مشروع مشترك بين معهد مصدر وجامعة مانشستر في مجال تحلية المياه بالأغشية يفوز بمنحة مالية من الحكومة البريطانية

الثلاثاء 28 مارس 2017

أبوظبي - مينا هيرالد: أعلن معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، الجامعة البحثية للدراسات العليا التي تركز على الطاقة المتقدمة والتقنيات المستدامة، وجامعة مانشستر عن نيل مشروعهما المشترك، الهادف إلى توظيف مادة الجرافين في تحسين تقنيات تحلية المياه، منحة مالية بقيمة 500 ألف دولار (1.8 مليون درهم) من المملكة المتحدة.

وتأتي هذه المنحة كجزء من مشروع تقوده وزارة الأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية بالمملكة المتحدة بالشراكة مع "المجلس الثقافي البريطاني"، وتهدف إلى تعزيز الشراكة مع الجهات البحثية وجامعات الدراسات العليا في منطقة الخليج. وقد تم اختيار المشروع المشترك بين معهد مصدر وجامعة مانشستر من أصل 172 مشروعاً مشاركاً، حيث تم الإعلان في يوليو 2016 عن فتح الباب لتقديم طلبات المشاركة من كافة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي.

ويشارك أيضاً في هذا المشروع كشركاء صناعيين وعملاء محتملين كل من شركة "فيولا" الرائدة عالمياً في إدارة الموارد، وشركة "مودرن ووتر" الرائدة في تقنيات وعمليات الأغشية ومقرها المملكة المتحدة، وشركة "نيوميتالز" الرائدة في مجال المعادن.

وتتولى الدكتورة ليندا زو، أستاذ في الهندسة الكيميائية والبيئية في معهد مصدر، الذي يندرج تحت جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا التي تم تأسيسها مؤخراً؛ والدكتور راهول رافيندران نير، أستاذ في فيزياء المواد في جامعة مانشستر، قيادة هذا المشروع الذي يركز على تطوير الجيل القادم من الأقطاب والأغشية المستخدمة في تنقية المياه بالاعتماد على مادة الجرافين. ويذكر أن معهد مصدر وجامعة مانشستر يتعاونان أيضاً في عدد من المشاريع في مجال الجرافين منذ يناير 2016 بغرض تطوير مواد متقدمة عالية القيمة تدعم الصناعات الواعدة القائمة على التقنيات المتطورة في الدولة. فقد أبرم معهد مصدر شراكة بحثية مع جامعة مانشستر، أول جامعة نجح كادرها في فصل الجرافين، تركز على أبحاث الجرافين والمواد ثنائية الأبعاد ذات الصلة لتطوير مُركبات وأجهزة استشعار وأغشية تخدم أسواق الطيران والدفاع والطاقة. وتمتاز مادة الجرافين ببنية مؤلفة من طبقة من ذرات الكربون، وتعتبر الأخف وزناً والأكثر قساوة والأقل سماكة، ما يجعلها أفضل مادة تم اكتشافها حتى اليوم للتوصيل الحراري والكهربائي.

وقال الدكتور نير من جامعة مانشستر: "أدركنا مسبقاً أن الفوائد التي تقدمها الأغشية المصنوعة من أكسيد الجرافين قد تغيّر هيكلة العديد من الصناعات القائمة اليوم. فالجرافين والمواد ثنائية الأبعاد هي مجال مذهل للأبحاث، ونحن متحمسون لاكتشافات علمية نوعية فيما نعرف المزيد عن المواد الجديدة التي لا تتعدى سماكتها الذرة الواحدة. ويمكن للفرص التي توفرها تقنيات التحلية وتنقية المياه الجديدة المعتمدة على الخصائص المتفوقة للجرافين أن تسهم في تغيير حياة الناس نحو الأفضل وتسهّل حصولهم على مياه نظيفة."

من جهتها قالت الدكتورة بهجت اليوسف، مديرة معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا: "لقد شهدنا تحقيق تقدم كبير في مشاريعنا البحثية في مجال الجرافين. ونحن فخورون بفوز الدكتورة زو والدكتور نير بهذه المنحة المالية، التي تعكس الثقة بخبرتهما الكبيرة في مجال البحث والابتكار ودور الجرافين في دعم قطاع المياه. إن هذا المشروع وغيره من المشاريع المماثلة تسهم في رسم معالم الطريق نحو تعزيز أمن المياه في الإمارات ومناطق العالم التي تعاني من شح المياه. وإننا نتطلع قدماً لجني ثمار هذه الجهود البحثية".

ويهدف المشروع المقترح إلى تصميم بنى نانوية من الجرافين للأقطاب والأغشية، ومن ثم تطويرها للاستفادة منها في مجال تحلية وتنقية المياه. ويُعتقد أن تسهم تقنية "إزالة الأيونات السعوية" الناشئة وعمليات تحلية المياه بالأغشية في تلبية احتياجات المياه في العالم وفق أساليب أقل استهلاكاً للطاقة. ويُنتظر أن يوفر استخدام الجرافين النانوي ضمن الأقطاب والأغشية المستخدمة في عمليات تحلية المياه إمكانيات كبيرة تتجاوز الإمكانيات المحدودة للمواد التقليدية التي تتسبب في استهلاك كبير للطاقة وانخفاض نسب المياه المعالجة وتراكم الشوائب خلال عمليات التحلية.

وقالت الدكتورة زو: "بأخذ هذه المشاكل بالاعتبار، فإننا نسعى بصورة رئيسية إلى استخدام مواد ثنائية الأبعاد للتوصل إلى حلول متطورة لتحلية وتنقية المياه، إذ نعمل على توظيف الجرافين في تطوير الجيل القادم من الأقطاب والأغشية. وإننا نهدف في نهاية المطاف إلى تحويل نتائج الجهود البحثية إلى تقنيات تخدم قطاع المياه، لتسهم بالتالي بدور فاعل في مواجهة مشكلة أمن المياه في العالم".

وتمتلك الدكتورة زو خبرة واسعة في مجال أبحاث المياه، فقد نجحت في وقت سابق من هذا العام في إيداع طلب براءة اختراع عن بحث في مجال الاستمطار، نالت عنه منحة "برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار" في دورته الافتتاحية في عام 2016. كما يتمتع شريكها في المشروع الدكتور نير بمكانة مرموقة في الوسط الأكاديمي، وقد فاز في عام 2015 بميدالية موسلي من معهد الفيزياء عن "مساهماته البارزة لفهم الخواص الكهربائية والضوئية والبنيوية للجرافين والمركبات ذات الصلة."

أخبار مرتبطة