سكان الإمارات الأكثر تفاؤلاً وإيجابية بين سكان العالم وثقتهم بالمستقبل هي الأعلى

الأربعاء 15 مارس 2017

دبي - مينا هيرالد: كشفت نتائج استبيان عالمي أجرته "برنزويك"، الشركة الاستشارية المتخصصة في العلاقات المؤسسية، أن سكان دولة الإمارات العربية المتحدة هم الأكثر تفاؤلاً في العالم، وينظرون بإيجابية بالغة للدولة وللمستقبل الذي ينتظرهم، مما يتناقض بشكل واضح مع آراء سكان الدول الأخرى ممن شملهم الاستبيان.

وبحسب الدراسة، فإن روح التفاؤل السائدة في دولة الإمارات العربية المتحدة تستند إلى مقومات عديدة من أبرزها الإحساس الغامر بالرخاء والأمان، والثقة الكبيرة في قدرة وكفاءة قطاع الأعمال، إلى جانب تمتع الجيل الحالي بمستوى أعلى من الاستقرار المالي مقارنة بالأجيال السابقة.

وكانت "برنزويك" قد استطلعت آراء أكثر من 42 ألف شخص في 26 بلداً في خطوة تمثل أكبر دارسة من نوعها تجريها شركة استشارية حول مستويات الرخاء الوطني، والتحديات الرئيسية التي تواجه المجتمعات، والنظرة تجاه قطاع الأعمال.

وفي هذه المناسبة، قال روبرت يونغ، الشريك في "برنزويك" ورئيس عمليات الشركة في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي: "تأتي هذه الدراسة العالمية في مرحلة مهمة جداً يشهد فيها عالم السياسة تحولات كبرى، حيث تتزايد مسؤوليات قطاع الأعمال كمحركٍ رئيسيٍ للتغيير. وفي ضوء ذلك، انفردت دولة الإمارات، بحسب نتائج دراستنا، بتفاؤلها ونظرتها الإيجابية والإحساس السائد لدى سكانها بأن الشركات تمثل محركات رئيسية لدفع عجلة التقدم نحو مستقبل مشرق، الأمر الذي يسلط الضوء على ضرورة اضطلاع القطاع بأدوار أكبر في المجتمع، ووجود فرصة سانحة لتطوير’الغاية الاجتماعية‘ للمؤسسات وجعلها جزءاً من نماذج أعمال الشركات وأهدافها العامة."

تصورات إيجابية للرخاء الوطني
وتمثلت إحدى أبرز نتائج استبيان "برنزويك" في الشعور الجليّ بالرخاء الوطني لدى سكان دولة الإمارات على اختلاف شرائحهم، والذي يُعد إحدى المزايا التي تفوقت فيها الدولة على كافة الدول التي شملتها الدراسة.

وينظر سكان في دولة الإمارات بإيجابية بالغة للحالة العامة للبلاد، حيث أشار ما يزيد عن 9 من كل 10 (92%) أشخاص شملهم الاستبيان أن الأمور في الدولة تسير بشكل "جيد"، في حين أشار 56% منهم إلى أنهم يرون بأن الأمور تسير بشكل "جيد جدا"، مقارنة مع المعدل الوسطي للدول الـ 26 التي شملها الاستبيان والذي بلغ 51% ممن قالوا "جيد" و9% فقط ممن قالوا "جيد جدا". وكانت هذه النظرة الإيجابية القاسم المشترك بين مختلف الفئات العمرية في دولة الإمارات، حيث أشار ما يزيد على 90% من كل فئة عمرية إلى أن الأمور تسير بشكل جيد. وجاءت سويسرا في المرتبة الثانية ضمن قائمة الدول الأكثر إيجابية، في حين تذيلت القائمة كلٌ من فرنسا والبرازيل وإيطاليا، إذ بينت الدراسة أن 20% فقط أو أقل من سكان هذه الدول يرون أن الأمور تمضي بشكل جيد في بلدانهم.

الثقة بقطاع الأعمال
وتضمّن الاستبيان سؤالاً عن القطاع الذي يعتقد الناس أنه الأكثر قدرة على حل المشاكل التي تواجه بلدانهم، من بين 6 قطاعات رئيسية هي: قطاع الأعمال، والمؤسسات الحكومية، والمؤسسات الأكاديمية، والمنظمات غير الربحية، والمؤسسات العسكرية، والمؤسسات الدينية.

واحتل القطاع الحكومي في دولة الإمارات المرتبة الأولى من حيث المؤسسات الأكثر فعالية في توفير الحلول للتحديات الكبرى، كما تبين أن قطاع الأعمال في دولة الإمارات هو الأكثر تمثيلاً لمصالح أفراد المجتمع، حيث صنفه 60% من المشاركين في الاستبيان في أعلى مرتبتين، بينما قام 48% و43% منهم بتصنيف كل من القطاع الحكومي والمؤسسات الأكاديمية على التوالي في المرتبتين العليا (وهي نسب فاقت المعدل العالمي بهذا المجال والتي بلغت 32% و41% على التوالي).

وشملت الدراسة أيضاً نظرة الناس لقطاع الأعمال ككل، بالإضافة إلى درجة الانفتاح نحو التجارة والاستثمار الأجنبي. وتبين أن ما يزيد على 4 من كل 5 أشخاص (82%) في دولة الإمارات، ينظرون إلى قطاع الأعمال بإيجابية، في حين يعتقد 3 من كل 4 أشخاص (74%) يعتقدون أن الشركات في الدولة نزيهة وجديرة بالثقة، الأمر الذي يختلف إلى حد كبير عن الواقع السائد في بقية دول العالم. ففي حين أن 64% من سكان دولة الإمارات يعتقدون أنه عندما تحقق الشركات أداء جيداً فإن ذلك ينعكس إيجاباً على البلد بأكمله، لم تتجاوز نسبة الأشخاص في باقي الدول التي شملها الاستبيان والذين يعتقدون أن الشركات في بلدانهم نزيهة وجديرة بالثقة نسبة 37%، حتى أنها تراجعت إلى مجرد 28% في كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.

وبالرغم من الثقة العالية في قطاع الأعمال بدولة الأمارات والتي أظهرها المشاركون في الاستبيان، إلا أن 56% منهم يعتقدون أن قادة الأعمال "لا يفهمون حقًا القضايا والتحديات التي تعترضني في حياتي."

وتعليقًا على هذه النسبة، قالت جيهان دحمان بلفقيه، الشريك في "برنزويك": "هنالك فرصة سانحة أمام الشركات لتحسين مستوى التواصل وتوطيد العلاقات مع جميع الأطراف المعنية بها كي تضمن ثقة الناس بها وبمدى إدراكها وتفهمها للتحديات التي تواجه عملاءها. وتتسم هذه المسألة بأهمية خاصة في دولة الإمارات مع استمرار توسع ونضوج القطاعات المختلفة، وبالتالي لا بد من مراعاتها بالطريقة الأمثل لتجنب السلبية وضعف الثقة السائدين الآن في الغرب."

استقرار مالي أفضل مقارنة بالأجيال السابقة
وأعرب معظم الذين استُطلعت أراؤهم في دولة الإمارات عن شعورهم بالاستقرار المالي بمستوى أفضل من الجيل الذي سبقهم، وثقتهم بأن هذا الشعور سيكبر ويستمر لدى الأجيال القادمة. وبيّنت الدراسة أن 3 من كل 4 أشخاص في دولة الإمارات (74%) يعتبرون وضعهم المالي الشخصي أفضل مما كانت عليه أوضاع آبائهم عندما كانوا في نفس العمر، ويرى 71% منهم أن الوضع المالي للجيل القادم سيكون أفضل من وضع جيلهم. وفي المقابل، فإن أقل من 50% من الذين استُطلعت آراؤهم في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا ومعظم الدول الغربية الغنية، يرون أن أوضاعهم المالية أفضل مما كانت عليه أوضاع آبائهم، وقد انخفضت هذه النسبة بشكل كبير أيضاً، عندما سُئلوا عما إذا كانوا يعتقدون بأن أوضاع أولادهم ستكون أفضل من أوضاعهم.

واختتم يونغ قائلاً: "لا شك في أن شعور الأمان والاستقرار الذي يتمتع به سكان دولة الإمارات وتفاؤلهم بمستقبل الأجيال القادمة، يشكل مدعاة فخر واعتزاز لهذا البلد الطموح، ويُعد من أهم مقومات نجاح البلاد وبالتالي لا بد من ترسيخها والبناء عليها لكي تتمكن دولة الإمارات من مواصلة مسيرة النمو والازدهار والتقدم. وأما بالنسبة للمؤسسات والشركات التي تشكل قطاع الأعمال في الدولة، فإن هذه النتائج تعني أن أمامها فرصة مهمة عليها اغتنامها لتعزيز دورها والنهوض بمسؤولياتها الاجتماعية على نحو أفضل، وتطوير المزيد من برامج طويلة الأمد للتواصل مع الجيل القادم بطرق فعالة وأساليب هادفة وبنّاءة."

Search form