صادرات النفط الخام تنخفض بشكل طفيف في فبراير على الرغم من تراجع الإنتاج بمقدار 280 ألف برميل يومياً

الإثنين 14 مارس 2016
نديم نجار مدير عام "تومسون رويترز" في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

دبي - مينا هيرالد: أصدرت “تومسون رويترز”، المزود العالمي للمعلومات الذكية للشركات والمحترفين، تقرير الأبحاث والتوقعات حول إنتاج منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" عن شهر فبراير 2016. وأظهرت نتائج التقرير أن صادرات "أوبك" من النفط الخام تراجعت بشكل طفيف، على الرغم من انخفاض الإنتاج بمقدار 280 ألف برميل يومياً في فبراير/شباط. ووفقاً للتقرير ضخت "أوبك" 24 مليون برميل يومياً في الأسواق العالمية، أي أقل بنحو 30 ألف برميل يومياً عن قراءة معدلة قدرها 24.03 مليون برميل يومياً لشهر يناير/ كانون الثاني.

ولا تزال الصادرات عند أعلى مستوياتها في عدة سنوات، مع اشتعال المعركة حول الحصص السوقية بين المنتجين. فقد ارتفعت مبيعات كل من فنزويلا ونيجيريا وأنغولا والجزائر والاكوادور وقطر، وترافق ذلك مع إضافة المنتجين الأفارقة 340 ألف برميل يومياً على أساس شهري، في حين زادت صادرات دول أميركا اللاتينية الأعضاء في أوبك بمقدار 280 ألف برميل يومياً على أساس شهري، حيث استحوذت فنزويلا على 69% من هذه الزيادة.

وقال نديم نجار مدير عام "تومسون رويترز" في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "لقد أظهر التحليل التصاعدي الذي أجريناه أن كبار المشترين الآسيويين (الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية) أعادوا اهتمامهم مجدداً بالنفط الخام السعودي، مع تقليص استيرادهم للنفط من الدول الأعضاء في أوبك. الصين هي الدولة الوحيدة التي خفضت حصتها من الخام السعودي من 34% في يناير إلى 30% في فبراير مع تركيزها بشكل خاص على الخام العراقي وعلى النفط المستورد من أعضاء منظمة أوبك من خارج منطقة الشرق الأوسط مثل فنزويلا، بالإضافة إلى زيادة استيرادها من مزيج "ESPO" النفطي الروسي.
وارتفعت صادرات نفط "أوبك" خلال فبراير بمقدار 1.12 مليون برميل يومياً مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، وذلك بدعم من نمو صادرات الخام الإيراني بعد رفع العقوبات، في حين أن منتجين رئيسيين آخرين من الشرق الأوسط دفعوا الإنتاج إلى أعلى مستوياته في عدة سنوات، مع اقتراب الطاقة الانتاجية الفائضة من أعلى مستوياتها. واستقر النمو السنوي للصادرات لشهر يناير عند 950 ألف برميل يومياً. ونتوقع أن تحافظ صادرات "أوبك" على قوتها مع انجاز عمليات صيانة المصافي وزيادة الطلب على الوقود خلال موسم القيادة في عطلة الصيف.

وارتفعت صادرات "أوبك" إلى أفريقيا بنسبة 46% لتبلغ 690 ألف برميل يومياً، في حين انخفضت المبيعات إلى المشترين الآسيويين بنسبة 14.3% لتصل إلى 15.43 مليون برميل يومياً. كما انخفضت الواردات الأوروبية من نفط "أوبك" بنسبة 21.4% لتصل إلى 2.2 مليون برميل يومياً، وتراجعت الصادرات إلى الأميركيتين بنسبة 5.85% إلى 3.59 مليون برميل يومياً مع انخفاض الطلب من قبل مصافي النفط بسبب أعمال الصيانة. وتشير منصة "تومسون رويترز" لرصد تدفقات النفط إلى أن هناك 63.35 مليون برميل من الخام تم تصديرها دون تحديد الدول المستوردة، ومن المحتمل أن تكون في طريقها لوجهتها النهائية، على أن يصل الجزء الأكبر منها إلى بلدان آسيوية خلال الأيام المقبلة.

وتراجعت الصادرات النفطية السعودية في فبراير بالتزامن مع انخفاض انتاج الخام. وصدرت المملكة 7.8 مليون برميل يومياً، أي أقل بنحو 60 ألف برميل يومياً من الرقم المسجل في يناير والبالغ 7.86 مليون برميل يومياً. وارتفعت تدفقات الخام إلى أفريقيا وأوروبا بنسبة 96% و 159% على التوالي إلى 240 ألف برميل يومياً و 180 ألف برميل يومياً. وانخفضت الصادرات نحو الأميركتين بنسبة 31% لتصل إلى 850 ألف برميل يومياً، في حين بقيت المشتريات الآسيوية من النفط السعودي قوية جداً عند 5.40 ملايين برميل يومياً.

وصدَر العراق 3.35 مليون برميل يومياً في فبراير، بانخفاض قدره 132 ألف برميل يومياً مقارنة مع يناير، في ظل تعطل خط أنابيب كركوك-جيهان حالياً بسبب تعرضه لأعمال تخريب، لكن عمليات الإصلاح ما زالت جارية. وارتفعت شحنات البصرة خلال شهر فبراير بمقدار 42 ألف برميل يومياً مقارنة بشهر يناير. وتباطأت الصادرات الإيرانية من النفط بشكل كبير في فبراير مع خفض المشترين الآسيويين لاستهلاكهم من الخام. وقامت الجمهورية الإسلامية بتصدير 1.41 مليون برميل يومياً في فبراير، أي أقل بنحو 300 ألف برميل يومياً عن المستوى المسجل في يناير، وهو الأعلى منذ عدة سنوات، حيث تجاوز 1.71 مليون برميل يومياً. ولم تقم إيران بتسعير نفطها عند مستويات منخفضة للمشترين الآسيويين، كما فعلت بالنسبة للعملاء الأوروبيين، مما سمح للسعودية بالحفاظ على حصتها السوقية المهيمنة.

Search form