منتدى جوائز نوبل –دبي 2016 يناقش عوامل النجاح والوصول إلى الاكتشافات العلمية

الأحد 20 مارس 2016
سعادة جمال بن حويرب

دبي - مينا هيرالد: انطلقت صباح أمس "الأحد" فعاليات "منتدى جوائز نوبل - دبي 2016"، الذي تنظمه مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، ضمن فعاليات "متحف نوبل 2016"، وسط حضور كبير لطلبة الجامعات والأكاديميين والمتخصصين، ومشاركة 3 علماء من الحائزين على جائزة نوبل في مجالي الكيمياء والفيزياء. ويسعى الحدث عبر الجلسات النقاشية والمحاضرات المتخصصة إلى تعزيز مفاهيم الإبداع والابتكار بين فئات الشباب والطلبة، وحثهم على البحث العلمي وإنتاج المعرفة.

وفي كلمته خلال افتتاح الحدث، قال سعادة جمال بن حويرب، العضو المنتدب للمؤسسة: إنَّ "منتدى جوائز نوبل – دبي 2015" يشكِّل تظَاهُرَةً معرفيَّةً وعلميَّةً تؤكِّد مِن جَدِيدٍ على أنَّ الإماراتِ- انطلاقاً من قيادتِها الرشيدةِ- داعمٌ أساسيٌّ ودائمٌ للفعالياتِ والمنتدياتِ العالميَّةِ، التي مِنْ شَأنِهَا تعزيزُ مفاهيمِ الإبداعِ والابتكارِ بَيْنَ جَمِيعِ فِئَاتِ المجتمعِ، بما يُسْهِمُ في رَفَاهِيَّةِ ورخاءِ الشُّعوبِ والبُلْدَان.

وأضاف سعادته أنَّ العلماءَ والمكتشفينَ الحائزينَ على جائزةِ نوبل، الذين سخَّروا حياتَهم لطلبِ العلمِ والبحثِ والاكتشافاتِ، التي كانت سَبَباً في الكثيرِ من الإنجازاتِ العلميَّةِ المبهِرةِ، وسبيلاً لتقديمِ الحلولِ لكثيرٍ مِن التحديَّاتِ. جسَّدوا مِثَالاً رائعاً للإرادةِ والتَّصميمِ، والعملِ الدَّؤوبِ، وكانوا مَصدرَ فخرٍ وإلهامٍ للبشريَّةِ والأجيالِ القادمةِ الباحثةِ عَن المعرفةِ، والسَّاعيةِ إلى تحقيقِ النَّجاحاتِ، والارتقاءِ بمجتمعاتِها نحوَ الأفضلِ.

وأشار سعادته إلى أنَّ المنتدى يَسْعَى إلى تحفيزِ مفاهيمِ الابتكارِ والتفكيرِ الإبداعيِّ لَدَى أفرادِ المجتمعِ بِفِئَاتِهم كَافَّةً، مِن خِلالِ التَّوَاصُلِ المباشِرِ مَعَ المبدعينَ والمبتكرينَ. كَمَا يُقَدِّمُ مِنَصَّةً مُتَخَصِّصَةً تَجْمَعُ الحائزينَ عَلَى جَائِزَةِ نوبل، والخبراءَ والدارسينَ في الدولةِ، للاستفادَةِ مِنْ فَعَالِيَّاتِ المنتدى. كما يُشَكِّلُ الحدثُ مبادرةً جديدةً مِن نَوْعِها تُقَدِّمُ الإلهامَ والتشجيعَ لِفِئَاتِ الشَّبَابِ، للمشاركةِ بفاعليَّةٍ في المجالاتِ العلميَّةِ المختلفةِ، وبالتَّالي صِنَاعَة الإنجازاتِ مستقبلاً بشكلٍ يُسْهِمُ في تنميةِ وتطوُّرِ المجتمعاتِ، ويخدمُ الشُّعوبَ والبشريَّةَ.

من جهته أعرب الدكتور لارس هيكنستن، الرئيس التنفيذي لمؤسسة نوبل عن سعادته لتنظيم منتدى جوائز نوبل في دبي، ومن خلال مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، مؤكداً على أن التعلم من أجل تحسين حياة الناس هو الموضوع الرئيس للحدث، الذي يواكب طموحات مؤسسة نوبل الرامية إلى تشجيع الأجيال القادمة على البحث والمعرفة والمشاركة في مجالاتها المختلفة من العلوم والآداب والسلام.

وتحدث العلماء المشاركون في المنتدى عن مسيرتهم العلمية التي أهلتهم لنيل جائزة نوبل، حيث أكد الدكتور جورج سموت، عَالِم الفيزياءِ، والباحث في العلومِ الفيزيائيَّةِ بجامعةِ كاليفورنيا، والحائز على جائزةِ نوبل في مجالِ الفيزياءِ عام 2006، على أن مسيرة إنجازاته تطلبت العمل لعشرات السنين على البحوث والدراسات التي دعمها برغبة داخلية للمساهمة في إسعاد البشرية من خلال الاكتشافات العلمية التي توصل إليها خلال مسيرته. ونوَّه سموت إلى ضرورة التواصل المباشر مع المكتشفين من خلال الفعاليات المشابهة لمنتدى جوائز نوبل، حتى يتمكن العلماء من نقل خبراتهم وتجاربهم للأجيال القادمة.

وأوضح الدكتور مارتِن تشالفي، أستاذ جامعةِ كولومبيا، والحائز عَلَى جائزةِ نوبل في مجالِ الكيمياءِ عام 2008، أن التواصل المباشر بين العلماء وطلبة الجامعات يتيح الفرصة للطلاب للتعرف إلى كيفية قيام العلماء بابتكاراتهم ومتطلبات وأساسيات الاكتشافات، مشيراً إلى أن جائزة نوبل هي المحطة التي تتيح للبشرية رؤية تأثير الاكتشافات العلمية على الناس، ومدى مساهمتها في خدمتهم. وأفاد أنَّ العمل الجاد والمستمر الذي يؤدي إلى الاكتشافات والابتكارات التي تسهم في حل المشكلات، هي أهم العوامل المساعدة للحصول مستقبلاً على جائزة نوبل.

وأكد الدكتور كيرت فوتريتش، أستاذ عِلْمِ الأحياءِ الإنشائيَّةِ في مَعْهَدِ سكريبس لِلْأَبْحَاثِ في كاليفورنيا، والحائز عَلَى جائزةِ نوبل في مجالِ الكيمياءِ عام 2002، على أنَّ كل فشل يمر بحياة الإنسان هو بالواقع خطوة نحو النجاح، وحافز كبير لبذل المزيد، فالتحديات التي تواجه العالم هي التي تدفعه للبحث عن مزيد من المعرفة لمواجهة العقبات، والنجاح لا يتحقق إلا من خلال الجرأة والمخاطرة.

وشاركت في جلسات المنتدى سارة أميري، رئيسة مجلس علماء الإمارات التي تحدثت للطلبة عن تجربتها في المجال العملي، مؤكدة على دور الدولة- متمثلة في قيادتها الرشيدة- في دعم الشباب الإماراتي، وتوفير البيئة والموارد اللازمة لهم للإبداع والابتكار، إلى جانب حثهم على التميز، وإتاحة الفرص لهم في المجالات كافة. مؤكدة على أن التقدم العلمي يتطلب العمل الدائم، والاستفادة من تجارب الآخرين في مجالات جمع المعلومات. ونوهت إلى أن الصعوبات موجودة دائماً لكن يمكن التغلب عليها بالاجتهاد في العمل والتفكير المستمر بالاكشافات والحلول.

وتضمنت فعاليات اليوم الأول لمنتدى جوائز نوبل محاضرات ولقاءات جمعت بين طلبة الجامعات، والعلماء الثلاثة الحائزين على جائزة نوبل، المشاركين في المنتدى، الذين طرحوا للمناقشة تجاربهم العلمية واكتشافاتهم، حيث تحدث الدكتور مارتِن تشالفي عن تطويرِه للبروتيناتِ الفلوريَّةِ الخَضْرَاءِ. فيما تحدث الدكتور جورج سموت، عن اكتشافه وعمله عَلَى قِيَاسِ حَجْمِ الأجسامِ السَّوْدَاءِ وتبايُنِ إشعاعِ الخلفيَّةِ الكَوْنِيَّةِ. وسلَّط الدكتور كورت فوتريخ، الضوء على تجربته لتطويرِ أساليب تحديدِ وتحليلِ بنيةِ الجزيئاتِ البيولوجيَّةِ. وحضر فعاليات المنتدى طلبة عدد من الجامعات الحكومية والخاصة بالدولة.

Search form