الشارقة - مينا هيرالد: نظمت غرفة تجارة وصناعة الشارقة جولة اقتصادية لرؤساء وأعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي وقريناتهم المعتمدين في دولة الإمارات، إلى عدد من أبرز معالم إمارة الشارقة الحضارية والسياحية والثقافية، للترويج لما حققته الإمارة من تقدم في شتى ميادين الحياة وبمختلف القطاعات.
وتندرج هذه الجولة التي نظمتها إدارة العلاقات الدولية في غرفة الشارقة وذلك يوم الخميس الموافق 23 من فبراير الجاري، في إطار سعي الغرفة إلى تعزيز علاقات التعاون والتواصل مع ممثلى البعثات الدبلوماسية والقنصلية لدى الدولة، بما ينعكس إيجاباً على مستوى العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الشارقة والدول الصديقة مع الإمارات، ويُعزّز مصالح مجتمع الأعمال المحلي.
وشملت الجولة الاقتصادية للدبلوماسيين عدداً من مرافق الشارقة التي تعكس مدى الحداثة التي حققتها الإمارة في قطاعاتها كافة، وخصوصاً في مجال المشاريع التنموية وتطوير المرافق العامة وتنظيم الأنشطة والفعاليات في المجالات الاقتصادية والثقافية والسياحية والتعليمية والخدمية، إلى جانب تقديم نبذة عن أهم المشروعات المستقبلية المقبلة التي تخطط لها الإمارة.
مدينة التناغم
وبدأت الجولة من غرفة تجارة وصناعة الشارقة، حيث كان في استقبال أعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي، سعادة عبدالله سلطان العويس رئيس مجلس إدارة الغرفة، وعدد من أعضاء مجلس إدارة غرفة الشارقة، وسعادة خالد بن بطي الهاجري مدير عام الغرفة، إلى جانب عدد من ممثلي الجهات الحكومية في دولة الامارات وإمارة الشارقة.
ونقل العويس في مستهل كلمته، تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لرؤساء وأعضاء السلك الدبلوماسي في الدولة، وتمنيات سموه لهم بطيب الإقامة في دولة الإمارات والتوفيق الدائم في مهامهم.
وقال العويس: "دأبت غرفة الشارقة على تنظيم هذه الجولة الدبلوماسية مرةُ كل عامين بالتعاون مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي وعدد من الدوائر الحكومية المحلية - التي نشكرها على حُسن تعاونها"، مضيفاً أن الجولة في هذا العام تأتي للإضاءة على جهود إمارة الشارقة في تحسين كافة مناحي الحياة فيها، مُستلهمة مفهوم "الشارقة مدينة التناغم البيئي المستدام".
وأشار العويس إلى أن الغرفة لمست على مدى السنوات الماضية أثر مبادرة "الجولة الاقتصادية" وانعكاساتها الإيجابية على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري بين الشارقة ومختلف الدول الصديقة مع الإمارات، عدا عن دورها في خدمة مجتمع الأعمال المحلي وتعزيز علاقاته ومصالحه مع نظرائه في الدول الأخرى، وذلك من خلال ما ينقله أعضاء السلك الدبلوماسي والقنصلي وقريناتهم بعد اطلاعهم عن كثب على المزايا والحوافز والبنى التحتية المتطورة والفرص الاستثمارية التي تتيحها الشارقة في شتى المجالات، إلى جانب تعرفهم على الدور الإقليمي والعالمي للإمارة على المستوى الاقتصادي والتجاري والثقافي.
ولفت العويس في كلمته إلى أن الشارقة لم تغفل عن الاهتمام ببناء الإنسان، بوصفه محور التنمية وغايتها وركيزة التطوير والتقدم الحضاري، تجسيداً للرؤية السديدة والتوجيهات الحكيمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وبمتابعة حثيثة من سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة.
وقال العويس: "توفر الشارقة أدق التفاصيل التي تضمن الحياة الكريمة للإنسان كمدينة عصرية تتمتع ببيئة صحية وتنعم بالأمن والأمان، حيث تضم المدن الصديقة للطفل، وتهتم بقضايا الأمومة واليافعين وذوي الاحتياجات الخاصة، وهي في طريقها للانضمام للشبكة العالمية للمدن المراعية للمسن، إلى جانب اهتمامها الذي لا يُضاهى بالثقافة والتعليم والكتاب والتراث والفنون والفلك والبيئة".
وأكد العويس أن الجهود تتضافر في الشارقة وتُسخّر الإمكانات ويشارك الجميع في القطاعين الحكومي والخاص، لتحقيق رؤية الشارقة الرامية لأن تكون مدينة ذكية ومستدامة ورائدة على مستوى العالم، وهو ما يعزز من تصميم الغرفة على دعم مسيرة نهضة وازدهار الإمارة التي أصبحت عاصمة السياحة العربية والثقافة الإسلامية، معرباً عن أمله بأن تكون هذه الجولة محطة لدفع العلاقات الاقتصادية والتجارية العريقة بين إمارة الشارقة والدول الصديقة إلى مزيد من النمو والازدهار، وأن تساعد في الإضاءة على الفرص الاستثمارية المتاحة أمام المستثمرين ورجال ورواد الأعمال الأجانب الذين ترحب بهم الغرفة وتحرص على تقديم كافة سبل الدعم الممكنة لهم، بما يُؤسس لمزيد من التعاون البنّاء وتعزيز العلاقات الثنائية وخدمة المصالح المشتركة.
تقدم كبير
من جهته، ألقى سعادة عبد الرحمن المطيوعي مدير مكتب وزارة الخارجية والتعاون الدولي في دبي، كلمة نقل فيها تحيات صاحب السمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، للمشاركين في هذه الفعالية المميزة، معرباً عن شكره لغرفة تجارة وصناعة الشارقة وكافة القائمين على إعداد وتنظيم هذه الجولة الاقتصادية التي تمنى أن تحقق النتائج المرجوة منها على كافة الأصعدة والمجالات.
وأشاد المطيوعي بالتقدم الكبير الذي أحرزته إمارة الشارقة على المستوى الاقتصادي خلال السنوات الماضية، بفضل رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، حيث أضحت الشارقة في ظل قيادة سموه الحكيمة بيئة اقتصادية متميزة وجاذبة للاستثمار، من خلال موقعها الاستراتيجي المطل على موانئ الخليج العربي وخليج عمان، وبنيتها التحتية المتكاملة، بالإضافة إلى امتلاكها لعدد كبير من المناطق الحرة والصناعية، حيث تؤكد الإحصاءات تنوع جنسيات المستثمرين ورخص ممارسة الأعمال وإحصاءات الدخل السياحي على النمو المضطرد في النشاط الاقتصادي والتجاري للإمارة، والمتجه نحو آفاق أرحب من التقدم والازدهار كجزء لا يتجزأ من النمو الاقتصادي المستدام لدولة الإمارات ككل.
وقال المطيوعي: "أتقدم باسم دولة الإمارات العربية المتحدة، قيادةً وحكومةً وشعباً، وباسم جميع من يؤمن ويعمل من أجل القيم الإنسانية الرفيعة التي تتبناها دولة الامارات، بتحية إجلال وإكبار إلى شهدائنا الأبرار الذين قدموا أرواحهم في سبيل خدمة دولة الإمارات، وخدمة مبادئ الإنسانية والشرعية التي قام عليها اتحاد إماراتنا منذ عام 1971".
وأضاف المطيوعي: "أطلقت وزارة الخارجية والتعاون الدولي مؤخراً، وبرعاية كريمة من سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، استراتيجيتها للأعوام 2017–2021، التي استندت إلى رؤية الإمارات 2021، وتضمنت عدداً من الأهداف الرئيسية، ومن أبرزها تحقيق الازدهار المتبادل مع الشركاء من خلال توسيع نطاق القطاعات الاقتصادية القائمة، واستحداث القطاعات الجديدة الواعدة، وذلك استكمالاً لدور الدبلوماسية الإماراتية في بناء جسور التعاون الاقتصادي مع الدول الأخرى، من خلال الشراكات الهادفة، ومبادرات الدبلوماسية الاقتصادية القائمة على تحقيق الازدهار والنفع المشترك ثنائياً واقليمياً وعالمياً".
وتابع المطيوعي: اليوم، وضمن فعاليات افتتاح الجولة الاقتصادية في إمارة الشارقة، تلوح أمامنا نفس الأهداف والتطلعات المنبثقة من رؤية الإمارات 2021 والاستراتيجية الجديدة للوزارة، حيث تستهدف رؤية الإمارات بناء اقتصاد معرفي تنافسي تصل فيه نسبة صافي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، إلى جانب استهدافها بناء الشراكات الرامية إلى تطوير العلاقات الاقتصادية الثنائية، وتعزيز نمو الاستثمارات الأجنبية المباشرة الواردة إلى الدولة.
وأشاد المطيوعي بأهمية الجولة الاقتصادية للعام 2017 في إمارة الشارقة، خصوصاً في ظل التنامي الملفت للدور الاقتصادي لدبلوماسية الدول عبر العالم، وفي ظل النقلة الاقتصادية النوعية التي حققتها الإمارات خلال السنوات الماضية، والتي أضحت بفضل رؤية قيادتها الملهمة مركزاً تجارياً وإقليمياً وعالمياً جاذباً للاستثمار، وهو ما تؤكد عليه إحصاءات التبادل التجاري غير النفطي لدولة الإمارات التي ارتفعت من نحو 360 مليار درهم (98 مليار دولار) في عام 2005 إلى نحو (288 مليار دولار) في عام 2015.
جولة الوفد
وكانت المحطة الأولى التي زارها الوفد خلال جولته "مركز واسط للأراضي الرطبة" الكائن في محمية واسط الطبيعية، والذي يعتبر الأول من نوعه للبيئات الرطبة على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، ضمن المشاريع التي تبنتها إمارة الشارقة لتعزيز مكانتها كعاصمة للسياحة العربية.
وتجول السفراء والقناصل والدبلوماسيين في أرجاء المحمية والمركز، واطلعوا على ما يحتويانه من منصات وأبراج مجهزة لمراقبة ومشاهدة الطيور بالقرب من المسطحات المائية، واستمعوا لشرح عن المحمية التي تهدف إلى حماية البيئة والمحافظة على الموارد الطبيعية ومساهمتها في تطوير السياحة البيئية في الشارقة.
وانتقل الوفد في محطته الثانية إلى المنطقة الحرة بمطار الشارقة الدولي، حيث تجولوا في المنطقة واستمعوا لشرح عن أهميتها الاستراتيجية لقربها من مطار الشارقة الدولي ومن الموانىء المطلة على خليج عمان (ميناء خورفكان) والخليج العربي (ميناء خالد).
وزار الوفد شركة "النبيل للعطور" التي تعمل في تصنيع العطور منذ 46 عاماً وتعتبر واحدة من كبار مصنعي العطور في منطقة الشرق الأوسط، حيث استمعوا لشرح عن آلية تصنيع العطور المختلفة من رئيس مجلس ادارة الشركة والذي اصطحب الوفد في جولة بالمصنع، واطلعوا على منشأة التصنيع والتخزين التي تمتد على مساحة 200 ألف قدم مربع.
ثم انتقل الوفد إلى رحاب المدينة الجامعية بالشارقة التي تجمع عدداً من الجامعات الكبرى في الدولة، وتجول بواسطة الحافلات في أرجائها، قبل زيارة دارة الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجية، حيث كان في استقبالهم سعادة علي المري رئيس الدارة، واستمعو لشرح عن محتوياتها وشاهدوا مقتنيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي جمعها على مدى 25 عاماً وتم حفظها في الدارة.
وفي المحطة الأخيرة من الجولة، زار الوفد "مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك" التابع لجامعة الشارقة في المدينة الجامعية، حيث كان في استقبالهم الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية بالشارقة، إلى جانب الدكتور سعيد مصبح الكعبي رئيس مجلس الشارقة للتعليم، وعبدالعزيز أحمد الشامسي مدير دائرة التسجيل العقاري في الشارقة، والدكتور رشاد سالم مدير الجامعة القاسمية في الشارقة، وسعادة مروان السركال المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق"، وحميد محمد بن سالم الأمين العام لاتحاد غرف التجارة والصناعة في الدولة، ومريم سيف الشامسي مساعد المدير العام لقطاع خدمات الدعم في غرفة الشارقة، وإبراهيم الجروان نائب مدير مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك، وعدد من المسؤولين الذين رحبوا بزائري الامارة.
وأعرب الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية بالشارقة، عن أسمى آيات الشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على توجيهات سموه الحكيمة ودعمه الدائم لجميع الدوائر والجهات الحكومية وغير الحكومية في إمارة الشارقة، لتطوير وتعزيز العلاقات الثنائية بين الإمارة والدول الشقيقة.
وقال إن إمارة الشارقة كعاصمة للثقافة والتعليم والابتكار في دولة الإمارات، تحرص بشكل دائم على بحث وتطوير مجالات التعاون مع العديد من الدول لتعزيز الفرص الاقتصادية والاستثمارية والسياحية والتعلمية والثقافية. وثمّن مبادرة غرفة تجارة وصناعة الشارقة بتنظيم هذه الجولة المهمة للسلك الدبلوماسي في الدولة كل عامين، معرباً عن أمله بأن تتواصل هذه الجولات في المستقبل نظراً لدورها في ترسيخ العلاقات القائمة والارتقاء بها إلى مستويات أعلى بما يسهم في تطوير العمل الاقتصادي في الإمارة.
وتجول الوفد في أرجاء المركز حيث استمعوا لعرض عن الآفاق العلمية التي يسعى البحث العلمي في جامعة الشارقة لبلوغ عائداتها وتوظيفها في تنمية المجتمعات البشرية وتطويرها وخدمتها على جميع المستويات.
كما تحدثت الطالبة الإماراتية علياء المنصوري عن تجربتها أمام الوفد في مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك، عن الدعم الذي حظيت به من قيادة الدولة والأهل والمجتمع، بسبب تفوقها العلمي وشغفها باستكشاف الفضاء، وخاصة بعد فوزها بمسابقة "جينات الفضاء".
ثم شاهد الوفد عرضاً للفيلم الوثائقي "دين القيّمة" الذي كتبه صاحب السمو حاكم الشارقة، وتدور قصته حول كيفية خلق الله سبحانه وتعالى للكون لحظة الإنفجار العظيم، كما يروي قصة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وأثنى القناصل والدبلوماسيون على أهمية الجولة، وأعربوا عن شكرهم لغرفة الشارقة لمساهمتها في إلقاء الضوء على ما تزخر به الإمارة من إمكانيات اقتصادية وثقافية وأكاديمية وسياحية، وحرصها الدؤوب على تعزيز العلاقات مع بلادهم ودفعها نحو مزيد من الازدهار والتعاون البنّاء.
وفي نهاية اللقاء دعت الغرفة الوفود الزائرة إلى مأدبة غداء أقامتها على شرفهم في بهو مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك.