دراسة جديدة تشير إلى نمو جراحة التجميل في الإمارات العربية المتحدة

الثلاثاء 08 ديسمبر 2015

دبي - مينا هيرالد: شهدت جراحات التجميل في الإمارات العربية المتحدة إقبالاً مطرداً خلال العام الحالي، حيث زادت جراحات التجميل الاختيارية بواقع 106% وذلك بحسب ما ذكره محرك البحث العالمي في مجال الرعاية الصحية WhatClinic.com. وقد تم نشر الإحصاءات كجزء من التحليل الذي أجراه الموقع والذي تناول توجهات جراحات التجميل بالإمارات خلال العام المنصرم، بالإضافة إلى بيان العلاجات العشر الأكثر رواجاً لهذا العام، حيث تربع شفط الدهون على قائمة العلاجات الأكثر إقبالاً وشعبية.

هذا ويعود رواج تلك العمليات إلى اهتمام المرضى داخل وخارج البلاد بها، لا سيما مع وجود عدد كبير من المستشفيات الخاصة بالإمارات العربية المتحدة واتسامها بالجودة، وهو الأمر الذي جعل من دولة الإمارات وجهة مفضلة عالمياً لعلاجات الرعاية الصحية الاختيارية. والجدير بالذكر أن السياحة الطبية تُمثل شريحة متنامية حيث  نمت بواقع 135% على مدى الأشهر الـ 12 الماضية.

أما العلاج الذي تربع على رأس قائمة العلاجات الأكثر رواجاً فقد تمثل في شفط الدهون، والذي يُكلف نحو 20.981 درهم في المتوسط. ارتفع معدل الاستفسارات الواردة إلى العيادات بشأن شفط الدهون بنسبة 154% بالمقارنة بنفس الفترة عن العام الماضي، تلاه تجميل الأنف الذي زاد الإقبال عليه بواقع 104% بكلفة متوسطة بلغت 23.885 درهم.    

وقد احتل المرتبة الثالثة في هذه القائمة علاج جديد نسبياً يُعرف باسم "تثدي الرجال" أو تصغير حجم الثدي لدى الذكور. تبلغ كلفة هذه الجراحة 21.296 درهم في المتوسط ويزداد الإقبال عليه بمرور الوقت. أما علاجات الثدي الأخرى المُدرجة على القائمة فتتضمن تكبير الثدي (المرتبة الرابعة) وشد الثدي (المرتبة التاسعة)، حيث شهدت اهتماماً متزايداً لدى المرضى.

يتم في العملية الأولى زيادة حجم الثدي، بينما تشيع العملية الثانية بين المرضى الأكبر سناً من الراغبين في استعادة شكل الثدي وتحسين مظهره. ارتفعت نسبة الإقبال على عمليات شد الثدي بواقع 125% على الرغم من كون كلفتها المتوسطة 34.678 درهم، بينما زادت عمليات تكبير الثدي بنسبة 87% وكانت كلفتها المتوسطة 26.515 درهم.

وقد احتلت عمليات شد البطن المرتبة الخامسة – وهي عبارة عن علاج للبدانة يستهدف إزالة الجلد الزائد حول منطقة البطن -  ويُعد عملية جراحية شائعة بالنسبة لمن فقدوا الكثير من الوزن. أما الكلفة الإجمالية لهذه العملية فقد بلغت 33.889 درهم في المتوسط وقد زاد الإقبال عليها بنسبة 153% هذا العام.

وتُعد عملية نقل الدهون، والتي تُعرف أيضاً بحقن الدهون، من العلاجات الحديثة نسبياً التي تلق اهتماماً لدى مرضى جراحات التجميل، حيث ارتفع معدل الإقبال عليها بنسبة 169% وتبلغ كلفتها 21.850 درهم في المتوسط. تتكون هذه العملية من جزئين، إذ تبدأ بشفط الدهون التي يتم أخذها من إحدى مناطق الجسم ثم "إعادة زرعها" في مناطق أخرى مثل الوجه أو اليدين أو الثدي أو الأرداف. تتسم تلك الدهون بكونها أكثر طبيعية من مواد الحقن أو الفيلر، وتتطلب عملية نقلها مهارة وإتقان للتأكد من أن الدهون المنقولة تنمو بالمناطق الجديدة وأن الجسم يُعيد امتصاص جزء صغير من تلك الدهون. ومن ثمة، فقد يستدعي العلاج تكرار العملية لعدة مرات من أجل الحصول على النتيجة المرجوة.

أما التجميل المهبلي بالليزر فيُعد علاجاً آخر يشهد بوادر رواج وإقبال في سوق جراحات التجميل، حيث زادت الاستفسارات بشأنه بنسبة 215% خلال العام الماضي، وبلغت كلفته المتوسطة 21.167 درهم.

كما نما الإقبال كذلك على جراحة جفن العين لإزالة الجلد الزائد أو العضلات أو الدهون، وذلك بشكل مطرد خلال العام الماضي، فقد زادت الاستفسارات الواردة بشأن هذا العلاج بنسبة 245% وبلغت كلفته المتوسطة 15.895 درهم.  

وأخيراً، فقد ارتفعت أيضاً شعبية تكبير منطقة الأرداف بواقع 97% على مدى العام الفائت، بكلفة سجلت 39.500 درهم في المتوسط.

وعلى الرغم من عدم إدراج عمليات شد الوجه بالقائمة هذا العام، إلا أنها لاقت إقبالاً مطرداً على إجرائها خلال الـ 12 شهراًالماضية، حتى أنه من المرجح احتلالها إحدى المراكز العشر الأولى في عام 2016. هذا وقد زادت استفسارات هذا العلاج بنسبة 346% منذ عام 2014 وتبلغ كلفتها 30.833 درهم في المتوسط.  

وقد وردت ربع (25%) من الاستفسارات الخاصة بجراحات التجميل من المرضى الخارجيين. وعلى مدى الأشهر الاثنى عشر الماضية، ارتفعت نسبة الاستفسارات الواردة من السعودية بواقع 308% وعُمان بنسبة 188% وقطر بنسبة 51%. كما زاد معدل الاستفسارات الواردة من المملكة المتحدة بواقع 295% خلال العام الماضي.

وفي هذا الصدد، قالت منسقة الخدمات الجراحية بمستشفى الأكاديمية الأمريكية للجراحة التجميلية، ويما عقل: "شهدنا على مدى العامين الماضيين ارتفاعاً ملحوظاً في عدد مرضى جراحات التجميل بالمستشفى، ممن يقصدون دبي من مختلف الإمارات المجاورة وكذلك من دول أخرى في منطقة الخليج العربي. السبب الرئيسي لذلك هو وجود عدد كبير من الخبراء العالميين العاملين بالمستشفى، بمن فيهم الجراحون المعتمدون من قبل البورد الأمريكي، ومن ثمة لا يضطر المرضى للسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية. فمن الأسهل والأجدى المجيء إلى دبي والحصول على نفس مستوى الرعاية الصحية والخبرة الجراحية.

وتابعت، "سبب آخر يتمثل في زيادة المعلومات والخيارات المتوفرة عبر الإنترنت. فإجمالاً، لعبت شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي دوراً محورياً في ازدهار هذه الصناعة، وأصبح الناس يتحدثون عن جراحة التجميل بأريحية أكبر الآن. كما أن التقنيات والأساليب الحديثة تساهم في جعل تلك العمليات أكثر أماناً وتُقلل من مخاطرها ومن الزمن اللازم للتعافي من آثارها."

من جانبها، صرحت المدير العام لـ WhatClinic.com إميلي روس قائلةً: "تُظهر بياناتنا أن جراحات التجميل باتت سوقاً متنامية بالتأكيد، وقد تموضعت الإمارات العربية المتحدة كمركز للتميز في قطاع الرعاية الصحية الخاصة عالمياً. فربع الاستفسارات الواردة مصدرها المرضى الخارجيين، مع استمرار هذه النسبة في التزايد، وهو الأمر الذي يُبرهن على أن الإمارات باتت من أهم الوجهات العالمية للجراحات الاختيارية وبكونها بديلاً حقيقياً يُغني المرضى عن السفر إلى الولايات المتحدة في عدد من الأسواق الرئيسية.

" ننصح جميع المرضى بالبحث والاستقصاء قبل السفر للخضوع إلى أي عملية جراحية ونشجعهم على التحدث مع الأخصائيين حتى يجدوا من يُشعرهم بالأريحية والثقة. فإذا قرروا السفر إلى الخارج، فإننا نحثهم على أن يكونوا واقعيين فيما يتعلق بالفترة الزمنية اللازمة للتعافي والتمكُن من العودة إلى أرض الوطن، مع مراعاة التعرف على المخاطر المحتملة ومتطلبات التأمين الصحي وشروطه."

Search form