مؤتمر فايننشال تايمز دبي للشركات العائلية يسلط الضوء على أهمية الحوكمة الجيدة والأعمال الخيرية الاستراتيجية

الخميس 23 مارس 2017
بدر جعفر، الرئيس التنفيذي لشركة الهلال للمشاريع ومؤسس مبادرة بيرل وهوغو غرينهالغ، رئيس تحرير مجلة فايننشال تايمز ويلث

دبي - مينا هيرالد: قال بدر جعفر، الرئيس التنفيذي لشركة الهلال للمشاريع ومؤسس مبادرة بيرل، أن الشركات العائلية تساهم بأكثر من 85 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي في الشرق الأوسط، لذلك فإن أمامها فرصة كبيرة لتلعب دوراً أكبر وأكثر نشاطاً في التصدي للتحديات الكبرى التي تواجه هذه المنطقة. وجاء ذلك في حديثه خلال مؤتمر فايننشال تايمز دبي الأول للشركات العائلية في فندق سانت ريجيس في دبي.

وخلال جلسة حوار مع هوغو غرينهالغ، رئيس تحرير مجلة فايننشال تايمز ويلث، تطرق جعفر في حديثه إلى الحوكمة المؤسسية والأعمال الخيرية وريادة الأعمال، محذراً الشركات العائلية في المنطقة من المخاطر التي قد تدمر قيمة شركاتهم أثناء انتقال تريليون دولار أمريكي من الأصول العائلية من الجيل الثاني إلى الثالث (من شركة الأشقاء إلى تحالف أبناء العمومة) خلال العقد القادم في ظل عدم وجود هياكل مناسبة للحوكمة المؤسسية. وأكد جعفر على ضرورة أن تسعى الشركات العائلية جاهدة لبناء أسس حوكمية متينة تمكنهم من أن يصبحوا مزودين فعليين للحلول في عصر يشهد العديد من التحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

وتوضيحاً لهذه النقطة، أشار جعفر إلى الإحصاءات العالمية التي تظهر أن ما يصل إلى 15 في المائة من الشركات العائلية تنهار عندما تنتقل من الجيل الأول إلى الجيل الثاني، وأن نسبة كبيرة تبلغ 60 في المائة من المشاريع المملوكة للعائلات تفشل في الصمود أمام تحديات الانتقال من الجيل الثاني إلى الثالث.

وأشار جعفر إلى أن التحول الحقيقي وقبول فكرة الحوكمة لا يمكن أن يتحقق إلا عندما تعترف الشركات العائلية بنموذج الأعمال القائم على الممارسات المستدامة. ولفت في هذا السياق إلى الدور الهام الذي تقوم به "مبادرة بيرل"، التي أسسها بالتعاون مع مجموعة من أصحاب الشركات الخاصة كمؤسسة غير ربحية تعمل لخير الشركات وتسعى لوضع إطار شامل للحوكمة المؤسسية في الشركات الخليجية، استناداً إلى الاحتياجات الفريدة والثقافة والبيئة التي تميز هذه المنطقة.

وحول موضوع العمل الخيري، أشار جعفر إلى الفرص المتنامية أمام الشركات والأفراد ليكونوا رواداً في إحداث تغييرات إيجابية من خلال الأعمال الخيرية الاستراتيجية، كما سلط الضوء على تزايد انعدام الثقة في أوساط المجتمع المدني تجاه نشاطات الأعمال الخيرية، والذي أسهم في إنجاز الكثير من تلك الأنشطة الخيرة بعيداً عن الأنظار، فجاءت مستويات الشفافية والمساءلة في هذا القطاع دون المستوى المطلوب. وفي معرض تعليقه على تقديرات البنك الإسلامي للتنمية التي تقول إن مبالغ الزكاة والصدقات السنوية في الاقتصادات الإسلامية تتراوح بين 200 مليار دولار إلى ترليون دولار، نوّه جعفر إلى الحجم الهائل للتبرعات التي يتم منحها دون تطبيق أي نماذج حوكمة مناسبة لتعزيز أثر تلك التبرعات.

ولفت جعفر إلى احتفال دولة الإمارات بعام الخير والذي شكل فرصة فريدة لتعزيز الوعي ونشر مفهوم العطاء الاستراتيجي القائم على تحقيق أثر فعلي بين الشركات ومشاريع الأعمال العائلية.

يذكر أن مؤتمر فايننشال تايمز دبي للشركات العائلية ناقش الفرص والتحديات التي تواجه الشركات العائلية حالياً. وتضمن المؤتمر سلسلة من الكلمات الرئيسية وجلسات الحوار وورش العمل التثقيفية. وشملت قائمة المتحدثين الرئيسيين أيضاً كلاً من خلف الحبتور، رئيس مجلس إدارة مجموعة الحبتور؛ وفادي غندور، الرئيس التنفيذي لـ"ومضة كابيتال" ومؤسس شركة أرامكس.

Search form