جلسة "دور الاتصال في التنمية والشراكة المجتمعية" تثّمن تجربة الشارقة في التنمية المستدامة

الأربعاء 22 مارس 2017

دبي - مينا هيرالد: تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، انطلقت فعاليات اليوم الأول من الدورة السادسة للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي المنعقد في مركز إكسبو الشارقة يومي 22 و23 من مارس الجاري بجلسة بعنوان "الاتصال من أجل التنمية والشراكة المجتمعية". شارك في الجلسة كل من معالي الدكتور عبد اللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومعالي نجلاء بنت محمد العور وزيرة تنمية المجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة، وكايلاش ساتيارثي الناشط في مجال حقوق الأطفال والحائز على جائزة نوبل للسلام، ونجلاء المدفع مديرة مركز الشارقة لريادة الأعمال " شراع". وأدار الجلسة الدكتور سلطان النعيمي الأكاديمي والباحث في الشؤون السياسية.

استهل معالي الدكتور عبد اللطيف الزياني حديثه مشيداً بالنهضة الثقافية والعمرانية التي تنجزها إمارة الشارقة بقيادة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مهنئاً بتدشين المركز الدولي للاتصال الحكومي الذي تم إطلاقه مؤخراً والدور الحيوي لهذه الخطوة في تعزيز الاتصال الحكومي.

وقال معالي الزياني إن التنمية المستدامة التي تعمل على تحقيقها دول العالم تشكل ركيزة أساسية في عمل مجلس التعاون لدول الخليج الذي حقق إنجازات كثيرة في هذا الإطار وهو مستمر في جهوده لتحقيق الشراكة المتكاملة بين دول المجلس خاصة في مجال إنجاز السوق الخليجية المشتركة التي تدأب على تحقيقها الهيئة الاقتصادية العليا. أما عن دور الاتصال الحكومي في تحقيق التنمية فقال الدكتور الزياني إن المعرفة هي الأساس في تحقيق الاتصال والتواصل بين الحكومات والمواطنين، ويتعين على القادة الذين يعملون من أجل تحقيق الازدهار أن يدركوا بأن المواطن هو الوسيلة والغاية من الاتصال.

وأضاف معالي الزياني:" عملية الاتصال تستوجب أن يؤدي كل فرد دوره وكل مؤسسة أو جهة مسؤوليتها، مع الأخذ بالاعتبار أن المواطن هو المحور والغاية والوسيلة لتحقيق التنمية. وعلى المواطن أن يكون ملماً بكل الجهود التي تبذلها الحكومات في سبيل توفير مقومات الرفاه والازدهار له، وعلى الحكومات أن تراعي في خططها واستراتيجياتها القضايا التي تلامس احتياجات وتطلعات المواطنين من أجل ترتيب الأولويات خاصة في ظل تنامي التحديات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والأمنية".

وأشار معالي الدكتور الزياني إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي هي "حدائق وسط الحرائق" لأن العقل الجمعي الخليجي مدرك للتحديات التي تواجه المجتمعات سواء في المحيط العربي والخليجي أو على مستوى العالم، من هنا تحرص دول المجلس على بناء الفكر وتعزيز الاتصال مع المواطنين من أجل تحصين البيئة الداخلية. ونوّه معالي الزياني إلى أن دول مجلس التعاون حققت أهداف الألفية قبل موعدها واليوم تسعى إلى تحقيق الأهداف الأممية وسط أجواء مشحونة بالعنف والتطرف وذلك من خلال إيصال رسائل إيجابية إلى الشباب وتعزيز الثقة بينها وبينهم وقد تمكن المجلس من الاجتماع بـ 24 ألف مواطن خليجي لبناء حوار جاد ومسؤول وتمتين الاتصال المباشر الذي يؤدي إلى تحقيق الأهداف المشتركة.

مبادرات مجتمعية
وقالت معالي نجلاء بنت محمد العور وزيرة تنمية المجتمع: "كل المبادرات التي تطلقها حكومة الإمارات هي نتاج للاتصال الفعال مع كافة فئات المجتمع وعبر مختلف القنوات التقليدية والجديدة. نحن في وزارة تنمية المجتمع نحرص على تنظيم زيارات ميدانية وإقامة المجالس واستخدام كل قنوات التواصل العصرية والتطبيقات الذكية من أجل إبقاء الاتصال مفتوحاً بيننا وبين المجتمع."

وأضافت معالي العور: "الحكومات التي تعطي ولا تستقبل لن تقدم إلا إنجازات خادعة. الحكومات التي تصغي إلى نفسها فقط ستكون في عزلة دائمة. الحكومات ليست شركات استشارية تفرض على الناس آليات العمل والخطط. نحن في دولة الإمارات العربية المتحدة تعلمنا أن من يريد تحقيق الإنجازات عليه أن ينزل إلى الميدان ويتواصل مع المجتمع بكل فئاته. إن تحقيق الازدهار الذي نصبو إليه في دولتنا ومجتمعنا يبدأ من الاتصال المباشر مع الناس والشراكة الحقيقية معهم."

وأعلنت معالي وزيرة تنمية المجتمع من منبر المنتدى الدولي للاتصال الحكومي عن إطلاق مبادرة الحوار المجتمعي والتي تركز على الاتصال مع كل فئات المجتمع لمعرفة تطلعاتها وطموحاتها والمستقبل الذي تتمناه لوطنها من أجل العمل معاً على صياغة السياسات المستقبلية.

كما أعلنت معاليها عن إنشاء مجلس خاص لتنمية المجتمع بالتعاون مع وزارة الشباب في الإمارات إضافة إلى مبادرة لتحويل المدارس في الدولة إلى مدارس مجتمعية بحيث يتوسع دور المدرسة من مجرد مكان يتلقى فيها الطلاب العلوم والمعرفة إلى ملتقى يجمعهم على أنشطة وفعاليات يتطوع إليها أولياء الأمور ليشكلوا معاً مجتمعاً رديفاً للمجتمع الأكبر ويساهموا في مسيرة التطوير والتنمية.

تجربة "شراع"
أما نجلاء المدفع، مديرة مركز الشارقة لريادة الأعمال " شراع" فشددت على دور الاتصال الحكومي في فتح قنوات التعاون مع المجتمع وتحديداً الشباب خاصة وأن 60% من المجتمع العربي هي دون 30 عاماً من العمر. واعتبرت المدفع أن وعي الحكومات بضرورة الإصغاء إلى الشباب وإتاحة المجال

لهم للتعبير عن طموحاتهم ومناقشة سبل تحقيقها يسهل آليات وضع الخطط والاستراتيجيات التي تثمر تنمية وازدهاراً اجتماعياً واقتصادياً.
وانطلاقاً من تجربة "شراع" لريادة الأعمال، أشارت المدفع إلى أهمية الاستمرار في التواصل مع الطلاب الذين يمثلون المستقبل، وضرورة تعزيز الروح الإيجابية لديهم وتحفيزهم على العطاء والابتكار وتحويل أفكارهم إلى واقع ملموس واختيار المهنة التي تناسبهم من أجل ضمان تنمية مجتمعية مستدامة وتحقيق الشراكة الحقيقية لبناء الوطن.

ثقافة القادة
من جهته أشار ايلاش ساتيارثي الناشط في مجال حقوق الأطفال والحائز على جائزة نوبل للسلام إلى المخرجات الايجابية التي ابثقت هن مسيرة التنمية في إمارة الشارقة داعياً إلى الاقتداء بتجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في بناء التواصل الإيجابي بين الحكومة والمجتمع وتحقيق الإنجازات في مجالات التنمية.

وكشف ساتياشي عن حدث فريد من نوعه علم بحصوله قبل دخوله المنتدى الدولي للاتصال الحكومي حيث تلقى رسالة عبر هاتفه المتحرك تفيد بقرار تسمية إحدى القرى الهندية النائية باسم الفتيات اللواتي ناضلن من أجل منع زواج القصر وكافحن استغلال الأطفال.
وأشار إلى أن هذا القرار لم يأت إلا من خلال الاتصال الفعال بين شريحة الشباب والمسؤولين الحكوميين في القرية والمجتمع بكل فئاته. وتحدث ساتياشي عن مؤسسته التي تعمل من أجل التنمية والمجتمع والتي بفضل سياسات الاتصال المباشر مع كل الأطراف تمكنت من إنشاء 580 قرية صديقة للأطفال في الهند.

يذكر أن المنتدى الدولي للاتصال الحكومي يركز في دورته السادسة على قضية أهداف التنمية المستدامة، التي اعتمدها قادة العالم في قمة أممية تاريخية في شهر سبتمبر من عام 2015، لتحقيق أهداف التنمية السبعة عشر والتي تتضمنها أجندة التنمية المستدامة للعام 2030. وتشمل تلك الأهداف مكافحة الفقر والأمراض والأمية، وتمكين المرأة، وحماية البيئة وغيرها من الأهداف المهمة لكافة دول العالم.

ويشارك في الدورة السادسة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، أكثر من 2500 شخصية، من رؤساء الدول والحكومات، وقادة الفكر، والمسؤولين الحكوميين، وشخصيات اعتبارية ذات خبرة واختصاص في مجال الاتصال والتواصل مع الجماهير، إضافة إلى قادة ومسؤولي المنظمات الإقليمية والدولية، ومنظمات المجتمع المدني، ومراكز الدراسات والبحوث، والإعلاميين، وطلبة كليات الاتصال والإعلام، من مختلف الجامعات والمعاهد في دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي.

وتحول المنتدى على مدى دوراته الخمس الماضية إلى حدث عالمي جاذب لصنّاع القرار والخبراء وأصحاب العلاقة والمهتمين بمجال الاتصال الحكومي من مختلف دول العالم، إلى جانب كونه منصة شفافة لطرح القضايا المهمة، ومناقشة التغيّرات المحيطة بكل وضوح، للخروج بتوصيات وقرارات تساعد الحكومات والعاملين في مجال الاتصال الحكومي على تطوير أدائهم وعملهم، بما يسهم بالارتقاء بالأداء الحكومي بشكل عام، والوصول إلى تحقيق مستويات عالية من السعادة والرضا لدى الجمهور.

Search form