"أيه تي كيرني" تتوقع مستويات غير مسبوقة لعمليات الدمج والاستحواذ في قطاع الكيماويات

الثلاثاء 08 مارس 2016

دبي - مينا هيرالد: ارتفعت قيمة صفقات الدمج والاستحواذ العالمية في القطاعات الكيماوية بنسبة بلغت 30 بالمئة العام الماضي، لتصل إلى 110 مليار دولار أمريكي، وهي الزيادة السنوية الرابعة على التوالي، ما يمهد الطريق لحدوث ارتفاع قياسي آخر خلال عام 2016، وذلك وفقاً للنسخة الخامسة من تقرير أيه تي كيرني لأنشطة الدمج والاستحواذ في قطاع الصناعات الكيماوية.

ويقدم التقرير نظرة مطلعة على عمليات الدمج والاستحواذ في قطاع الكيماويات ويحلل التغيرات الحاصلة في هذا المجال خلال العقد الماضي، ليتوصل إلى أن مصر والمملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة هي الدول العربية الأولى في هذا المجال. رغم ذلك، تعتبر صفقات الدمج والاستحواذ في الشرق الأوسط وأفريقيا صغيرة مقارنة بالأرقام العالمية، حيث بلغت قيمتها مجتمعة 1 مليار دولار أمريكي.

وقال ريتشارد فورست، الشريك العالمي الرئيسي للممارسات في قطاع الطاقة لدى أيه تي كيرني: "تفتقد شركات القطاع الكيماوي في الشرق الأوسط ميزتها التنافسية العالمية لتعرض هوامشها الربحية لضغوط مستمرة بسبب استمرار انخفاض أسعار النفط. ومع وضع ذلك في الاعتبار، يمكن للشركات التطلع في هذا الوقت إلى تحقيق النمو الطبيعي للأعمال عوضاً عن النمو عبر عمليات الدمج والاستحواذ، فمن المرجح أن تكون تلك العمليات في الوقت الراهن أكثر انتقائية في المنطقة، وستركز على الفرص المتاحة ضمن سلاسل القيمة المتقاربة، والتي تتيح وفورات حجم أو مهارات أساسية بأسعار ملائمة نتيجة تصفية الشركات الكيماوية العالمية الكبرى لأصولها غير الأساسية."

وبحسب التقرير، ستجتاح شركات الصناعات الكيماوية عالمياً موجة من عمليات الدمج والاستحواذ، لتنبئ ببداية عهد جديد من الشركات الكيماوية الكبرى ذات النشاطات المتعددة، مع تشكيك الشركات الحالية في مدى جدوى نماذج التنويع التقليدية وبالتالي السعي إلى إقامة نماذج أعمال أكثر وضوحا.

وكانت أكبر صفقة في القطاع الكيماوي في عام 2015 هي استحواذ شركة "ميرك" على "سيغما ألدريتش" بقيمة 17 مليار دولار، والتي هي أيضاً أكبر صفقة منجزة منذ عام 2009، تليها عملية الاستحواذ على "بيريللي" من قبل "كيمشاينا" بقيمة 9 مليارات دولار أمريكي.

وسلط تقرير أيه تي كيرني الضوء على اثنتين من الصفقات الضخمة المعلن عنها هذا العام، وهما الاندماج المرتقب بين شركة "داو للكيماويات" و"دوبونت" بقيمة 130 مليار دولار، وعرض "كيمشاينا" لشراء "سينجينتا" بقيمة 43 مليار دولار. وإلى جانب توقع حدوث طفرة في الصفقات بين اللاعبين الرئيسيين في الأسواق الناشئة، يتوقع التقرير ارتفاع إجمالي قيمة عمليات الدمج والاستحواذ في قطاع الكيماويات في عام 2016 إلى ضعف ما كانت عليه العام الماضي.

وعلق يواكيم فون هايننغن هونه، الشريك في أيه تي كيرني لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا: "انطلاقاً من تطور قطاع المواد الكيميائية الزراعية، سيكون عام 2016 أكبر عام لعمليات الدمج والاستحواذ في القطاع الكيماوي، ويؤكد على ذلك خطط الاندماج المرتقب بين شركة داو للكيماويات ودوبونت بقيمة 130 مليار دولار."

"ويبحث اللاعبون في الأسواق الناشئة عن فرص نمو حيوية خارج أسواقهم المحلية، وهو ما يتضح من محادثات كيمشاينا بشأن الاستحواذ على سينجينتا، ونتوقع ظهور صفقات مشابهة عدة في الأسواق الناشئة خلال عام 2016".

إعادة تقييم نموذج الشركات الكيماوية المتعددة التخصصات

تسعى شركات الصناعات الكيماوية وعلى نحو متزايد لإعادة هيكلة محافظها الاستثمارية تماشيا مع أجندة المساهمين والناشطين.

فصفقة داو كيميكال / دوبونت، على سبيل المثال، ستعيد هيكلة الشركة لتشكيل ثلاثة مجالات أساسية للأعمال تشمل الزراعة وعلوم المواد والمنتجات المتخصصة. أما شركات السلع فستركز جهودها على المواد الأولية وتوسيع نطاق الأصول، في حين ستركز الشركات المتخصصة على حلول الأعمال ونماذج الأعمال الرقمية.

ويحدد بحث أيه تي كيرني خمسة عوامل أساسية لزيادة صفقات الاندماج والاستحواذ، هي: محدودية عوائد خيارات النمو الطبيعي، وملاءمة أسعار المواد الخام وخاصة في الولايات المتحدة، وانخفاض أسعار النفط، وتحسين محفظة الأعمال، والضغوط من قبل المستثمرين الناشطين.

ويتوقع ثلث من شملهم الاستطلاع ارتفاع النشاط في عام 2016 لتنبأ ببداية عهد جديد من الشركات الكيماوية الكبرى ذات النشاطات المتعددة، مع سعي الشركات لتصفية الأصول غير الأساسية أو غير الحرجة ومتابعة التوسع في المجالات الأساسية من خلال صفقات الاندماج والاستحواذ. بينما توقع أكثر من ثلاثة أرباع الذين شملهم الاستطلاع ارتباط الزيادة في الحجم بتفعيل سلاسل القيمة خلال عام 2016.

ومن المتوقع أن تتمتع أمريكا الشمالية بأكبر زيادة في أنشطة الدمج والاستحواذ في القطاع الكيميائي حيث سيستفيد منتجو الكيماويات المتخصصة من انخفاض أسعار النفط. وجلبت ثورة التنقيب في أمريكا الشمالية كميات كبيرة من الغاز منخفض التكلفة والمواد الخام السائلة إلى السوق، لتتيح لمنتجي المواد الكيميائية في الولايات المتحدة ميزات كبيرة على المنافسين في أوروبا الغربية.

ومن المتوقع أن تشهد الصين أيضا زيادة كبيرة في الصفقات، مدفوعة في المقام الأول باستقرار اليوان الذي سيلعب دوراً كبيراً في تشجيع عمليات استحواذ الشركات الصينية في الخارج.

في نفس السياق قال لينوس هيلدبراند، رئيس أيه تي كيرني في آسيا المحي الهادئ: "من المرجح أن يرتفع نفوذ الصين على سوق الاندماجات والاستحواذات العالمية في عام 2016 حيث تتطلع المزيد من الشركات إلى اقتناص فرص النمو خارج أسواقها المحلية المتباطئة. ومن المحتمل أن يستهدف الصينيون الأعمال الجذابة المتدنية التسعير في الأسواق الناضجة مثل أوروبا. "

يُذكر أن أنشطة الدمج والاستحواذ شهدت ارتفاعاً في كافة القطاعات في عام 2015 التي بلغت أعلى مستوياتها منذ ذروة عام 2007، مع قيمة تتجاوز 4 تريليونات دولار، مدعومة بوضع النقد القوي وانخفاض تكاليف التمويل للمشترين.

Search form