"صندوق العيش والمعيشة" يطلق أول مشاريعه بقيمة 32 مليون دولار للمساهمة في القضاء على الملاريا في السنغال

السبت 11 فبراير 2017

جدة - مينا هيرالد: وقّع "صندوق العيش والمعيشة"، المبادرة التنموية متعددة الأطراف والأكبر من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، اتفاقية لتمويل أول مشاريعه بقيمة 32 مليون دولار لدعم جهود الحكومة السنغالية في حملتها للقضاء على مرض الملاريا.

وسيشكل المشروع دَفعةً قويةً للحكومة السنغالية لتعزيز إمكاناتها في تشخيص وعلاج الملاريا، وذلك من خلال دعم جهودها في القضاء على هذا المرض الفتّاك بنهاية العام 2018. ويشمل المشروع ما يلي:
منح 2.5 مليون شخص ناموسيات مجانية طويلة الأمد معالجة بالمبيدات الحشرية.
توزيع 1.6 مليون جهاز مجاني لإجراء التشخيص السريع وأكثر من 700 آلاف جرعة عقار مضاد للملاريا
تحسين أنظمة مراقبة الملاريا والتشخيص من قبل فنيين مدربين
تقديم النصائح لنحو 4 ملايين شخص حول كيفية تجنب الإصابة بمرض الملاريا
تدريب 400 متطوع ومزوّد لخدمات الرعاية الصحية في مكافحة الملاريا وكيفية إدارة الحالات المصابة

ويأتي هذا المشروع بالتعاون مع "الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا" في إطار البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا بالسنغال.

وعلى الرغم من انخفاض معدل انتشار الملاريا من 5.9٪ في العام 2008 إلى 2.8٪ في العام 2013، إلا أنه لا يزال سببًا رئيسيًا للوفيات في البلاد. وسيلعب "صندوق الحياة والمعيشة" دوراً بارزاً في مساندة السنغال مالياً لإرساء البنية التحتية اللازمة وترسيخ قاعدة الانطلاقة للانتقال من المرحلة الأولى في عملية الاستجابة لمرض الملاريا من مرحلة "فرض السيطرة" إلى مرحلة "القضاء على الملاريا مسبقاً."

وفي تعليقه على هذه الاتفاقية، قال السيّد ماهر الحضراوي المدير التنفيذي لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ورئيس المجلس التنفيذي للصندوق للدورة الحالية: "يسعدنا إطلاق أول مشروع لـصندوق العيش والمعيشة وضخ استثمارات كبيرة لدعم جهود الحكومة السنغالية في القضاء على الملاريا، ما من شأنه تحسين ظروف حياة الملايين من البشر وتمكينهم من التمتع بصحة أفضل وإنتاجية أعلى في حياتهم. وتمثّل هذه الاتفاقية إنجازاً كبيراً ضمن مهمة الصندوق الرئيسية لتحسين حياة المجتمعات الأكثر فقراً في العالم الإسلامي وانتشالهم من براثن الفقر."

وبهذه المناسبة، أعرب السيّد خليفة بن جاسم الكواري، المدير العام لـ "صندوق قطر للتنمية"، عن سعادته بالمساهمة بـمبلغ 50 مليون دولار لـ "صندوق الحياة والمعيشة" على مدى السنوات الخمسة المقبلة، موضحاً أن هذه المساهمة ستدعم ملايين الناس للنهوض من الفقر في الدول الإسلامية والتي هي بأمسّ الحاجة للمساعدة، لا سيّما في قطاعات الرعاية الصحية الأساسية ومكافحة الأمراض والزراعة والبنية التحتية الأساسية في المناطق الريفية.

وأضاف الكواري قائلاً: "نحن فخورون بتضافر جهودنا مع البنك الإسلامي للتنمية وغيره من مؤسسات التنمية الإقليمية والدولية لإطلاق أول مشروع من صندوق العيش والمعيشة في دولة السنغال، بهدف تعزيز قدراتها في تشخيص ومعالجة حالات الإصابة بمرض الملاريا والذي يُعد سببًا رئيسيًا وراء انتشار الأمراض والوفيات. ويلتزم صندوق قطر للتنمية بدعم مبادرات تعزيز صحة الأفراد في السنغال وغيرها من الدول المتضررة من هذا المرض، وبذل الجهود اللازمة للقضاء على الملاريا في المستقبل القريب. ويُعد هذا المشروع أحد مشاريع الصندوق المبتكرة، كما أن شركاءنا يتمتعون بخبرات ميدانية واسعة في القطاعات المستهدفة،" واختتم بإعرابه عن تفاؤله بهذا المشروع وتطلعه للمزيد من التعاون في المرحلة المقبلة.

ومن جانبه، قال سعادة محمد سيف السويدي، مدير عام "صندوق أبوظبي للتنمية": "يُعد هذا المشروع خطوةً مهمة في دعم جهود كل من صندوق العيش والمعيشة وحكومة السنغال، حيث أنه سيسهم في إنقاذ أرواح الكثيرين وسيكون داعماً أساسياً لتحسين مستويات المعيشة وتمهيد الطريق أمام السنغال لتقضي على الملاريا نهائياً. ومثل هذه المشاريع تعكس مهمة صندوق أبوظبي للتنمية في تكوين الشراكات وتوفير الموارد المالية اللازمة لدعم الحكومات في تحقيق أهدافها. ونحن نؤمن بشدة بأهمية تضافر جهودنا وتعاوننا مع شركائنا لضمان توجيه المساعدات ضمن مساراتها الصحيحة وبفعالية أكبر تحت رؤية تحسين مستوى المعيشة بالدول النامية اجتماعياً واقتصادياً."

من جهة أُخرى أكد فخامة الرئيس السنغالي ماكي سال أن البنك الاسلامي للتنمية كان قد قام فعلاً بدعم السنغال من خلال توفير التمويل الميسّر للعديد من المشاريع التنموية التي أثّرت بشكل مباشر ضمن جهود تحسين حياة المجتمعات الأشد فقراً بالبلاد، مضيفاً أن التمويل الذي يقدمه "صندوق العيش والمعيشة" للمساهمة في القضاء على الملاريا يؤكد استطاعة الدول الأفريقية الاعتماد على أنفسها ووضع البرامج الناجحة التي يمكنها أن تجذب التمويل الخارجي.

ويتشكل "صندوق الحياة والمعيشة"، الذي أطلقه البنك الإسلامي للتنمية في العام 2016 ويتولّى إدارته حالياً، من ملياري دولار أمريكي من رأسمال البنك و500 مليون دولار أمريكي على شكل منح من عدة مؤسسات مانحة. ونجح الصندوق حتى الآن بجمع 400 مليون دولار من المنح المقدمة من مؤسسة بيل ومليندا غيتس (20% من إجمالي المنح المقدمة، وبحد أقصى يبلغ 100 مليون دولار)، وصندوق التضامن الإسلامي للتنمية التابع للبنك الإسلامي للتنمية (100 مليون دولار)، وصندوق قطر للتنمية (50 مليون دولار)، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (100 مليون دولار)، وصندوق أبو ظبي للتنمية (50 مليون دولار).

ويوجّه الصندوق تمويلاته نحو مشاريع تحسين الرعاية الصحية والزراعة والبُنى التحتية في دول العالم الإسلامي، وقد أقر الصندوق بالفعل تمويل مشاريع بقيمة 363 مليون دولار للعام الأول من الأعوام الخمسة التي سيعمل الصندوق خلالها.

أخبار مرتبطة