1.5 مليار دولار حجم سوق الطائرات بدون طيار في دول مجلس التعاون الخليجي

الأحد 23 يوليو 2017
رمزي خوري
دبي - مينا هيرالد:

تشير التوقعات إلى وصول حجم سوق الطائرات بدون طيار في دول مجلس التعاون الخليجي إلى 1.5 مليار دولار بحلول عام 2022، وهو ما يعد فرصة هائلة لمشغلي الاتصالات في المنطقة، بحسب شركة "ستراتيجي &" (بوز أند كومباني سابقاً)، التابعة لشبكة "بي دبليو سي". ويمكن لهذه الشركات عبر الاستفادة من الإمكانيات والموارد التي تمتلكها، أن تلعب دوراً محورياً في تطوير صناعة الطائرات بدون طيار على مستوى المنطقة.

وشهد استخدام الطائرات بدون طيار التي تم تصنيعها في بداية الأمر لأغراض عسكرية، تزايداً ملحوظاً في القطاع التجاري خلال السنوات الأخيرة. وتقف هذه الآلات على مفترق طرق بين اثنتين من التقنيات الحديثة المتمثلة في إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي. ولا تمتلك هذه الطائرات إمكانية التنقل الذاتي في المجال الجوي فحسب، بل يمكنها أيضاً جمع وتحليل ونقل المعلومات بسرعة قياسية. وتشمل الفوائد الرئيسية لانتشار الطائرات بدون طيار في مختلف القطاعات زيادة الأتمتة وتحسين الكفاءة التشغيلية وتعزيز تكامل البيانات وتسريع اتخاذ القرار.

وفيما توفر الطائرات بدون طيار عدة فوائد للقطاعات المختلفة، يحظى مشغلو الاتصالات بفرص أكبر للاستفادة من تطوير هذا القطاع على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تتمتع هذه الشركات باستقرار مالي بصورة عامة، كما أنها تمتلك القدرة على الاستثمار بالإضافة إلى شبكة واسعة من العملاء وخبرة طويلة في التسويق، فضلاً عن ما تمتلكه من إمكانيات في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات.

وقال جاد حاج، شريك في "ستراتيجي &" الشرق الأوسط: "يمكن لمشغلي الاتصالات الاستفادة من إمكاناتهم ومواردهم الحالية لتقديم حلول متطورة في مجال الطائرات بدون طيار للقطاعات الأخرى. فعلى سبيل المثال، يمكن لهذه الشركات من خلال شبكات الأبراج الخاصة بها، توفير اتصال مستمر، وهو ما يعد أمراً بالغ الأهمية لنقل البيانات، كما تسطيع الشركة الوصول إلى تقنيات الحوسبة السحابية المتطورة والتي يمكن استخدامها لتخزين البيانات، كما أن مشغلي الاتصالات مجهزين بأحدث أنظمة معالجة البيانات بهدف تحليل المعلومات التي جرى الحصول عليها من الطائرات بدون طيار. وتشهد صناعة الطائرات بدون طيار نمواً ملحوظاً، وهو ما يجعلها خياراً واضحاً أمام مشغلي الاتصالات بهدف اغتنام تلك الفرصة نظراً لما فيها من إمكانيات."

وفي ظل قيام مشغلي الاتصالات بإعادة تعريف أنفسهم باعتبارهم لاعبين أساسيين في مجال الرقمنة، تقوم هذه الشركات ببناء كفاءات متقدمة في مجالات إنترنت الأشياء والبيانات الكبيرة والتحليلات. وكنتيجة لذلك، تحدد "ستراتيجي &" فرصتين يستفيد منهما مشغلو الاتصالات.

أولاً، يمكن لهذه الشركات تقديم حلول مدعومة بالطائرات بدون طيار لجميع القطاعات الأخرى من خلال بناء شراكات في مجالات مرتبطة بشراء الطائرات بدون طيار، وعمليات الطائرات بدون طيار (قيادة الطائرة) ومعالجة البيانات (تحليل البيانات التي تم جمعها جواً باستخدام خبراء مؤهلين) وتقديم البيانات (باستخدام إمكانيات المنصة السحابية لتخزين وإدارة وتقديم البيانات للعملاء).

وتشمل الفرصة الثانية لمشغلي الاتصالات تأسيس مركز خاص بالحكومات للتحكم في حركة الطائرات بدون طيار.

من جهته، قال رمزي خوري، مدير في "ستراتيجي &" الشرق الأوسط : "يدرك منظمو المجال الجوي النمو الحاصل في تكنولوجيا الطائرات بدون طيار، ويقوم هؤلاء بالبحث عن التوازن بين السلامة العامة والكفاءة الاقتصادية. إن تقدم عملية وضع تشريعات وقوانين تتعلق بالطائرات بدون طيار في دول مجلس التعاون الخليجي يسير بوتيرة غير مسبوقة، وفي هذا الإطار يمكن لمركز التحكم في حركة الطائرات بدون طيار أن يكون سلطة مركزية لإدارة حركة الطائرات بدون طيار وضمان اتباع التشريعات القائمة في هذا الصدد. ويمكن لمشغلي الاتصالات التعاون مع المشرعين بهدف تحقيق عائدات وتعزيز مكانتهم كمزودين لحلول الطائرات بدون طيار وتسهيل الحصول على الموافقات وعمليات الترخيص.

وفي الواقع، بدأ تطبيق هذا المفهوم على مستوى المنطقة، حيث تعمل الهيئة العامة للطيران المدني في دولة الإمارات مع شركة مزودة للتكنولوجيا بهدف تأسيس مركز للتحكم في حركة الطائرات بدون طيران وذلك منذ شهر نوفمبر من عام 2016.

ومن جانبه قال ميشال مازور، شريك في بي دبليو سي بولندا ومدير مركز ‘Drone Powered Solutions’ للتميز في تكنولوجيا الطائرات بدون طيار في بي دبليو سي: "يحتاج مشغلو الاتصالات إلى استراتيجية مصممة خصيصاً لهم وخارطة طريق واضحة لتنفيذ هذه الاستراتيجية، وذلك بهدف تحقيق النجاح من خلال تقديم حلول متقدمة في مجال الطائرات بدون طيار. وتشمل الاستراتيجية آليات التواصل والتفاعل المستمر مع المشرعين بهدف فهم المتطلبات والحصول على التصريحات اللازمة وتحليل حجم وإمكانية صناعة الطائرات بدون طيار وما يمكنها فعلاً أن تقدمه، فضلاً عن تحديد نموذج التشغيل الأمثل وتعزيز القدرات الداخلية والخبرات التقنية للحد منها. وبذلك سيكون مشغلو الاتصالات مؤهلين للاستفادة من الفرص التي تزخر بها صناعة الطائرات بدون طيار. "

أخبار مرتبطة