اطلاق التطبيق الالكتروني "خطة التغذية الرمضانية" في الامارات

الأربعاء 24 مايو 2017
الدكتور عبدالرزاق المدني

دبي - مينا هيرالد: في إطار الجهود المتواصلة الرامية إلى تعزيز استراتيجيات إدارة مرض السكري خلال شهر رمضان المبارك في المنطقة، عقد التحالف الدولي لمرض السكري ورمضان بالشراكة مع الاتحاد الدولي للسكري وجمعية الإمارات للسكري الدورة الخامسة لمؤتمر التحالف الدولي لمرض السكري ورمضان، بدعم من منحة تعليمية غير مقيدة من شركة "سانوفي". ويشكل تثقيف مرضى السكري ركيزة هامة للغاية في ادارة المرض خلال شهر رمضان، حيث أكد الخبراء على أهمية الدور التي تلعبه المشورة قبل رمضان من مقدمي الرعاية الصحية، للحد من المخاطر الصحية المرتبطة بالصوم، مدعومة بأدلة سريرية ودراسات عرضت من مختلف البلدان.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور محمد حسنين، رئيس التحالف الدولي للسكري ورمضان، واستشاري الغدد الصماء في مستشفى دبي: "في العام الماضي، قمنا بإصدار "المبادئ التوجيهية لإدارة مرض السكري خلال شهر رمضان"، لتوفير توجيه عالمي لجميع المشاركين في العمل مع المرضى. وتم هذا العام نشر التقييم الشامل لعملنا في المجلة الطبية العالمية "دايابيتس ريسيرتش آند كلينيكال براكتيس" الصادرة عن دار النشر المعروفة "إلزفير"، وجاء ذلك على شكل مقالة فريدة من نوعها تستعرض عدة استراتيجيات قائمة على الأدلة لتعزيز إدارة حالة السكري خلال شهر رمضان المبارك ونهدف على المدى الطويل إلى إحداث تغيير سلوكي ايجابي عند من يصومون من مرضى السكري والمجتمعات المحلية.

وهدفت الدراسة في جزء كبير منها إلى دعم المبادئ التوجيهية التي تم نشرها في العام الماضي. وناقش الخبراء في هذه الدراسة التغيرات الكيميائية الحيوية (الكوليسترول، وظائف الكلى، ومراقبة الجلوكوز) والتغيرات البيومترية (ضغط الدم والوزن) التي تحدث في الجسم خلال فترة الصيام. وأوضحت الدراسة كيف أن إدارة السكري بشكل فاعل تحول دون حدوث تغييرات تذكر في الصحة العامة للمريض خلال الشهر الفضيل، مع بلوغ تحسن هامشي في ضغط الدم. ولكن ليس بالإمكان تعميم هذه النتيجة باعتبار أن بعض المرضى قد يتحسنون صحياً خلال هذا الشهر فيما قد تسوء صحة بعضهم الآخر بالمقابل. كما ركزت الدراسة بشكل كبير على أهمية استشارة الطبيب لبحث خاصيّات الفرد وتاريخه الطبي، ووصف الخطة العلاجية والأنشطة الأفضل لحالته. وتم إجراء دراسة من قبل الدكتورة فتحية العوضي، استشاري الغدد الصماء في "مستشفى دبي"، حول "تصرفات وسلوك مرضى السكري خلال شهر رمضان"؛ حيث سلطت الضوء على كيفية استفادة المرضى من النصائح التثقيفية والاستشارات الملائمة التي تم تزويدهم بها قبيل بداية الشهر الكريم.

ومن المعروف أنه خلال شهر رمضان المبارك يطرأ تغيير جذري على أنماط الأكل مقارنة مع بقية الأشهر الأخرى. ويجب أن تراعي النصائح الغذائية حالة كل فرد على حدة وأن تكون مصممة خصيصاً لتواكب متطلبات حياة المرضى، وأعمارهم، والأمراض المصاحبة، وغيرها من الاحتياجات الطبية. وهذا ما يجعل المشورة الغذائية ذات أهمية بالغة في تقييم حالة المريض قبل حلول شهر رمضان. وعليه، قام "التحالف الدولي لمرض السكري ورمضان" بتطوير التطبيق الإلكتروني "خطة التغذية الرمضانية" المصمم لمساعدة مزودي خدمات الرعاية الصحية على تقديم العلاج الغذائي الطبي الخاص بكل مريض على حدة خلال الشهر الكريم.

ويمكن للاختلافات الثقافية والإقليمية أن تفرض العديد من التحديات أمام مزودي خدمات الرعاية الصحية عند توفير المشورة الغذائية الخاصة بكل مريض. وللمساعدة في هذا الشأن، يتضمن التطبيق خططاً لتنظيم الوجبات في بلدان متنوعة وبلغات مختلفة. ويتم تصنيف خطط الوجبات بحسب كمية السعرات الحرارية اللازمة في اليوم. وهذا قد يساعد مزودي خدمات الرعاية الصحية والمرضى على تخطيط وجباتهم اليومية بهدف المحافظة على وزن الجسم في حال كانوا هزيلي البنية، أو خفض الوزن في حال كانوا يعانون من زيادة الوزن أو البدانة. وتم اعتماد استخدام التطبيق الجديد في العديد من البلدان، ومن المتوقع أن يتيح للمرضى الذين يعانون من الوصول المحدود إلى خدمات الرعاية الصحية، فرصة وضع خطة غذائية صحية خلال شهر الصيام.

وفي السياق ذاته، قال البروفيسور عادل السيد، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط للاتحاد الدولي للسكري: "إن نقص المعرفة والوعي حول تدابير الصيام الآمنة لمرضى السكري تستوجب أخذ المشورة والتوجيه التي يقدمها موفرو الرعاية الصحية والتي قد لا تكون كافية، ولا سيما في البلدان التي تقطنها أقليات مسلمة. فعلى سبيل المثال، أظهرت دراسة استقصائية لموفري الرعاية الرئيسيين في الولايات المتحدة، أن ثلث الأطباء فقط توجهوا بأسئلة عما إذا كان مرضاهم المسلمين يعتزمون الصيام خلال شهر رمضان، وأفادوا أن العديد منهم لم يشعروا بالراحة في إدارة هؤلاء المرضى.2 بالتالي، فقد يكون تبني واستخدام التقدم التكنولوجي إحدى الطرق لتحسين إمكانية الوصول إلى المعلومات المتعلقة بإدارة مرض السكري خلال شهر رمضان، وخاصة بالنسبة للأشخاص في المناطق النائية."

وفي إطار تعليقه على الموضوع، قال الدكتور محمد حسنين: "تشمل قائمة المرضى الذين ينتمون للفئات عالية المخاطر: مرضى السكري من النمط 1، ومرضى السكري من النمط 2 الذين يتعالجون بالأنسولين، والحوامل الذين يعانون من سكري الحمل، والمرضى الذين يعانون من أمراض الكلى. ويتعين على الأفراد أن يدركوا أنهم غير مضطرين للصيام في حال كانوا من إحدى هذه الفئات. وفي حال رغبوا بالصيام، فمن مسؤوليتهم تحديد مستوى الخطورة لديهم، ومحاولة اتخاذ جميع التدابير الممكنة للحد من المخاطر المحتملة بالتشاور مع طبيبهم الخاص. وهذا يتضمن اختيار العلاج، وتوقيت العلاج، والجرعة اللازمة خلال شهر رمضان، والتوقيت الملائم لمراقبة مستوى الجلوكوز في الدم، وعدد مرات المراقبة، والأهم من ذلك كله تقبل احتمال قطع الصيام حالما يلاحظ المريض أو المريضة انخفاض أو ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم بشكل غير طبيعي حتى لو لم يشعروا بأعراض ذلك".

بدوره، قال الدكتور عبدالرزاق المدني، رئيس جمعية الإمارات للسكري: "يرتبط التثقيف المنتظم لمرض السكري بتزويد المرضى بالمعرفة التي تمكنهم من إدارة حالتهم بطريقة فعّالة. وثمة عدة عوائق تنشأ أمام تنفيذ المبادئ التوجيهية داخل الفرد (المريض أو موفري الرعاية الصحية الرئيسيين) أو داخل الثقافات الأوسع للمجتمع أو نظام الرعاية الصحية. وتشمل الحلول الرئيسية للتغلب على هذه الحواجز التوعية بالقضايا المحيطة بمرض السكري، وإعطاء التوجيه الصحيح للمبادئ الدينية، وتوفير تعليم فعال ويراعي الجوانب الاجتماعية والثقافية للمرضى. إن إعداد خطة إدارة فردية تراعي الخصوصية والمتابعة الوثيقة هو نهج أساسي لتجنب تطور المضاعفات الصحية عند المرضى.3"

وقال جان بول شوير، رئيس ومدير عام شركة "سانوفي" بمنطقة الخليج: "نأمل في "سانوفي" أن نبذل قصارى جهدنا لدعم التحالف الدولي لمرض السكري ورمضان بالشراكة مع الاتحاد الدولي للسكري وجمعية الإمارات للسكري في دولة الإمارات، من أجل ضمان أن نتمكن جميعا من تحديد ومعالجة التحديات المرتبطة بإدارة مرض السكري خلال شهر رمضان. نحن مدركون الحاجة إلى مواصلة البحث العلمي في هذا المجال لبناء الخبرات العملية، التي من شأنها أن تؤدي إلى نتائج صحية إيجابية كبيرة للناس في جميع أنحاء العالم."

Search form