نمو مبيعات التجزئة العالمية من المجوهرات 3% يدعم سوق الألماس في الشرق الأوسط لمواجهة عام حافل بالتحديات

الأحد 19 فبراير 2017

الإمارات - مينا هيرالد: أفادت النتائج الصادرة عن التقرير السنوي السادس لسوق الألماس والمجوهرات العالمية، الذي أعده مؤخراً "مركز أنتويرب العالمي للألماس" (AWDC) و"بين آند كومباني"، بأنّ قطاع الألماس العالمي سجّل أداءاً جيداً نسبياً خلال العام 2015، في ظل نمو مبيعات التجزئة من الألماس والمجوهرات بمعدل 3% عند أسعار الصرف الثابتة. وبالمقابل، أدى انخفاض قيمة العملة في العام 2016 وتباطؤ الطلب في الصين إلى تراجع الإيرادات العالمية بحوالي 2% من حيث القيمة بالدولار الأمريكي. وبالمثل ضمن قطاع معالجة وتخزين ونقل الألماس، انخفضت الإيرادات بالدولار الأمريكي بنسبة 2%، في الوقت الذي تراجعت فيه مبيعات الألماس الخام بما يقارب 24%. ويعود الانخفاض الحاصل بالدرجة الأولى إلى تراجع حجم طلبات الشراء ضمن قطاع قطع وصقل الألماس وطرح نحو 5 مليار من المخزون ضمن أسواق التصنيع.

وأظهر سوق المجوهرات والألماس استقراراً نسبياً في العام 2016، الذي حافظت خلاله السوق الأمريكية على مكانتها باعتبارها محركاً رئيسياً للمبيعات العالمية، لا سيّما مع استفادة تجار التجزئة من الطلب القوي من المشترين من الطبقة المتوسطة. وبالمقابل، واصلت الصين العظمى إعادة التوازن في الوقت الذي ساهمت الديناميكية الإيجابية العالمية لأسواق البر الرئيسي الصيني في تعويض تباطؤ التدفق السياحي إلى هونغ كونغ وماكاو. وأدى التحول في الإنفاق السياحي إلى فوائد ملموسة ضمن الأسواق الأوروبية واليابانية، الأمر الذي انعكس على نمو الاستهلاك الإيجابي بالعملات المحلية. وفي الهند، ساهمت التركيبة السكانية القوية، وخاصة الطبقة الوسطى المتنامية، في دعم الأرباح الإيجابية. ولكن، لم تستطع هذه الاتجاهات الإيجابية مجاراة الدولار الأمريكي القوي، مما قاد الأسواق العالمية إلى تحقيق معدلات نمو سلبية.

وأظهرت نتائج التقرير انخفاضاً في إيرادات قطاع القطع والصقل بنحو 2% في العام 2015 بسبب تباطؤ الطلب العالمي على الألماس والمجوهرات، والذي أدى إلى زيادة مخزون تجار التجزئة. وتسببت المعطيات السائدة في توجه قطاع معالجة وتخزين ونقل الألماس نحو تخفيض كميات شراء الألماس الخام وتفريغ فائض المخزون المتراكم خلال عامي 2013 و2014. وأدت هذه الخطوة، جنباً إلى جنب مع تباطؤ الطلب، إلى انخفاض في أسعار الألماس المصقول بحوالي 10% في العام 2015. واستجاب منتجو الألماس الخام للتحديات التي تواجه العملاء، ليتجهوا نحو خفض الإنتاج وزيادة مستويات المخزون واعتماد شروط شراء أكثر مرونة، في الوقت الذي تم فيه تخفيض أسعار الألماس الخام.

وقالت أوليا لينده، شريك في "بين آند كومباني" ومؤلف رئيسي للتقرير: "شهد قطاع المجوهرات وقطاع معالجة وتخزين ونقل الألماس استقراراً نسبياً خلال العام 2015، إلاً أنّ قطاع إنتاج الألماس الخام أظهر اتجاهاً مغايراً بعد أن سجل انخفاضاً مضاعفاً في الإيرادات."

وعلى الرغم من أنّ القطاع يتجه نحو قيادة مسيرة نمو متواضعة نسبياً، إلاّ أنه لا يزال هناك العديد من التحديات لا سيّما على صعيد تأمين التمويل ضمن قطاع معالجة وتخزين ونقل الألماس وتباطؤ الاستهلاك في الصين، فضلاً عن المعوقات المتزايدة نتيجة المنافسة من الألماس المزيف والمركب. ومع ذلك، فإن العدد الكبير والقدرة الشرائية المتزايدة لجيل الألفية، الجيل من مواليد الحقبة الزمنية الممتدة بين 1980 و2000، إلى جانب الركائز المتينة للاقتصاد الكلي ستمثل بمجملها دوافع قوية لتعزيز الآفاق الإيجابية على المدى المتوسط إلى الطويل.

وأجرت شركة "بين آند كومباني" و"مركز أنتويرب العالمي للألماس" استبيان شمل أكثر من 1500 شخص من جيل الألفية في الصين والهند والولايات المتحدة الأمريكية حيث وجدت أن هؤلاء يتشابهون مع الأجيال السابقة من حيث مستويات حجم الإنفاق الحالي والمستقبلي والمواقف الإيجابية تجاه المجوهرات المصنوعة من الألماس. وبلغ عدد سكان هذه الدول من جيل الألفية ما مجموعه 900 مليون في العام 2015، ووصل إجمالي دخلهم ما يقارب 8 تريليون دولار. ويشكل هؤلاء مجتمعين رابع أكبر اقتصاد بعد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين، ومن المرجح أن يتضاعف هذا الرقم ليصل إلى 16 تريليون دولار، أو ما يعادل 38% من إجمالي الدخل بحلول العام 2030. وكما هو الحال مع الأجيال السابقة، قام هؤلاء بتصنيف المجوهرات من بين تفضيلاتهم فيما يتعلق بالهدايا، حيث جاء هذا الخيار أولاً في كل من الصين والهند وثالثاً في الولايات المتحدة بعد النقود والإلكترونيات.

وبالمقابل، تظهر الفروقات في سلوك التسوق مدى الحاجة إلى استراتيجيات مُحسنة للتسويق واستقطاب العملاء من أجل الوصول إلى هذه الفئة من العملاء على نحو فعال. وفي الولايات المتحدة، يعكف الأفراد من جيل الألفية بنشاط على استخدام الإنترنت لشراء المجوهرات؛ أما في الهند فهم يميلون إلى تفضيل الذهاب إلى المتاجر. وبالنسبة لأفراد جيل الألفية في الصين، فشأنهم شأن الفئات العمرية الأخرى، حيث يفضلون المتاجر المتخصصة لشراء المجوهرات ويميلون إلى اتخاذ قرارات الشراء في المتاجر. ومن أجل استقطاب مزيد من الطلب من جانب جيل الألفية على المدى الطويل، يحتاج اللاعبين في هذه الصناعة إلى الاستثمار في التسويق وبناء العلامة التجارية وإعادة تعريف تجربة العملاء في مجال البيع بالتجزئة.

وأضافت لينده: "يتجه هذا الجيل الجديد من المستهلكين نحو مزيد من الإنفاق في السنوات المقبلة، لذلك على صناعة الألماس أن تجد طرقاً للتواصل معهم بفعالية أكبر. فالمنتجون والبائعون الأذكياء يبحثون عن طرق وأساليب لاستقطاب هؤلاء المستهلكين، أما الذين لا يسعون إلى ذلك فسيواجهون بلا شك عقبة أخرى أمامهم في سوق مضطرب بالفعل".

وبالنظر إلى المستقبل، تبقى التوقعات الخاصة بصناعة الألماس على المدى المتوسط صعبة، حيث من المقرر أن يكون هناك مزيد من العرض في السوق، كما ستلقي الشكوك بظلالها على البيئات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في الأسواق الرئيسية. ومن المتوقع مع مرور الوقت أن تصب النظرة الإيجابية للاقتصاد الكلي في صالح هذه الصناعة طالما تصرف منتجو الألماس بمسؤولية وقام اللاعبون الرئيسيون في هذا القطاع بمواصلة جهودهم التسويقية لدعم الطلب على مجوهرات الألماس، خاصة بين جيل الألفية.

وسيتجه سوق تجارة الألماس على المدى الطويل باتجاه إيجابي، حيث وجدت دراسة "بين آند كومباني" التحليلية لسوق منطقة الخليج - وكما هو الحال في الأسواق الأخرى في العالم – أنه من المتوقع أن يعزز الناتج المحلي الإجمالي من نمو "الدخل الشخصي المتاح للإنفاق" من 1 تريليون دولار في العام 2015 إلى أكثر من 1.5 تريليون دولار في العام 2030، ما سيشكل الأساس للطلب على الألماس على مدى السنوات الـ 15 القادمة.

وتتوقع شركة "بين آند كومباني" أن يكون هناك نوع من التوازن بين العرض والطلب على الألماس الخام في الفترة من 2019 إلى 2020. كما أنه من المتوقع أن يتعافى الطلب على الألماس الخام من حالة الركود الأخيرة ويعود إلى مسار من النمو طويل الأمد وبواقع 2 إلى 5% في المتوسط سنوياً، معتمداً على الأسس القوية لسوق الولايات المتحدة واستمرار نمو الطبقة الوسطى في كل من الهند والصين. أما العرض على الألماس الخام فمن المتوقع أن يشهد انخفاضاً سنوياً بواقع 1 إلى 2% من حيث القيمة حتى العام 2030.

وقال آري أبشتاين، الرئيس التنفيذي لـ "مركز أنتويرب العالمي للألماس": "يسعدنا تقديم نتائج تعاوننا مع شركة "بين آند كومباني" من خلال هذا التقرير السنوي السادس حول تجارة الألماس في العالم. ونقوم بطرح مثل هذه التقارير، التي يتم توزيعها مجاناً، إيماناً بقناعتنا الراسخة بضرورة وجود قطاع مُطلع لتجارة الألماس من شأنه اتخاذ قرارات أكثر ذكاء وحكمة لما فيه خير الجميع. ومن هذا المنطلق، قمنا بإطلاق حملة "الألماس وأنتويرب: علاقة متكاملة" من أجل خلق التزام عالمي بالمبادئ التي تقوم عليها صناعة ألماس تتسم بالاستدامة والأخلاق والربحية. ومن المهم أن نعلن، تماماً كما تفعل جمعية منتجي الألماس (DPA) من خلال حملة "الحقيقي نادر" (Real is Rare)، بأننا سنزدهر فقط عندما نحقق التضامن القائم على المبدأ في مختلف مجالات صناعة الألماس، حيث نستطيع بناء على ذلك الدخول في منافسة عادلة. ولذلك، أدعو كل شخص معني للاستفادة من النتائج التي خلص إليها تقريرنا".

Search form