أوزبكستان ماضية في تطوير بنيتها التحتية وتعزيز السياحة

الثلاثاء 25 أبريل 2017

طشقند -  مينا هيرالد: شهدت العاصمة الأوزبكية طشقند انطلاقة فعاليات معرض السياحة الدولي الخامس تحت شعار "عالم من المرح"، بين الثالث عشر والرابع عشر من أبريل الجاري 2017، على ارض مركز المعارض الرئيسي.

واستقطبت الدورة الخامسة من هذا الحدث الدولي المئات من ممثلي وسائل الاعلام الدولية ووكلاء السياحة والسفر وخطوط الطيران، الذين قدموا لاستكشاف الفرص الاستثمارية في جمهورية أوزبكستان.

وبالتزامن مع فعاليات المعرض السياحي الخامس انطلقت أيضا فعاليات مهرجان المأكولات الوطنية في أرض المعارض.

وقال رئيس هيئة تنمية السياحة في الجمهورية الأوزبكية - أنور كوربانوفيتش شارابوف: يعد هذا المعرض خطوة هامة في تطوير التعاون بين أوزبكستان ودول العالم في مجال السياحة. وأن الحكومة عازمة على تنفيذ استراتيجية تهدف إلى رفع أوزبكستان إلى مستوى جديد وتهيئة ظروف جديدة لريادة الأعمال، بما في ذلك قطاع السياحة، مما سيجعل بلدنا أكثر انفتاحا على العالم".

وأضاف شارابوف: "جاءت الخطوة الرئيسية للنهوض بصناعة السياحة المحلية مع مرسوم رئيس جمهورية أوزبكستان ميرزييف – المتعلق باتخاذ جميع التدابير الرامية إلى ضمان التعجيل في تنمية صناعة السياحة، عبر إنشاء بنية تحتية سياحية تنافسية، وتدريب المتخصصين في هذا المجال، واتخاذ تدابير لتعزيز المنتج السياحي لأوزبكستان على الصعيد الدولي".

ولفت إلى أن هذا المعرض يسلط الضوء على "الإمكانات السياحية في بلدنا، وهو منصة مهنية للخبراء في صناعة السياحة، وسوف يسهم في شراكة مثمرة وتعزيز الروابط الاقتصادية والثقافية لأوزبكستان مع البلدان الأخرى".

من جانبه لفت ممثل السلك الدبلوماسي، منسق مشروع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في أوزبكستان، السفير - دزون ماغريغور في كلمته أمام الحضور إلى أنه خلال الزيارة الأخيرة لرئيس جمهورية أوزبكستان ميرزيايف لجمهورية كازاخستان (مارس 2017)، تم الاتفاق على أن التعاون بين البلدين في مجال السياحة – وتم توقيع مذكرة بين هيئة تنمية السياحة في جمهورية أوزبكستان ووزارة الثقافة والرياضة في جمهورية كازاخستان، مما سيعزز بلا شك الاتصال القائم ويخدم تنمية العلاقات بين البلدين.

واستقطب المعرض الدولي مئات من ممثلي وسائل الاعلام الدولية ووكلاء السياحة والسفر وشركات الطيران المهتمة باستكشاف الفرص التي تمتلكها جمهورية أوزبكستان، وعلى رأسها المعالم التاريخية التي يعود جزء كبير منها إلى أكثر من ألفي عام، والمنتشرة في عدة مدن رئيسية في تلك الدولة.

ساحة ريجستان الشهيرة في سمرقند.

تعد مدرسة تيلا كوري، المكان الذي يتلقى فيه الناس العلوم والدراسات الإسلامية، ويعود تاريخ هذه البناء إلى القرن السابع عشر، وهو مدرج ضمن المباني الأثرية العالمية على قائمة اليونسكو. ويعني اسم المدرسة العمل الفني الذهبي، إذ تعتبر قبة المسجد الرئيسي الذهبية أيقونة معمارية لا مثيل لها، فجميع الأسطح مغطاة بزخارف رائعة تجذب سنوياُ الآلاف من الزوار من جميع أنحاء العالم.

وقد بنيت هذه المدرسة بين عامي ألف وستمائة وستة واربعين والفين وستمائة وستين بأمر من أمير سمرقند. وكانت هذه المدرسة هي الأخيرة التي بنيت بهذا المعمار الزخرفي بريجستان” ما جعلها الصورة الأيقونية المثالية لمدينة سمرقند.

وتحتوي مدينة سمرقند التي اشتهرت بكونها جزءا من طريق الحرير سابقًا، على مقابر أثرية قديمة لعائلة القائد تيمور لنك، وجرى بناء القبور على النمط الروسي بحجارة بيضاء، فيما شواهدها تحمل صورا بالأبيض والأسود للراحلين، وتشتهر المدينة بالقصور التي شيدها تيمور لنك مثل قصر "دلشكا" الصيفي.

طشقند المركز الصناعي الأكبر في وسط آسيا

تجمع العاصمة الأوزبكية "طشقند" مزيجا حضارياً رائعاً في طيات شوارعها الهادئة تمزج بين الطراز المعماري السوفيتي الأنيق، والروح الإسلامية التي تبدو جلية في المساجد والقباب والمتاحف التي تزين شوارع المدينة، التي برزت أهميتها في 1865 عندما افتتحها الإمبراطور الروسي لتكون جسرا رئيسيا لخط إمداد الحرير بين الصين وأوروبا في تلك الفترة.

"مدينة الحجر" كما يعني اسمها بالإنجليزية كانت عاصمة لدولة تركستان التي انهارت في عام 1930 لتصبح منذ ذلك التاريخ تابعة للدولة الأوزبكية لتخطف الأضواء من العاصمة التاريخية آنذاك سمرقند.

تتمتع المدينة ببنية تحتية متميزة وشبكة طرق ومواصلات عامة تربط كافة أحيائها وبها عدة فنادق من طراز 5 نجوم ومطار دولي ومترو أنفاق، وأميز فصولها هو فصل الخريف بينما الشتاء فيها قارص البرودة.

تعد طشقند مركزاً صناعياً إقليمياً في وسط آسيا في مجال صناعة المنسوجات القطنية، فهي ثاني أكبر مصدر للقطن الخام في العالم، ويوجد بها العديد من المصانع في مجال نسيج القطن، وتعد رابع المدن السوفيتية القديمة اكتظاظا بالسكان إذا يبلغ إجمالي سكانها قرابة الـ 3 ملايين نسمة.

توجد في المدينة 9 صحف باللغة الأوزبكية، 4 باللغة الإنجليزية، 9 منشورات باللغة الروسية، بالإضافة إلى عدة مرافق للتلفزيون، بما في ذلك برج طشقند، وهو أطول مبنى في آسيا الوسطى، كما تحتوي المدينة على أهم المؤسسات العلمية مثل أكاديمية العلوم في أوزبكستان، الجامعة التقنية في طشقند، الجامعة الوطنية، وعدة جامعات أخرى.

تحتوي طشقند على عدد من المدارس الدينية التي يعود تاريخها للفترة من 1557 و1598، ويتوسطها سوق ضخم يقع في الهواء الطلق وهو مركز البلدة القديمة في مدينة طشقند، كما يوجد بها أقدم نسخة من القرآن في العالم التي جمعها الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه.

يعتبر ضريح يونس خان من أبرز المعالم الأثرية في طشقند، إذ يتكون من 3 أضرحة أنشأت في القرن الـ 15، وأكبر هذه القبور قبر يونس خان، مؤسس بابور وجد الإمبراطورية المغولية، وكذلك متحف الأمير تيمور، في مبنى القبة الزرقاء الرائعة مع الزخرفة الداخلية، ويضم معروضات من عهد تيمور لينك والرئيس إسلام كريموف، حيث يوجد بالحديقة تمثال تيمور على ظهر الخيل، ويحيط بها أجمل الحدائق والنوافير في المدينة.

وتضم العاصمة الأوزبكية أوبرا الشرافي، ومسرح الباليه، التي تستضيف الزوار في مسرح الباليه والأوبرا الروسية.

ويعد متحف الفنون الجميلة في أوزبكستان من العلامات الأثرية المضيئة في مدينة طشقند، إذا يحتوي على مجموعة كبير من الفن من فترة ما قبل الروسية، بما في ذلك جداريات وتماثيل البوذية وفن الزرادشتية، جنبا إلى جنب مع مجموعة أكثر حداثة من القرن الـ 19 و20 من الفنون التطبيقية. ومتحف الفنون التطبيقية. ومتحف التاريخ وهو أكبر متحف في المدينة، وكان يسكن المتحف في السابق لينين، كما تضم طشقند أيضا حديقة النصب التذكاري للحرب العالمية الثانية والأم المدافعة عن الوطن.

متحف الفنون الجميلة في طشقند

يجسد متحف الفنون الجميلة في طشقند، رحلة مثيرة لتاريخ وثقافة أوزبكستان، إذ يضم أكثر من 3000 قطعة متنوعة من السيراميك واللوحات تعرض على امتداد أربعة طوابق في ذلك المبنى.

وهي شهادة حية على أهمية وقوع أوزبكستان في قلب آسيا الوسطى ودورها المحوري على طريق الحرير القديم. وهو من أهم وأقدم متاحف الفنون في آسيا الوسطى الذي تم افتتاحه في العام 1918. وتعود مقتنياته إلى القرن الأول وصولاً الى العصر الحالي".

أرض العلماء

تشتهر دولة أوزبكستان التي تقع وسط آسيا بالعلماء الذين ولدوا فيها وساهموا بإنجازات مهمة في الكثير من المجالات العلمية والأدبية ووضعوا بصماتهم في التراث الإسلامي، ومن أبرزهم الخوارزمي والبخاري والزمخشري. ويشاهد السياح في طشقند تماثيل القائد الأوزبكي تيمور لنك الذي عاش بين عامي 1336 و1405 والملقب بـ "فاتح العالم"، وهو صاحب امبراطورية امتدت من البحر الأبيض المتوسط وحتى حدود الصين، ونجح في إنجاز إرث تاريخي ومعماري كبيرين، وتشتهر العاصمة طشقند بـ “الأوركسترا" الخاصة بها التي تعزف الموسيقى على الآلات الشعبية الأوزبكية وتغني من التراث الأوزبكي. ويغلب الطابع الإسلامي على هذه المدن، حيث تنتشر المدارس الدينية والمساجد وتنتشر الهدايا التذكارية في الأسواق.

ويعيش أكثر من 60% من الشعب الأوزبكي في الريف، وتعتبر قرية "لانغار" التي تقع بالقرب من الحدود مع طاجكستان من أبرز الأماكن التي يتجلى فيه الطابع الريفي الأوزبكي حيث حقول القمح والمنازل المبنية من القش والطين والماء وأشجار الفاكهة، وتمتاز حياة الريف الأوزبكية بالهدوء والراحة ويعتبر أهلها من المعمرين حيث يجد الزائر الآباء والأبناء والأحفاد وأبناء الأحفاد يعيشون في منزل كبير، ويتزوج الناس هناك بطريقة الزيجات المرتبة حيث تختار العائلات العروس لأبنائهم.

طبق البلوف

لا يمكنك أن تزور أوزبكستان دون أن تقع في غرام الطبق الأكثر شعبية فيها وهو البلوف، فهذا الطبق له مكانة خاصة في المطبخ الأوزبكي التقليدي. والمكونات الرئيسية هي الزيت واللحم والحمص والبصل والجزر الأصفر والأرز والكشمش والتوابل. ويقدم في المناسبات الكبرى كحفلات الزفاف وأعياد الميلاد.

حقائق رئيسية عن أوزبكستان

  • تقع في آسيا الوسطى، يحيط بها كل من كازاخستان وتركمانستان وقيرغيزستان وطاجكستان
  • يبلغ عدد سكانها أكثر من 30 مليون نسمة، هذه الجمهورية السوفيتية السابقة استقلت في العام 1991.
  • تبلغ مساحتها الإجمالية 425.400 كيلومتراً مربعاً، بسهول تغطي نحو أربعة أخماس مساحتها
  • يبلغ متوسط درجة الحرارة في فصل الشتاء نحو 6 درجات مئوية وفي الصيف ترتفع إلى ما يزيد عن 32 درجة
  • ما يقارب 80 في المئة من السكان هم أوزباكستانيون، والدين الرئيسي هو الإسلام (88 في المئة).

أخبار مرتبطة