دراسة جديدة من "جنرال إلكتريك" و"ومضة" تدعو إلى تطوير منظومة متكاملة لشركات الرعاية الصحية الناشئة في المنطقة

الإثنين 30 مايو 2016

دبي - مينا هيرالد: أشارت دراسة جديدة أصدرتها شركة "جنرال إلكتريك"، المدرجة في بورصة نيويورك بالرمز GE، بالتعاون مع مؤسسة "ومضة" لتمكين روّاد الأعمال، إلى أن الشركات المحلية الناشئة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات المتطورة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تمهد لتأسيس منظومة رقمية جديدة للرعاية الصحيّة يمكنها معالجة التحديات الكبرى في القطاع على مستوى المنطقة. ورصدت الدراسة العقبات التي تعرقل نمو القطاع وتتطلب حلولاً أكثر فعالية للاستفادة المثلى من إمكانات رواد الأعمال في قطاع الرعاية الصحية.

وحملت الدراسة عنوان "شركات الرعاية الصحّية الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا - فتح آفاق النمو ومستقبل الرعاية الصحية"، وأجرتها مبادرة "الصانعون في الشرق الأوسط" التي أطلقتها "جنرال إلكتريك" بالتعاون مع "ومضة" بهدف تسريع جهود ريادة الأعمال في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتضمّنت الدراسة 120 مقابلة مع أبرز اللاعبين الرئيسيين ورواد الأعمال في قطاع الرعاية الصحية، وذلك تحت إشراف "مختبر بحوث ومضة".

وتم كشف النقاب اليوم عن النتائج الكاملة للدراسة خلال "معرض ومؤتمر الشرق الأوسط لبناء وتحديث المستشفيات 2016" الذي يقام خلال الفترة بين 30 مايو- 1 يونيو في "مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض". وتدعم "جنرال إلكتريك" الشركات الناشئة ومزودي الرعاية الصحية في المنطقة لتمكينهم من بلوغ أقصى إمكاناتهم وتعزيز نتائج أعمالهم، وذلك من خلال مجموعتها الواسعة من التقنيات والحلول الرقمية المتقدمة التي تم تسليط الضوء عليها خلال المعرض.

وتشير الدراسة إلى أن مصر والإمارات العربية المتحدة تستأثران بالجزء الأكبر من أنشطة شركات الرعاية الصحية الناشئة تليهما فلسطين، ولبنان، والأردن والمملكة العربية السعودية. وتتجلى أبرز نشاطات الصحة الرقمية لشركات الرعاية الصحية الناشئة في خدمات الرعاية الصحية عبر الأجهزة المحمولة mHealth، والرعاية الصحية عن بعد Connected Health، تليهما تكنولوجيا المعلومات الصحيّة والمستشفيات الرقمية، والعلاجات الرقميّة Digital Therapeutics، والجيل الثاني للرعاية الصحية Health 2.0، والبيانات والتحليلات، والأجهزة والمعدات، والطباعة ثلاثية الأبعاد.

ويعكس ذلك النمو العالمي لسوق خدمات الرعاية الصحية الرقمية التي من المتوقع أن تصل قيمتها إلى 233 مليار دولار أمريكي، وهذا يعادل نمواً قدره 300% مقارنة مع 61 مليار دولار في عام 2013. ويلبي نمو حلول الصحة الرقمية تطلعات الشباب في المنطقة، خصوصاً وأن 48% من الشباب النشطين على المنصات الرقمية يؤكدون ضرورة استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحسين الوصول إلى أنظمة الرعاية الصحية عالية الجودة ومعقولة التكلفة في المنطقة.

وتؤكد الدراسة أن تطوّر نشاط شركات الرعاية الصحية الرقمية الناشئة يتيح لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا معالجة عدم التوازن بين العرض والطلب، وارتفاع تكاليف الرعاية الصحية، والتحديات الناجمة عن النمو السكاني وتزايد انتشار الأمراض غير المعدية. ونوّهت الدراسة إلى قدرة الشركات المحلية الناشئة على دعم المنطقة في معالجة ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، وذلك من خلال توفير فرص عمل جديدة وإرساء سلسلة توريد قيّمة لقطاع الرعاية الصحية. كما يساهم نمو أنشطة ريادة الأعمال في خفض نفقات الرعاية الصحية التي تتكبدها الحكومات، والتي من المتوقع أن تبلغ 141 مليار دولار بحلول عام 2020، أي ما يفوق معدل النمو العالمي البالغ 8,7%.

وبهذه المناسبة، قال ماهر أبو زيد، الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة "جنرال إلكتريك للرعاية الصحية" في أسواق النمو الشرقية: "حققت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خطوات نوعيّة في مجال الصحة الرقمية، ويعود ذلك جزئياً إلى جهود الشركات الناشئة؛ ونحن ملتزمون بحفز هذا النمو من خلال محفظتنا الواسعة من التقنيات المتقدّمة. وتهدف هذه الدراسة إلى فهم حالة ريادة الأعمال في قطاع الرعاية الصحية، والتحديات التي تواجهها، بالإضافة إلى اقتراح التوصيات المناسبة لبلوغ أقصى الإمكانات وإرساء منظومة محلية متكاملة للرعاية الصحية".

وأضاف أبو زيد: "في الوقت الذي يزداد فيه التركيز الحكومية على تحقيق أفضل النتائج للمرضى عبر تفعيل مشاركة القطاع الخاص ووضع أسس قوية لبنية تحتية متطورة، ندرك أن دعم جهود شركات الرعاية الصحية الناشئة يلعب دوراً محورياً في مواكبة التحديات الكبرى وخاصة على صعيد تقديم خدمات الرعاية الصحية العامة. ونحن ملتزمون بدعم شركات الرعاية الصحية الناشئة في المنطقة عبر إطلاق مبادرات التدريب لمتخصصي الرعاية الصحية والمساهمة في بناء سلسلة توريد محلية قيّمة".

بدوره قال حبيب حدّاد، الرئيس التنفيذي في مؤسّسة "ومضة": "تشكل الدراسة الجديدة أكبر مرجع للمعلومات حول شركات الرعاية الصحية الناشئة في المنطقة. وهي تقترح خطوات عملية لتعزيز أثر جهود ريادة الأعمال الخاصة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ولا سيما في مجال الصحة الرقميّة. ويمكن لتلك الشركات طرح حلول صحية واقتصادية مبتكرة تتـواءم مع السيـاق المحلي، وتمكّن الجميع بلا استثناء من الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية المبتكرة ومعقولة التكلفة. ونأمل أن تشجع هذه الدراسة الحكومات والشركات والمؤسسات الحكومية وداعمي وحاضني جهود الأعمال على حفز أنشطة الشركات الناشئة وتمكينها من بلوغ المستوى التالي من النمو بما يعود بالنفع على مجتمعاتنا".

ورصدت الدراسة وجود ثغرات عديدة تحد من نمو شركات الرعاية الصحية الناشئة في المنطقة، حيث أكد 80% من المشاركين في الدراسة أن محدودية رؤوس الأموال تمثل عائقاً أمام نمو القطاع. فيما نوّه 41% من المشاركين إلى وجود صعوبات في إجراء التجارب السريرية لإثبات المفاهيم الجديدة، وأكد 74% أنهم يواجهون تحديات في إرساء شراكات تقوم على أساس المنفعة المتبادلة. من جهة ثانية، أشار حوالي 77% من المشاركين إلى أن تراجع النمو يعزى إلى صعوبة استقدام الكوادر والمواهب المناسبة. في حين أشار 57% من المشاركين أن اللوائح التنظيمية غير الفعالة تقوّض مشاركة المستثمرين والشركاء المحتملين في هذا القطاع.

وتقترح الدراسة توصيات حول الشراكات المحتملة والفرص العملية، وكذلك الخطوات الأولى لردم هذه الثغرات بهدف تسريع نمو المشاريع الصحية في المنطقة. ويرتكز ذلك بطبيعة الحال على دور الشركات الكبرى في حشد الموارد المالية والماديّة لدعم شركات الرعاية الصحية الناشئة، وذلك بالتوازي مع الدور الذي تلعبه المستشفيات في حفز ريادة الأعمال لطرح النماذج الأولية وإجراء الاختبارات، ودعم التسويق التجاري للتقنيات المبتكرة التي تطرحها الشركات الناشئة.

على سبيل المثال، يمكن لمنصة تعهيد جماعي يشرف عليها أطباء أن تتيح حشد التمويل لشركات الرعاية الصحية الناشئة في المنطقة، في حين يمكن لداعمي وحاضني جهود الأعمال صقل المفاهيم الجديدة في مراحل مبكرة. وتلعب الكليات الطبية كذلك دوراً في تمكين الأطباء من الترويج للمنافع الصحيّة الرقمية بين المرضى، وبالتالي دعم مسيرة الشركات الناشئة.

وتؤكد الدراسة أن التقدم في مجال الطباعة ثلاثية الأبعاد وعلوم المواد والحوسبة الكمومية يساعـد على إزالة العقبات التي تعيق مشاركة المبتكرين وأصحاب المشاريع، كما أن نضج الخدمات الصحية عبر الأجهزة المحمولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يلفت انتباه العالم إلى قدرة هذه المنطقة على تطوير أساليب عملية بهدف إحراز تقدم واسع النطاق في قطاع الرعاية الصحية.

وتعاونت "جنرال إلكتريك" ومؤسسة "ومضة" لتطوير شبكة تركز على التقنيات الصناعية وتضم رواد الأعمال من أنحاء المنطقة. ويتمحور الهدف من ذلك حول تعزيز ودعم وربط تلك المجتمعات. وقد أطلق الجانبان الموقع الإلكتروني (wamda.com/MEmakers) الذي يشكل منصة للتواصل وتعزيز الحوار حول ريادة الأعمال بين رواد الأعمال والمشاريع والمهنيين الطموحين.

أهم النتائج
تستأثر مصر والإمارات العربية المتحدة بالجزء الأكبر من أنشطة شركات الرعاية الصحية الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تليهما فلسطين ولبنان والأردن والمملكة العربية السعودية.
تمثل خدمات الرعاية الصحية عبر الأجهزة المحمولة والرعاية الصحية عن بعد أبرز أوجه الصحة الرقمية في المنطقة
يمكن لرواد الأعمال المساهمة في تطوير حلول رعاية صحية متقدمة في المنطقة.
ركزت معظم شركات الرعاية الصحية الناشئة على الشفافية وتعزيز الوصول إلى المعلومات.
نحو 48% من الشركات الناشئة المستطلعة آراؤها في الدراسة تمتلك القدرة على خدمة الناس حول العالم.
يؤكد 48% من الأشخاص الناشطين على المنصات الرقمية (تتراوح أعمارهم بين 15– 35 عاماً) على ضرورة استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحسين الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية عالية الجودة ومعقولة التكلفة في المنطقة.
تم إجراء مقابلات مع 61 شركة ناشئة يعمل لديها 600 موظف، ويعتزم 16% منها استقدام موظفين جدد.
49% من الشركات الناشئة نجحت باستقطاب الاستثمارات إليها - 21% منها حصلت على الدعم من رأس المال المغامر، واستطاعت 15% منها الحصول على تمويل إضافي في جولات لاحقة، وجمع 11% منها أكثر من مليون دولار أمريكي.

العقبات الرئيسية أمام شركات الرعاية الصحية الناشئة
80% من شركات الرعاية الصحية الناشئة تفتقر إلى رؤوس الأموال الكافية لمواصلة نموّها
41% تعاني صعوبات على صعيد الاختبارات وإجراء التجارب السريرية لتطوير مفاهيم جديدة
74% تواجه تحديات في تأسيس شراكات مثمرة
77% تعاني من صعوبات في استقدام الكوادر البشرية المناسبة ولا سيما خبراء الرعاية الصحية
57% يتأثرون سلباً باللوائح التنظيمية الحكومية التي تفتقر إلى الشفافية، مما يعيق المشاركة الفاعلة للمستثمرين المحتملين
69% يعانون من ضعف إقبال المستهلكين على شراء الحلول الصحية الرقمية، مما يؤكد الحاجة لتعزيز الوعي حول التقنيات الصحية الرقمية.

أخبار مرتبطة