المركزي الياباني يؤجّل الوصول إلى مستهدف التضخّم وقرار المركزي الأوروبي هو التالي

الخميس 20 يوليو 2017
حسين السيد، كبير استراتيجي الأسواق في FXTM

بقلم حسين السيد، كبير استراتيجي الأسواق في FXTM

سجّل الين تراجعا طفيفاً مقابل الدولار الأميركي صباح الخميس بعد أن أبقى البنك المركزي الياباني على معدّلات الفائدة دون تغيير وعدّل زمن الوصول إلى مستهدف التضخم خلال الأشهر الستة المقبلة. وكما كان مُنتظراً على نطاق واسع، فقد حافظ المركزي الياباني على الفائدة عند -0.1% وعلى مستهدف عائد السند الحكومي لأجل 10 سنوات عن حدود 0%. وقد كانت خسائر الين محدودة بما أنّ المركزي الياباني رفع توقعاته للناتج المحلي الإجمالي بشكل طفيف للسنة المالية الحالية والسنة المقبلة، لكن بات من الواضح بأنّ صناع السياسة اليابانيين غير مستعدّين للانضمام إلى مسار التشديد على خطى البنوك المركزية الأخرى. وقد عدّل البنك المركزي الياباني الزمن المتوقع للوصول إلى مستهدف التضخّم لست مرات منذ الإعلان عن توسيع برنامج شراء الأصول في أبريل/ نيسان 2013، وهم يتوقعون الآن الوصول إلى مستهدف 2% في العام 2020 في حال عدم حصول أي تأجيل. وهذا يشير إلى أن المركزي الياباني سيكون آخر بنك مركزي يشدّد السياسة النقدية، الأمر الذي سيبقي الين تحت الضغط. لكنّ المتداولين يبدون أكثر اهتماماً باجتماع البنك المركزي الأوروبي. فعلى الرغم من أن البنك وكما هو متوقع سيُبقي على سياسته دون تغيير، فإنّ كل كلمة سينطق بها رئيسه ماريو دراغي سوف تخضع لتدقيق شديد. وكان اليورو قد ارتفع 3% منذ أن ألمح دراغي يوم 27 يونيو/ حزيران إلى أنّ البنك المركزي الأوروبي يمكن أن يعدّل أدوات سياسته مع تحسّن الآفاق الاقتصادية. لكن صنّاع السياسات في البنك المركزي الأوروبي سارعوا إلى القول بأنّ الأسواق قد أساءت فهم ما قاله رئيس البنك المركزي الأوروبي، غير أنّ الأسواق ظلت تشتري العملة الموحدة. وسوف يُمنح اليوم فرصة ثانية للتوسّع في شرح تصريحاته السابقة. وفي ضوء التحسّن الحاصل في منطقة اليورو، فإن السيد دراغي يجد نفسه في المركب ذاته مع يلين وبولوز وكارني. فبرنامج التيسير الكمّي ينتهي مفعوله بحلول نهاية هذا العام، وتشير العمليات البيعية الحاصلة مؤخراً في السندات الأوروبية إلى أن البرنامج الشهري لشراء السندات بقيمة 60 مليار يورو على وشك أن يشهد تقليصاً. أمّا سؤال اليوم والذي تكلّف الإجابة عنه 60 مليار يورو فهو : كيف يمكن للبنك المركزي أن يبعث بإشارة عن تخفيض البرنامج دون تشديد ظروف التمويل؟ إنّ آخر شيء يريده البنك المركزي الأوروبي هو اليورو القوي والظروف المالية المشددة حالياً. فالبدء بتطبيع السياسة النقدية دون إحداث اضطراب في الأسواق هو عملية معقدة، وبالتالي رغم أن دراغي يريد تحضير المستثمرين للتقليص التدريجي لبرنامج شراء الأصول، فإنه سيُلمح على الأرجح إلى أن الوتيرة ستكون تدريجية وإلى أن خيارات التيسير ستظل مفتوحة. أمّا الجزء الأصعب فهو كيف يمكنه تمرير رسالة واثقة دون أن يتسبب بالمزيد من العمليات البيعية في السندات والأسهم وارتفاع اليورو. وحتى لو بدا بيان اليوم أكثر تساهلاً فإنني لازلت أفضل شراء اليورو عندما ينخفض وبيعه في حالة الرالي.

Search form