تعزيز السلامة وتفوّق الأداء يعزز الإبتكار في الإمارات العالمية للألمنيوم

الأحد 10 يناير 2016
المهندسة أمل الجسمي، مهندسة التطوير في قسم تطوير ونقل التكنولوجيا بالإمارات العالمية للألمنيوم

دبي - مينا هيرالد: تعد صحة وسلامة الموظفين في الإمارات العالمية للألمنيوم أولوية قصوى، بحيث لا تحكم كافة عمليات الشركة وحسب، بل تمثّل أيضاً التزاماً مؤسسياً شاملاً بالابتكار الهادف للتحسين المتواصل في كافة العمليات وشروط العمل ومعايير الأداء. وبنتيجة اعتماد الشركة لهذه المنهجية على مدى السنوات المتلاحقة، استطاعت تخطي كافة الحواجز لتحقق موقع الريادة في صناعة الألمنيوم وتضع معايير جديدة متفوقة أصبحت نموذجاً يحتذى في القطاع.

ومؤخراً بدأت الشركة العمل على حماية وتحصين اختراعات كوادرها عبر تقديم طلبات تسجيل براءات اختراع لابتكاراتهم التكنولوجية في مختلف عمليات الإنتاج. ومنذ عام 2014، باشرت الإمارات العالمية للألمنيوم التعاون مع برنامج "تكامل" الوطني لدعم الابتكار من "لجنة أبوظبي لتطوير التكنولوجيا" في مجال تقديم طلبات تسجيل براءات الاختراع دولياً.

وفي هذا المجال، سجّل فريق من المهندسين المتميزين العاملين في مصهر الإمارات العالمية للألمنيوم – جبل علي (دوبال) ابتكاراً نوعياً هو "صمام أمان تشغيل الخلايا"، الذي يتميز ببساطة التصميم وسهولة و أمن الاستخدام وكذلك التشغيل الأكثر كفاءة لخلايا الإنتاج في كافة مستويات ومراحل تشغيل خطوط الإنتاج. وقد تم تقديم طلب تسجيل براءة اختراع لهذا الابتكار من طرف الشركة في فبراير 2014. وحصل الطلب على الدعم المادي من برنامج "تكامل" في ديسمبر 2014 لتسجيل براءة الاختراع بعد تقييم شامل أجرته لجنة مراجعة الطلبات التابعة للبرنامج.

وأوضحت المهندسة أمل الجسمي، مهندسة التطوير في قسم تطوير ونقل التكنولوجيا بالإمارات العالمية للألمنيوم، والتي قادت مشروع تطوير هذا الابتكار، أن عمليات صهر الألمنيوم تتطلب استخدام تقنية التحليل الكهربائي لفصل الألمنيوم عن الألومينا الخام. وبما أن هذه العملية تتم في خلايا الصهر الممتدة على خطوط الإنتاج والمتصلة كهربائياً كسلسلة متكاملة يتم تشغيل كل خلية منها بتيار كهربائي عالي الاستطاعة عبر مجموعة من القضبان، فإن هذا التيار الكهربائي القوي يدخل كل خلية عبر قضيب موجب ويخرج منها عبر قضيب سالب لينتقل بعدها إلى الخلية التالية على خط الإنتاج لتكرار العملية نفسها. وكان تشغيل خلية في خط إنتاج جديد أو استبدالها في إحدى الخطوط القائمة، يتطلّب في الماضي استخدام أوتاد عازلة لعزل هذه الخلية عن بقية الخلايا في السلسلة كي لا يصلها التيار الكهربائي. وبعد تثبيت الخلية الجديدة وإعدادها لبدء التشغيل، تتم إزالة الأوتاد العازلة، لتكتمل دورة التيار الكهربائي ثانيةً وتسري الكهرباء في كامل السلسلة من جديد.

وتابعت المهندسة الجسمي: "عند إزالة تلك الأوتاد العازلة، هناك خطر تشكّل قوس كهربائي متصل بين السطحين اللذين كان الوتد قد عزلهما، وهذا ما قد يُحدِث الأضرار بالوتد العازل أو موقع تثبيته، والأهم من ذلك أنه قد يهدد سلامة الأفراد العاملين ضمن هذه البيئة الحساسة بما فيها من حرارة مرتفعة وتيار كهربائي قوي وحقل مغناطيسي نشط بالإضافة الى مخاطر أخرى محتملة ناجمة تحديداً عن الإيقاف المؤقت لخط الإنتاج مثل إطفاء أو تشغيل الخلية." وأضافت: "بموازاة دور الأوتاد العازلة هذه، هناك صمامات أمان لتشغيل الخلايا تتحمل عبء جزء من التيار الكهربائي خلال تركيب تلك الأوتاد. وهو ما يعني أن هذه الصمامات يجب أن تكون كبيرة بما فيه الكفاية لتحمّل قوة التيار الكهربائي من جهة، ودقيقة بما فيه الكفاية للتعامل من جهة ثانية مع قطع تدفّق التيار بسرعة عند فصل الأوتاد، خاصةً وأن التيار الكهربائي يتدفق في الخلايا بالقوة الكاملة عبر صمامات الأمان هذه بعد إزالة كافة الأوتاد، وهو ما كان يؤدي أحياناً إلى إعطاب أو إذابة صمام الأمان."

ولخّصت المهندسة الجسمي الحل المبتكر الذي توصّل إليه الفريق هو صمامات أمان مثالية التصميم والشكل والموقع تضمن أعلى معايير السلامة أثناء الإزالة والتركيب والتشغيل، دون التأثير على عملية تركيب وإزالة الأوتاد العازلة.

وتلبي صمامات أمان تشغيل الخلايا الجديدة التي طوّرها فريق العمل المكوّن من أمل الجسمي ووائل أبوسيدو المدير بقسم هندسة التكنولوجيا بمصهر دوبال كافة المعايير التي يتطلع إليها مسؤولو تشغيل خطوط الإنتاج والمهندسون على حد سواء. فاختراع دوبال المخصص لعزل خلايا الإنتاج بالأوتاد على سلسلة متصلة من القضبان السالبة، هو آمن وموثوق وسهل الاستخدام. وفق ذلك كله، يمكن استخدام صمامات أمان تشغيل الخلايا هذه في مختلف مراحل عمليات خطوط الإنتاج بما في ذلك إعادة تشغيل الخلايا، ويمكن تركيبها على خط الإنتاج بتعليقها مثل ملاقط على حبل.

و قالت الجسمي : "اختراعنا هذا هو نتاج العديد من النماذج التجريبية والاختبارات المضنية للوصول إلى الموقع المثالي لتركيب صمامات أمان تشغيل الخلايا وتقييم تأثيرها على الاستطاعة الكهربائية للأوتاد العازلة، حتى توصّلنا أخيراً للتصميم الذي يحقق النتائج المرجوّة." وختمت المهندسة الجسمي بالتنويه بدور العمل الجماعي المشترك في ترسيخ ثقافة الابتكار: "تعاونّا مع فريق قسم تحكّم وقياس العمليات خلال المشروع الذي استغرق عاماً كاملاً من تطوير الفكرة واختبارها حتى تنفيذها. ونحن فخورون جداً بهذه النتيجة النهائية التي حققناها، وبواقع أن هذا الابتكار وصل إلى مرحلة تسجيله ونشره كبراءة اختراع إماراتية نعتزّ بها جميعاً."

Search form