، المدير العلمي لمعهد الخيال بجامعة بنسلفانيا

دبي – مينا هيرالد : في اليوم الأول من القمة العالمية للحكومات، الذي انطلقت صباح اليوم، استضافت جلسة تحت عنوان" هل تدمر أنظمة التعليم مواهبنا؟" الدكتور سكوت باري كوفمن، المدير العلمي لمعهد الخيال بجامعة بنسلفانيا.

وبدأ كوفمان حديثه عن تجربته الخاصة حيث كان مصاباً بإعاقة سمعية جعلته ينظر للطلبة على أنهم متفوقون عليه بسببها، ثم بدأ يكتشف تدريجياً أن التفوق لا علاقة له بالقدرات الحسية لدى البشر بقدر ما هو مرتبط بالعاطفة والشغف تجاه الحياة، وقال "كوفمان": لقد اكتشفت أن النظام التعليمي في مدرستي عزز فكرة تفوق الآخرين علي لأنه يعتمد أدوات تقليدية جداً في المقاربة بين الطلاب، وبدأت منذ ذلك الوقت أشكك بقدرة أنظمة التعليم التقليدية على تطويرنا".

وأكد كوفمان، أن خلل أنظمة التعليم التقليدية يتمثل في أنها تتعامل مع الطلبة بنمطية، وعلى أساس أن جميعهم متساوون بالقدرات والميول، لكن هذه الحقيقة خطأ كبير وهي أساس الخلل القائم في أنظمة التعليم التقليدية لأن لكل طالب شخصيته وميوله وقدراته الإدراكية بالإضافة إلى شغفه وميوله الخاص".

وقال كوفمان: إن الذكاء مسالة في غاية التعقيد ولا يمكن فهمها بالمطلق أو تحديد اتجاهات الأشخاص في الحياة بناء على تصورات الغير حول ذكائهم، وأشار كوفمان إلى أن العلماء والباحثين المختصين في مسألة الذكاء توصلوا بعد دراسات معمقة ومكثفة إلى أن أهمية التفوق وأهمية الطاقات أكثر من أهمية المعرفة ذاتها، لأن المعرفة بدون طاقة لا تضيف للحياة شيئاً على حد تعبير كوفمان.

وشدد كوفمان، على أن يكون دور الأنظمة التعليمية هو فهم الناس وليس إفهامهم، لأن بدون فهم دقيق وعلمي لعواطف الطلبة ومخاوفهم ورغباتهم، لن يتمكن النظام التعليمي من تحرير إتاحة مساحة لإبداعهم وابتكاراتهم.

واعتبر كوفمان، أن مهمة أنظمة التعليم مراعاة أحلام كل طالب، فالحلم، كما قال، يتفوق على المنهاج العلمي في تحفيزه للطلبة في الابداع والنجاح. وقال هوفمان: "إن الدراسات الحديثة خلصت إلى أن شغف الطالب بصورته المستقبلية التي يرسمها في مخيلته عامل أساسي في تحقيق أحلامه".

وختم هوفمان مداخلته، بالتأكيد على أن تراعي أنظمة التعليم خيال الطلبة وطاقاتهم الإبداعية واعتبر أن سبب تفوق طالب على أخر يختصر بكلمة واحدة وهي الابداع.

تشكل القمة العالمية للحكومات منصةً دولية رائدة لاستشراف وصناعة المستقبل، وتستقطب في دورتها الخامسة 150 متحدثاً في 114 جلسة، ويشارك في أعمالها أكثر من 4 آلاف شخصية وطنية وإقليمية وعالمية ضمن وفود من 139 دولة. وتشمل المشاركين في القمة كبار الشخصيات والخبراء من القطاعين العام والخاص حول العالم، إضافة إلى الوزراء، وصنّاع القرار، والرؤساء التنفيذيين، والمبتكرين، والمسؤولين، ورواد الأعمال، والشخصيات الأكاديمية.

Search form