القمة العالمية للحكومات تبحث أسباب فشل الحكومات وسبل الارتقاء بالعمل الحكومي

الثلاثاء 09 فبراير 2016

دبي – مينا هيرالد: "لماذا تفشل الحكومات" الأسباب الكامنة وراء ازدهار بعض الدول وتحقيقها أعلى مستويات الرخاء والأمن والصحة وتراجع دول أخرى؟
سؤال تم طرحه ومناقشته في جلسة حوارية على منصة القمة العالمية للحكومات ضمت ماري روبنسون رئيسة أيرلندا السابقة ورئيسة مؤسسة ماري روبنسون – العدالة المناخية؛ ودومينيك دوفيلبان رئيس الوزراء الفرنسي السابق؛ والدكتور محمود جبريل رئيس وزراء ليبيا السابق، والبروفسور محمد يونس مؤسس بنك جرامين الحائز على جائزة نوبل للسلام، وأدرات الجلسة بيكي أندرسون من قناة "سي.إن.إن".
واستعرض المتحدثون في الجلسة العديد من المحاور المهمة التي تؤثر على عمل الحكومات وتدفعها للنجاح أو الفشل، مؤكدين أن التعامل مع الهجرات الجماعية والتطرف والعنف والبطالة تقف على رأس التحديات التي تواجه حكومات العالم.
وتحدثت روبنسن عن ضرورة تحقيق التنمية البشرية في المجتمعات، مشيرة إلى أن 54 دولة تقع في أسفل قائمة التطور في العالم نظراً إلى أنها تعاني من الحروب والنزاعات، وقالت إن المجتمعات المدنية يتعين عليها أن تتابع أداء الحكومات وأن تطالبها بتنفيذ الإجراءات الكفيلة بتنميتها وتطويرها وأن تحاسبها في حال الفشل.
من جهته، أكد محمود جبريل أن كثيراً من الدول والحكومات العربية تفاجئت في أحداث "الربيع العربي" ولم تتوقع حدوثها، لأنها كانت تتعامل مع التغيرات المتسارعة في المجتمعات العربية بوسائل تقليدية، مشددا على أن الحكومات التي لا تستجيب بشكل جيد لمجتمعاتها وأحلام شعوبها لن تنجح.
وقال دومينيك دوفيلبان إن جميع حكومات العالم تفشل في مواضع وتنجح في مواضع أخرى، ولا يوجد حكومات تتمكن من تحقيق النجاح في كافة الأوقات، مشيرا إلى أن نجاح أي حكومة يعتمد بشكل رئيسي على مدى شرعيتها، وضرورة توفر رؤية طويلة الأمد ومؤسسات قوية وتوافق اجتماعي لكي تصبح عملية الإصلاح أكثر سهولة.
في ما يتعلق بقضية التغير المناخي، أكد دوفيلبان على أهمية الاتفاقية التاريخية التي تم التوصل إليها في مؤتمر باريس للمناخ، خاصة وأن هناك إدراكا متزايدا من حكومات العالم بخطورة تداعيات التغير المناخي، مشيراً إلى أن هناك الكثير من الخطوات الواجب تنفيذها وأنه يجب أن تتوفر أهداف واضحة لكي تساهم كل دولة في الحد من تداعيات التغير المناخي.

أهمية إشراك فئة الشباب
وشدّد محمود جبريل على أهمية إشراك فئة الشباب في المنطقة وأن على الحكومات الاستثمار في تنمية الشباب وتطوير قدراتهم، مشيراً إلى أن الثروة الحقيقية للمجتمعات تتمثل في الشباب، وقال إنه يتعين علينا أن نوفر لأطفالنا وسائل التعليم الصحيحة وأن تكون مدارسنا وجامعاتنا مواكبة للتطورات التقنية المتسارعة اليوم.
تركز الثروات
وتحدث محمد يونس عن أن أبرز المخاطر التي تواجه الحكومات هي تركز الثروات بيد عدد قليل من الأفراد، وذكر أن 62 شخصاً فقط من سكان العالم يملكون ثروات تعادل ثروة نصف عدد سكان العالم.
وأكّد على أن رأس المال البشري هو أهم عنصر في المجتمع، وشدّد على أهمية التركيز على الشباب وضرورة إعادة بناء المنظومة التعليمية وأن يكون التعليم مبنياً على تحفيز روح ريادة الأعمال لدى الصغار والشباب. ونوّه بضرورة ألا تركز الشركات والمؤسسات اليوم على تحقيق الربح وحسب، بل يتعين عليها المساهمة إيجابياً من الناحية الاجتماعية.

Search form