توجهات متزايدة لمدراء تقنية المعلومات نحو التفكير بالمنصات

الخميس 28 يناير 2016
ديف آرون، نائب الرئيس وزميل مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية جارتنر

دبي - مينا هيرالد: يتوجب على كبرى الشركات التوجه نحو التفكير بالمنصات فيما يتعلق بنماذج الأعمال الخاصة بمؤسساتهم، وآليات التسليم، والمواهب والقيادة، وذلك من أجل المحافظة على مسيرة عمل وازدهار المؤسسة، وفقاً لنتائج آخر الدراسات العالمية حول مدراء تقنية المعلومات الصادرة عن مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية جارتنر. وقد أظهرت الدراسة أنه مع الانتهاء تقريباً من دمج العمليات الرقمية، بات من الواضح أن نماذج الأعمال التجارية والتشغيلية المدمجة لن تكون كافية، ولا بد من وجود منهجية تتمتع بقدرة أكبر على التكيف.

هذا، وسيستعرض محللو مؤسسة جارتنر نتائج هذه الدراسة خلال فعاليات ندوة جارتنر/أي تي سبو القادمة، والتي ستشهد إقبالاً غير مسبوق نتيجة بيع جميع تذاكرها قبل انعقاد فعالياتها التي ستستمر حتى يوم الخميس. وقد تم جمع بيانات هذه الدراسة العالمية من 2,944 مدير لتقنية المعلومات شملتهم الدراسة، وهم مسؤولين عن ميزانيات لتقنية المعلومات تتجاوز قيمتها الإجمالية 250 مليار دولار، ويتوزعون ضمن 84 دولة. ويمثل تقرير مؤسسة جارتنر الذي حمل عنوان "إنشاء المنصة الرقمية: جدول أعمال مدراء تقنية المعلومات للعام 2016" دراسة شاملة ومستفيضة حول الفرص والتهديدات التي تعترض الأعمال الرقمية، بالإضافة إلى استراتيجيات مدراء تقنية المعلومات المتبعة لمعالجة مثل هذه التحديات.

أما البيانات الصادرة عن دراسة مدراء تقنية الأعمال 2016 فإنها تشير إلى أن مدراء تقنية المعلومات يتوقعون بالمتوسط أن تنمو إيرادات العمليات الرقمية من 16 إلى 37 بالمائة من حجم إجمالي الإيرادات خلال السنوات الخمس المقبلة. وبالمثل، يتوقع مدراء تقنية المعلومات في القطاع العام نمو العمليات الرقمية من 42 إلى 77 بالمائة. وعلى الرغم من أن المعنى الحقيقي للإيرادات والعمليات الرقمية يندرج ضمن نطاق مفتوح، إلا أنه من الواضح والجلي أن الأعمال الرقمية باتت أمراً واقعاً الآن، ومن المتوقع أن تشكل جانباً هاماً في تحقيق الميزة التنافسية، والتميز باستخدام المعلومات والتقنيات.

في هذا السياق قال ديف آرون، نائب الرئيس وزميل مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية جارتنر: "نحن حالياً نغوص حتى ركبا في عصر الأعمال الرقمية، وذلك في ظل إعادة صياغة العديد من الشركات لنماذج أعمالها وعملياتها وفقاً لقدراتها الرقمية. كما أن الشركات والهيئات الحكومية تبحث عن أنظمة أقل ثباتاً وأكثر ما تكون شبيهةً بالمنصات، التي توفر للشركات الأسس المثالية لتجميع الموارد، أحياناً بوتيرة سريعة جداً وبشكل مؤقت، وأحياناً أخرى بطريقة ثابتة نسبياً، وذلك من أجل تحقيق القيمة".

بدوره قال غراهام والر، نائب رئيس الأبحاث لدى مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية جارتنر: "لاحظ كبار خبراء الاقتصاد انتشاراً متنامياً في نماذج أعمال المنصات، حيث تتمكن العديد من شبكات الأطراف المعنية من تحقيق القيمة لبعضها البعض من خلال استغلال التأثير القوي للشبكات. كما أدرك كبار الخبراء في مجال التقنيات، ومنذ فترة طويلة، القوة التي تتمتع فيها منهجيات المنصات والتي تضعها في خدمة الهيكليات المعلوماتية والتقنية. أما جديد هذا الأمر فيرتبط في تطبيق المنصات التفاعلية من أجل تحقيق القيمة في جميع قطاعات وجوانب الأعمال".

إنشاء منصة تسليم ثنائية المنهجية
أشارت مؤسسة جارتنر خلال العام 2014 إلى أنه من الضروري وجود نموذجين اثنين من منهجيات تقنية المعلومات، كما ينبغي على كامل أقسام المؤسسة في نهاية المطاف التعامل مع كلاً من الأعمال التنبؤية والاستقصائية. وبعد مرور عامين، أظهرت دراسة مدراء تقنية المعلومات 2016 أن ما يقرب من 40 بالمائة من مدراء تقنية المعلومات في طريقهم إلى إتمام رحلة تبني النموذج ثنائي المنهجية، وغالبية من تبقى منهم يخططون لتبني هذا النموذج خلال السنوات الثلاث المقبلة. والدليل على ذلك يتمثل في نتيجة قيامهم بإنشاء منصة ثنائية المنهجية ومتقدمة، والتي تجسدت بحصدهم إستراتيجية رقمية أفضل بكثير مما سبق. وعلاوةً على ذلك، تشير بيانات الدراسة إلى أنه من أسوأ الأمور التي قد يلجأ إليها مدراء تقنية المعلومات هو تأخيرهم لتبني النموذج ثنائي المنهجية. أما من يخططون للتوجه نحو تبني النموذج ثنائي المنهجية، ولم يتخذوا أي خطوات جادة في هذا المسار حتى الآن، فإنهم يصنفون بدرجة أسوأ من حيث تطبيق الإستراتيجية الرقمية.

تطوير منصة للمواهب
استناداً لنتائج الدراسة، يشير 65 بالمائة من مدراء تقنية المعلومات إلى وجود أزمة مواهب في العالم، ولكننا نشهد، وعلى نحو مفاجئ، وجود عدد قليل من الابتكارات في مجال المواهب. وبما أن كافة الأطراف المعنية تدرك بأن قضية المواهب هي من أكبر العوائق التي تقف في طريق نجاحهم، فإن مؤسسة جارتنر ترى بأنه يجب معالجة قضية المواهب على أنها منصة.

ويتطرق السيد ديف آرون إلى هذه النقطة بالقول: "لقد حان الوقت للتفكير بالمواهب على أنها منصة، والاستعانة بها من أجل الابتكار. ويجب على مدراء تقنية المعلومات البحث عن المواهب الرقمية خارج حدود قسم تقنية المعلومات، بل خارج حدود المؤسسة ككل. إن فرص إدارة المواهب المبتكرة كثيرة وتتضمن التقرب من الجامعات عبر تقديم يد المساعدة في مجال صياغة وتقديم الدورات التدريبية والمشاريع، والقيام بمشاريع رقابة عكسية، وتنفيذ دورات تدريبية وظيفية. كما ينبغي على مدراء تقنية المعلومات أيضاً التفكير في شركائهم على أنهم امتداد لتيار المواهب الذي لديهم".

إنشاء منصة قيادة
أظهرت نتائج الدراسة أن حوالي 40 بالمائة من مدراء تقنية المعلومات هم في نفس الوقت قادة في مجال التحول الرقمي ضمن مؤسساتهم، وأن أكثر من 30 بالمائة هم من رواد الابتكار. كما أشارت نتائج الدراسة أيضاً إلى أن معدل انتشار منصب الرئيس التنفيذي للعمليات الرقمية توقف عند نسبة 9 بالمائة، وهي ذات المسبة المسجلة العام الماضي. من جهةٍ أخرى وجدت النتائج الدراسة أن الفرصة متاحة أمام مدراء تقنية المعلومات لقيادة مرحلة التحول الرقمي، لكن يتوجب عليهم أولاً التكيف مع أسلوب إدارتهم من أجل الاستفادة من فاعلية المنصة في مجال القيادة، ومن ثم إنشاء شبكة من القيادة الرقمية ضمن المؤسسة وخارجها.

ويختتم السيد ديف آرون حديثه قائلاً: "بالطبع، لا تندرج جميع الشركات والهيئات الحكومية، اليوم أو حتى في المستقبل القريب، ضمن مشروع منصة الأعمال، وذلك من حيث التفاعل مع الصناعة. ومع ذلك، وللحفاظ على القدرة التنافسية، يجب على كافة الشركات إدراك والاستفادة من فاعلية المنصة في جميع مجالات الأعمال. وفي حال عدم الأخذ بعين الاعتبار فاعلية المنصة في أي جانب من جوانب الأعمال، كالقيادة أو المواهب أو التسليم، فإن هذا سيمثل عنق الزجاجة حول مدى قدرة المؤسسة على تسليم واستقطاب والحفاظ على المواهب، والتي سينظر إليها العملاء في نهاية المطاف على أنها قيمة مضافة. لذا، ينبغي على مدراء تقنية المعلومات وضع خطة لتطوير كافة المستويات والطبقات في مؤسساتهم في إطار المنصة الرقمية".

نبذة عن مؤسسة جارتنر
تعد جارتنر (المسجلة في بورصة نيويورك تحت الرمز:IT) من المؤسسات الرائدة عالمياً في مجال الاستشارات الأبحاث المتعلقة بتقنية المعلومات، وتوفر التوجهات والتنبؤات التقنية المستقبلية التي يحتاجها عملاء المؤسسة لاتخاذ القرارات الصائبة يومياً. وتعتبر مؤسسة جارتنر من وجهة نظر الكثيرين – بداية من كبار المدراء والمدراء التنفيذيين في قطاع تقنية المعلومات العاملين في الشركات والهيئات الحكومية مروراً برواد الأعمال في شركات التقنيات والاتصالات وشركات الخدمات المهنية، وصولاً إلى المستثمرين في قطاع التقنية - شريكاً هاماً وقيماً بالنسبة لأكثر من 10 آلاف شركة حول العالم. وتعمل جارتنر للأبحاث بالتعاون مع العديد من الشركات والبرامج التابعة لها، ومنها برامج جارتنر التنفيذية وشركة جارتنر للاستشارات، وشركة جارتنر لاستضافة الفعاليات، مع كل عميل على حدا، فهي تقوم بعمليات بحث وتحليل وتفسير آلية عمل قسم تقنية المعلومات التابع له. وقد تأسست جارتنر في العام 1979، ويقع مقرها الرئيسي في مدينة ستامفورد بولاية كونيتيكت الأمريكية، ويعمل لديها 7600 موظف، بما فيهم أكثر من 1600 محلل واستشاري في مجال الأبحاث، وتنتشر قاعدة عملاء المؤسسة في 90 دولة حول العالم. للمزيد من المعلومات، يُرجى زيارة الموقع الالكتروني للمؤسسة: www.gartner.com.

أخبار مرتبطة