الخبراء يوجهون الأهالي في دولة الامارات إلى ضرورة الانتباه لعلامات التوحد المبكرة

الإثنين 01 فبراير 2016

أبوظبي - مينا هيرالد: أشار أحد الخبراء المحليين أثناء محاضرة التربية التي استضافتها ’مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان‘ في أبوظبي، إلى ضرورة انتباه الأهالي في دولة الامارات عند تقييم العلامات المبكرة للتوحد عند أطفالهم الصغار.

كما حثَ كل من الدكتور أحمد الألمعي رئيس قسم الطب النفسي للأطفال والمراهقين في ’مدينة خليفة الطبية‘، والسيدة حنان عبد الحميد (أم لطفل مصاب بالتوَحد)، أثناء محاضرة بعنوان ’أعراض التوحد والمؤشرات المبكرة‘ الآباء والأمهات إلى زيادة مستوى وعيهم حول اكتشاف الأعراض المبكرة للتوحد عند أطفالهم الصغار، والحصول على الرعاية الطبية الفورية عند ظهور بعض المؤشرات.

وأكد الدكتور أحمد الألمعي على أهمية كشف العلامات المبكرة قائلاً: "يعتبر التدخل المبكر أمراً بالغ الأهمية، ويجب أن ينتبه الأهالي إذا لم يبدأ أطفالهم بإصدار الأصوات التي تسبق بداية النطق أو القيام بالإيحاءات البسيطة مثل التلويح بالوداع في عمر الـ12 شهراً، أو إذا لم ينطقوا بأي كلمة حتى بلوغهم الـ 16 شهر، أو إذا لم ينطقوا بجملة بسيطة من كلمتين في عمر 24 شهراً، أو إذا عانوا من فقدان مفاجئ للمهارات اللغوية أو الاجتماعية في أي سن.

وأضاف قائلاً "تشمل علامات الإنذار المبكر الأخرى التصرفات المنبهة للذات- مثل تصفيق الطفل بيديه بشكل مستمر- وتكرار الأصوات العشوائية والعبارات التي لا معنى لها".

من جانبها حثت السيدة حنان، وهي ام لطفل مصاب بالتوحد ويبلغ من العمر 10 سنوات، المشاركين بالمحاضرة إلى الانتباه إلى ما يقوله الدكتور الألمعي والحرص على كشف علامات الإنذار المبكر؛ وشاركت تجربتها مع الآخرين بقولها: "لاحظت للمرة الأولى تغيرات في تصرفات ابني عندما كان عمره 15 شهراً؛ وعندما بلغ عامين من العمر بدأت أشعر بالقلق لأنه كان يتمتع بحيوية مفرطة ولم يكتسب المهارات اللغوية التي اكتسبها إخوته الأكبر عندما كانوا في مثل عمره. وهنا قررت طلب المشورة من أهل الاختصاص؛ حيث تم تشخيص حالته في وقت مبكر نسبياً، ولكن لو انتبهنا بشكل أكبر إلى العلامات المبكرة للتوحد، كان يمكن له أن يتلقى العلاج في وقت مبكر والحصول على نتائج أفضل".

وقد انعقدت المحاضرة الخاصة بالتوحد، أولى محاضرات التربية في الموسم 2015-2016 التي تستضيفها المؤسسة، بصيغة جديدة شارك فيها العديد من المتحدثين تجاربهم وآرائهم الشخصية والمهنية مع الآخرين. ومن المخطط أن تضم الجلسات المستقبلية العديد من المتحدثين للمشاركة في الحوار وعرض تجارب مختلفة؛ ويشمل ذلك خبراء متخصصين محليين وعالميين مثل الأطباء والأكاديميين والمتحدثين من ذوي الخبرة الشخصية أو العملية مثل أولياء الأمور والمعلمين.

من جانبها، أضافت الشيخة شمسة بنت محمد آل نهيان، مؤسسة ورئيسة برنامج ’تنمية المرحلة المبكرة لحياة الطفل‘ قائلة: "تهدف محاضرات التربية من خلال هذا الحوار بين المختصين وأولياء الأمور إلى توجيه وتزويد الآباء والأمهات بالمعلومات العملية الكفيلة بتعزيز النتائج الصحية لأطفالهم؛ حيث يتمحور هدفنا حول تمكين مقدمي الرعاية للأطفال الصغار في دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال تعزيز إدراكهم لمراحل تطور الطفل، وتقديم المعلومات والنصائح المفيدة حول تربية الأطفال".

وتستضيف مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان في منارة السعديات الموسم الثالث من محاضرات التربية التي تستمر حتى شهر يونيو 2016 والتي سيتخللها ورشة عمل مخصصة للأطفال ضمن الأستوديو رقم 2 بمنارة السعديات، حيث يتيح لهم الفرصة للمشاركة في نشاطات فنيَة. ويمكن للمهتمين بحضور هذه الجلسات المجانية والمتاحة للعموم، التسجيل المسبق عبر إرسال بريد إلكتروني على العنوان eduprogram@shf.ae.

ومن المخطط أن تغطي محاضرات التربية المزمع عقدها مجموعة متنوعة من المواضيع، تشمل: تدعيم اكتساب لغتين في مراحل الطفولة المبكرة (29 فبراير)؛ وتطوير السلوك الأخلاقي والمعنوي لدى الأطفال الصغار (14 مارس)؛ بالإضافة إلى التعرف على ومنع تطور ظاهرة السلوك العدواني في السنوات المبكرة (2 مايو).

Search form