العقارات السكنية وسوق التجزئة في البحرين يُظهران مستويات عالية من الثقة في ظل الضغوط الاقتصادية المستمرة

الثلاثاء 20 يونيو 2017

المنامة - مينا هيرالد: بقيت مشاريع التجزئة والمأكولات والمشروبات خيارات استثمارية رائجة في البحرين مع بروز مفاهيم التجزئة "المركزة" و"الترفيهية" في مراكز التسوق، وذلك وفقا لتقرير "نظرة على سوق البحرين" للنصف الأول من عام 2017 الصادر عن شركة الاستشارات العقارية العالمية "سي بي آر إي".

وتمضي أعمال التشييد على قدم وساق في بعض مشاريع الواجهة البحرية ومشاريع التجزئة الكبرى. فمن المقرر افتتاح "ذا أفنيوز" أواخر عام 2017 ليقدم 33,000 متر مربع من المساحات القابلة للتأجير، إلى جانب مشروع الواحة في 2018، وهو مركز تجاري رئيسي في موقع بارز مقابل المسجد الكبير في الجفير.

في هذا السياق قالت هيذر لونغدن، المدير المساعد، سي بي آر إي البحرين": "لا يزال قطاع التجزئة والترفيه المحرك الرئيسي للسياحة في المملكة، مع استمرار شركات التجزئة الدولية مثل مجموعة الأفنيوز والشايع في تطوير المعروض المحلي."

وأضافت: "إلى جانب أعمال البيع بالتجزئة التقليدية، تستعد البحرين أيضا لدخول مجال التجارة الإلكترونية مع افتتاح خدمات موقع أمازون العالمي في المملكة، التي أعلنت في وقت سابق عن خطط إنشاء مكتب لها في البحرين لدعم الشركات المحلية، مع انتقالها إلى الخدمات السحابية."

ووفقا لتقرير "سي بي آر إي" شهد المعروض السكني في البحرين نقصاً طوال السنوات الـ 25 الماضية، مع وصول عجز المعروض إلى حوالي 75,000 وحدة في عام 2017. ويكمن العجز الرئيسي في وحدات المساكن الملبية لاحتياجات الشرائح المنخفضة والمتوسطة الدخل من العائلات البحرينية. حيث يبلغ الطلب الحالي استنادا إلى إحصاءات السكان والأحجام النمطية للأسر البحرينية حوالي 290,000 وحدة بينما لا يوجد في السوق سوى 216,000 وحدة مكتملة عبر جميع أنواع العقارات في السوق. وهناك مساعي مكثفة تقودها الحكومة لسد الفجوة بين العرض والطلب مع التخطيط لإدخال 40 ألف وحدة جديدة في إطار خطة الإسكان بحلول عام 2020.

وفي معرض تعليقه على القطاع السكني، قال جيمس لين، مدير سي بي آر إي البحرين: " لا تزال المناطق التي تحظى بشعبية كبيرة لدى المغتربين سواء للاستئجار أو التملك هي الجفير والسيف وأمواج وجزيرة الريف. والجفير هي واحدة من أكثر المناطق نشاطا في البحرين من ناحية التطوير السكني الجديد، حيث تحتضن عددا من مشاريع الأبراج السكنية الكبيرة قيد الإنشاء، ومن المخطط إنجازها بين عامي 2017 و2018. ما سيؤدي إلى زيادة كبيرة في وحدات التملك الحر في العامين القادمين. ففي عام 2016، تألف سوق الجفير من 2800 وحدة تملك حر، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى أكثر من 5000 بحلول عام 2018 وهو نمو يقارب 79٪ خلال فترة عامين."

وفيما يتعلق بأسعار الإيجار السكني، كشفت "سي بي آر إي" أن المناطق الأعلى تسعيراً كانت السيف وجزيرة الريف، وهو أمر غير مفاجئ نظرا لقربها من مراكز التسوق والمكاتب وغيرها من الخدمات وخيارات الترفيه. ووفقا لجهاز المساحة والتسجيل العقاري سجل المواطنون البحرينيون غالبية الصفقات العقارية في المملكة بنسبة 85٪ من إجمالي القيمة العقارية في 2016، واستكمل المواطنون الخليجيون نسبة 10% والذين كانوا في أغلبهم من الكويت أو المملكة العربية السعودية.

وتابع لين: "أثر ارتفاع تكلفة الكهرباء والمياه للمغتربين على قراراتهم في اختيار المنازل، حيث يركزون الآن أكثر من أي وقت مضى على تخطيطات الغرف والكفاءة العامة في استهلاك الطاقة."

وتشمل العقارات السكنية الجديدة التي تم الانتهاء منها في أوائل عام 2017 كلا من "ذا جراند" و "ذا تويت" في السيف، و "ذا نيست" في السنابس، وكلها من بن فقيه للتطوير. كما تم افتتاح "حدائق فونتانا" من "رويال أمباسيدور" مؤخرا. ويتم حاليا تسليم "فيلا ديلمونيا" إلى سوق التأجير، إلا أن الإقبال عليها لا يزال محدوداً نظراً لاستمرار أعمال البناء في المنطقة المجاورة لها مباشرة.

وقال لين: "من المتوقع أن يكون مشروع الشرق هو التطوير القادم في دلمونيا هذا العام، ومن المقرر الانتهاء منه بأكمله بحلول عام 2020. وقد فتحت "فونتانا إنفينيتي" باب المبيعات من على الخارطة في الربع الأول من عام 2017 وتلقت صدىً إيجابيا كما هو الحال مع جميع مشاريع "رويال أمباسيدور"."

وفيما يتعلق بقطاع الضيافة في المملكة، أفاد مجلس التنمية الاقتصادية في البحرين مؤخرا أن خمسة عشر فندقا ومنتجعا شاطئيا من فئة 4 و5 نجوم ستفتتح في البحرين على مدى السنوات الخمس المقبلة بمجموع استثمار يزيد عن 10 مليارات دولار أمريكي. وتشمل العلامات التجارية كلا من: منتجع ون آند أونلي، فندق ويندهام جراند، فيرمونت، فندق ومنتجع فيدا، فندق إيبيس، وفندق بولمان. وستنضم هذه الفنادق إلى معروض الضيافة في المملكة الذي يتجاوز حاليا 190 فندقا ومنتجعا. تشمل 18 من فئة الخمس نجوم و48 من فئة أربع نجوم و35 من فئة ثلاث نجوم و81 مجمع للشقق الفندقية و11 منتجعا.

ووفقا لهيئة البحرين للسياحة والمعارض، بلغ عدد الزوار السياحيين إلى المملكة 12.3 مليون زائر في عام 2016، بزيادة 6٪ عن عام 2015، وشكلت الزيارات والرحلات القصيرة عبر جسر الملك فهد الرابط مع المملكة العربية السعودية نسبة 88٪ منها. وبلغ متوسط إشغال الفنادق في المنطقة 60٪ في عام 2016 مقابل 53٪ لمدينة المنامة في البحرين.

وقالت لونغدن: "تشهد المنطقة تدفقا من الغرف الفندقية الجديدة رغم هدوء الطلب والتحديات الاقتصادية طويلة الأمد نتيجة انخفاض أسعار النفط. وكانت معظم الغرف الفندقية المتاحة في سوق البحرين في عام 2016 من فئة 4 نجوم مشكلة 43٪ من إجمالي المعروض. ومن حيث العرض المستقبلي للغرف الفندقية هناك 5100 غرفة قيد الإنشاء من فئة الخمس نجوم من المقرر وصولها بحلول عام 2021 والتي من شأنها تعزيز مستوى المعروض في سوق المملكة."

واختتمت لين: "لا يزال سوق المكاتب في البحرين مجزءا عبر عدة مواقع ومباني، ما أدى إلى أداء متفاوت في جذب الشركات المستأجرة. وبلغ مجموع المساحات المكتبية من الدرجة الأولى والثانية حوالي 1.2 مليون متر مربع في العاصمة، في حين وصلت نسبة الشاغر إلى 33٪. ونجحت الأبراج الجديدة المُخدمة جيدا والتي تقدم شروطا تجارية أولية جذابة في جذب الشركات من المباني القديمة أو الأقل ملاءمة.

ويبلغ متوسط أسعار الإيجار الشهري في الوقت الراهن 7 دنانير بحرينية للمتر المربع الواحد، ما يوفر فرصا جيدة بأسعار ميسورة للشركات، وتمتعت منطقة السيف بمعدل إشغال أعلى بكثير بفضل الطلب الثابت على الرغم من قرار بعض المستأجرين الرئيسيين ترك المنطقة."

Search form