غرفة دبي تتوقع ارتفاع الإنفاق على السياحة الحلال في الإمارات 4.4 % خلال 2016

الأربعاء 21 سبتمبر 2016
دبي - مينا هيرالد:

توقع تحليل صادر عن غرفة تجارة وصناعة دبي استمرار نمو السفر العائلي، وهو المصطلح المستخدم في وصف شريحة السياحة الحلال عالمياً خلال 2016، حيث من المتوقع أن تشهد دولة الإمارات التي تعتبر مصدراً للسياحة الحلال ومن أبرز الوجهات السياحية، ارتفاعاً في إنفاق السفر العائلي بالخارج بنسبة 3.6 % هذا العام، بينما من المتوقع زيادة الإنفاق على السياحة داخل الإمارات بنسبة 4.4 %.
ويأتي إطلاق التحليل المبني على دراسة متخصصة عن قطاع السياحة الحلال بالتزامن مع انعقاد الدورة الثالثة من القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي التي تقام بدبي تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في الفترة من 11 وحتى 12 أكتوبر المقبل تحت عنوان "استلهام التغيير لغد مزدهر".
وتعد القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي التي تنظمها غرفة تجارة وصناعة دبي، بالتعاون مع مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي وبالشراكة مع "تومسون رويترز"، أول منتدى سنوي يتناول جوانب الاقتصاد الإسلامي في المنطقة، وتجمع تحت مظلتها خبراء عالميين من قطاعات محورية لمواكبة التحديات والفرص في الاقتصاد الإسلامي.
ويتوقع خبراء القطاع أن تزداد زيارة العائلات المقيمة في دول مجلس التعاون الخليجي الراغبة في تجارب سياحية ثقافية مع وجود تسهيلات تلائم السياح المسلمين، إلى الإمارات والمغرب والوجهات الآسيوية مثل ماليزيا وأندونيسيا والهند والفلبين خلال العام 2016، في حين يتوقع حدوث انخفاض في الزيارات إلى تركيا وذلك على خلفية عدم الاستقرار فيها مؤخراً.
وأشار التحليل إلى بروز اتجاهات رئيسية في 2016 والتي من المحتمل أن تعيد تشكيل قطاع السياحة المحلية، بما فيها التوجه نحو تطوير السياحة البحرية في دبي، حيث تتوقع الإمارة نمو هذه الشريحة الصاعدة بنسبة 30 % في موسم 2016 ـــ 2017 في الوقت الذي تستعد فيه لاستضافة 155 سفن بحرية تحمل على متنها 650,000 زائراً.
وسوف يؤدي التسارع الأخير في نشاط السياحة البحرية والنمو المطرد المتوقع خلال مراحله المبكرة، إلى ظهور فرص جديدة لوكلاء السفر في دبي العاملين في مجال السياحة الحلال يمكنهم طرح رحلات بحرية بعد إضافة تعديلات على مرافق البواخر، بالإضافة إلى توفير وجهات تتناسب واحتياجات العائلات والمسافرين المسلمين مما يجعل من هذه الشريحة الناشئة أكثر جذباً للعائلات والمسافرين المسلمين على حد سواء.
وحددت الدارسة عوامل مهمة تدعم النمو المتواصل في حجم سوق السياحة الحلال، وهي النمو الأعلى من المتوسط في عدد السكان بالدول ذات الغالبية المسلمة، والأداء الاقتصادي الجيد للمجتمعات المسلمة، والتي تقع ضمن الاقتصاديات الصاعدة، وزيادة إمكانية الحصول على المعلومات المتعلقة بالسفر، إلى جانب زيادة توفر الخدمات والتسهيلات الملائمة لسفر المسلمين.
وتشير تقديرات إلى أن هنالك 5 دول في منطقة الشرق الأوسط وهي السعودية والإمارات والكويت وإيران وقطر تشكل حوالي 40 % من إجمالي إنفاق المسلمين على السفر. بينما تأتي دول جنوب شرق آسيا ومن ضمنها اندونيسيا وماليزيا اللتان تتميزان بالكثافة السكانية الهائلة، في الصدارة من حيث عدد المسافرين المسلمين.
وفقاً لتقرير تنافسية السفر والسياحة الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في 2015، فقد جاءت ماليزيا في المرتبة الأولى عالمياً من حيث مدى ملائمة السفر للمسلمين حسب نسخة هذا العام للمؤشر العالمي للسياحة الحلال، في حين صعدت دولة الإمارات مرتبة واحدة من مركزها الثالث في العام الماضي لتحل مكان تركيا في المركز الثاني في 2016. كما شهدت قائمة العام 2016 لأكثر الوجهات ملاءمة للسياحة الحلال في الدول خارج منظمة التعاون الإسلامي، محافظة سنغافورة على موقع الصدارة، وتمكنت هونغ كونغ من القفز إلى المرتبة الخامسة هذه السنة بعد أن كانت في المرتبة السابعة في 2015.
وبحسب التقرير فإن المعايير الرئيسية للتصنيف هذه تشمل مدى ملاءمة الدولة للعطلات العائلية ونوع الخدمات والمنشآت المتوفرة التي تلائم المسافر المسلم، بالإضافة إلى الارشادات السياحية ومبادرات التسويق المخصصة لنشر الوعي بشأن خدمات وتسهيلات السياحة الحلال.
ومؤخراً توقعت أحدث البيانات الصادرة عن شركة "كريسنت ريتينغ" المتخصصة في مجال السياحة الإسلامية ومقرها سنغافورة إن يصل حجم الإنفاق العالمي على شريحة السياحة الحلال العالمية إلى 200 مليار دولار بحلول العام 2020، هذا في وقت يتوقع أن يرتفع فيه عدد المسافرين المسلمين من 117 مليون مسافر حالياً والذي يشكل حوالي 11 في المائة من إجمالي السياحة العالمية، إلى 168 مليون مسافر عالميا بحلول العام 2020.
ويهتم سوق السياحة الحلال بتوفير احتياجات معينة تناسب أسلوب حياة المسافرين المسلمين، منها خيارات الوجبات الحلال والمطاعم المعتمدة في تقديم الأطعمة الحلال، والبيئة الملائمة للعائلات، ومنشآت أداء الشعائر الدينية (مساجد، غرف صلاة بالمطارات، وجود علامات تحدد اتجاه القبلة في مكة المكرمة)، ومراعاة الفصل بين الجنسين في (غرف ساونا منفصلة وكذلك صالات الألعاب الرياضية وأحواض السباحة)، وأن تكون الجولات والأنشطة السياحية خالية من ألعاب القمار والمشروبات وكافة الأنشطة ذات الصلة بالحفلات.
ويشمل مفهوم السياحة الحلال وجود رحلات طيران خالية من تقديم المشروبات الكحولية ولحم الخنزير، توفر نسخ من القرآن الكريم عند الطلب، الإعلان عن أوقات الصلاة خلال رحلات الطيران، إلى جانب إذاعة برامج دينية خلال رحلات الطيران.
وتستضيف القمة العالمية للاقتصاد الإسلامي سنوياً نخبة صناع القرار وقادة الأعمال لمناقشة القضايا الهامة التي تؤثر على ركائز الاقتصاد الإسلامي السبعة وهي: التمويل الإسلامي، وصناعات الحلال، والسياحة الحلال، والاقتصاد الرقمي الإسلامي، والفنون الإسلامية، والمعايير والشهادات الإسلامية، والتعاليم الإسلامية. وتركز القمة هذا العام على المسؤولية الاجتماعية ومفهوم الأوقاف ومبادئ العمل الخيري كأساس للأنشطة التجارية.

أخبار مرتبطة