مدينة مصدر تكشف عن مشاريع جديدة وتعزز مكانتها ودورها كمنظومة داعمة للابتكار

السبت 02 أبريل 2016

أبوظبي - مينا هيرالد: أعلنت مدينة مصدر، إحدى أكثر مدن العالم استدامةً، أن خططها للنمو المستقبلي خلال الأعوام الخمسة المقبلة ستتمحور حول دورها المتنامي كمركز حيوي وهام للأبحاث والتطوير ونشر التطبيقات التجارية للتكنولوجيا النظيفة.

وبمناسبة المشاركة في سيتي سكيب أبوظبي، المعرض والمؤتمر العقاري البارز الذي سيُعقد بين 12 – 14 أبريل الجاري، قال أنتوني مالوس، المدير التنفيذي لـ"مدينة مصدر": "ستشهد الأعوام الخمسة القادمة تطوير حوالي 35% من المساحات المخططة في مدينة مصدر، بما فيها الـ 5% التي تم إنجازها إلى اليوم، حيث تم الانتهاء من اعتماد مخططات نحو 30% من المساحة المقرر تطويرها والتي تشمل مشاريع سكنية ومدارس وفنادق ومساحات مكتبية"، مشيراً إلى أنه قد تم تأجير كامل المساحات المتاحة في كل من المباني القائمة حالياً وتلك التي لاتزال قيد الإنشاء.

وأضاف: "يحظى نمو مدينة مصدر بزخم متصاعد اليوم، فقد أصبحت منصة متكاملة تضم منظومة حيوية تحفز الابتكار، فضلاً عن دورها كمركز للأبحاث والتطوير، وتعزيز التقدم التكنولوجي، وبناء رأس المال البشري المتخصص، وتوفير فرص الأعمال والاستثمار".

وسيتم الكشف خلال معرض سيتي سكيب عن أول مجمع متخصص في مجالات الأبحاث والتطوير في منطقة الشرق الأوسط وسيكون مدمجاً مع معهد عالمي المستوى للأبحاث.

وستشمل المشاريع الجديدة 2000 شقة سكنية ومطاعم ومقاهٍ ومدرسة ومساحات خضراء ضمن مواقع مميزة بالقرب من مرافق الأبحاث والتطوير في مدينة مصدر والتي تركز على الطاقة الشمسية، وتخزين الطاقة، والأبنية الخضراء، والتنمية العمرانية المستدامة.

ومن شأن النمو الذي تشهده مدينة مصدر إتاحة الفرصة أمام القاطنين الجدد من شركات وأفراد للتعاون مع معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، أول جامعة بحثية للدراسات العليا على مستوى المنطقة، والتي تركز على الطاقة المتجددة والتقنيات المستدامة. كما سيفتح المشروع مجالاً واسعاً لتنفيذ المزيد من الأبحاث وتنظيم دورات تدريبية بالتعاون مع مجتمع الأعمال ومتخصصي قطاع التكنولوجيا النظيفة.

من جانبها، قالت الدكتورة نورة الكعبي، مديرة مكتب تطوير البحوث في معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا: "إن إجراء البحوث وتطوير التقنيات الجديدة وذات الجدوى العملية، يتطلب وجود ثقافة تعاونية وبيئة داعمة يمكن من خلالها للنظريات العلمية والتطبيقات العملية أن تنجح وتزدهر. وهذا ما توفره الأبحاث التجريبية التي تجري في مدينة مصدر والتي يقود العديد منها مجموعة من علماء معهد مصدر وطلبته، حيث تسهم هذه الجهود في تسريع وتيرة اكتساب المعارف العلمية في قطاع التكنولوجيا النظيفة، وكذلك في تسهيل عملية تطوير تطبيقات تجارية على أرض الواقع. وسوف يشهد مجمع الأبحاث والتطوير مزيداً من التوسع بالتوازي مع تنامي مجتمع مدينة مصدر".

وتسلط مشاركة مدينة مصدر في دورة العام الحالي من معرض سيتي سكيب أبوظبي، الضوء على العديد من مرافق الأبحاث والتطوير التجريبية داخل المدينة، ومن ضمنها النموذج الأولي للفيلا الصديقة للبيئة، الذي يشمل استخدام تقنيات مبتكرة توفر في المياه والطاقة، إضافة إلى ميزات تصميم خاصة تساعد على خفض كبير في الآثار السلبية على البيئة مقارنة بالأنماط المستخدمة في الفلل التقليدية، كما يمكن لهذه الفيلا أن تمد الشبكة بالكهرباء الفائضة عن حاجتها عند تجهيزها بالألواح الكهروضوئية.

وتبلغ المساحة الأرضية الإجمالية لهذه الفيلا، المكونة من أربع غرف، 405 أمتار مربعة، وهي مصممة خصيصاً بحيث تستهلك 97 كيلوواط/ساعة لكل متر مربع في السنة بدون استخدام الألواح الكهروضوئية، أي أقل بنسبة 72% مقارنة بالفلل التقليدية في أبوظبي وبنسبة 46% مقارنة بالفلل الجديدة.

وقد تم تصميم نموذج الفيلا الصديقة للبيئة بحيث يتفادى انبعاث 63 طناً مترياً من الكربون سنوياً، كما يستهلك كمية أقل من المياه بنسبة 35% مقارنة بالفلل التقليدية.

وهناك نسخة من هذا النموذج الأولي مصممة لتوفير كامل احتياجات الفيلا من الطاقة من خلال تثبيت ثمانين لوحاً للطاقة الشمسية الكهروضوئية على السطح، ويمكن لهذه النسخة أن تزود شبكة الطاقة العامة بما يصل إلى أربعين ألف كيلوواط/ساعة من الطاقة سنوياً، ما يساهم في تعويض متطلبات الطاقة الخاصة بها بكل سهولة.

كما سيتم استعراض "نظام إدارة الطاقة المنزلية الذكي"، المشروع الذي يديره معهد مصدر ويبحث في إمكانية استخدام أنظمة تكنولوجيا المعلومات الذكية لإدارة استهلاك الطاقة بشكل أكثر كفاءة ضمن النموذج الأولي للفيلا الصديقة للبيئة إضافة إلى بعض المباني الأخرى في مدينة مصدر.

إلى جانب ذلك سيتم عرض أنظمة تقييم التدفق المتغير للتبريد، وهي أنظمة تكنولوجية متقدمة تتحكم بالمناخ الداخلي وتحقق كفاءة الطاقة، ويعمل عليها متخصصون من شركة مصدر ومعهد مصدر لتطبيقها ضمن النموذج الأولي للفيلا الصديقة للبيئية قيد الإنشاء وفي مبانٍ سكنية وتجارية أخرى.

ومن الأمثلة الأخرى للمشاريع الجارية في مجال الأبحاث والتطوير، يسعى مركز حلول تخزين الطاقة الكهربائية إلى استكشاف إمكانيات تقنيات الكيمياء الكهربائية المتمثلة في "بطاريات التدفق" بهدف تعزيز قدرات أنظمة الطاقة المتجددة في تخزين الطاقة، والمساعدة على تبنيها بشكل أوسع ضمن مزيج الطاقة.

وعلاوة على ما سبق، يقوم مشروع رائد آخر بتقييم الطاقة الحرارية الأرضية لتكون مصدراً محتملاً للطاقة يمكن استخدامه لتبريد المناطق. ونظراً إلى أن الآبار الحرارية الجوفية تمتد على عمق 2500 متر تحت سطح الأرض في مدينة مصدر، تعتبر هذه المبادرة البحثية الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وقد يتم تحويلها إلى مشروع متكامل.

وتتضمن مشاريع الأبحاث والتطوير والمرافق التجريبية الأخرى في مدينة مصدر مركز مصدر للطاقة الشمسية وهو مركز معترف به عالمياً لتميزه في وحدات الطاقة الشمسية وتقنيات الطاقة الشمسية الحرارية، ويدار بشكل مشترك من قبل "مصدر" ومعهد مصدر، والذي يشمل: منصة معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا للطاقة الشمسية، وهي منشأة فريدة من نوعها لإجراء اختبارات الطاقة الشمسية المركزة باستخدام برج الأشعة الشمسية المركزة المنعكسة للأسفل.

كما يضم المركز حقل اختبار ألواح الطاقة الكهروضوئية والذي يتم التعاون فيه بين معهد مصدر ومجموعة (TÜV Rheinland) لتوفير إجراءات قياس مستقلة لأداء نماذج الألواح الكهروضوئية وموثوقيتها وتحمّلها، إضافة إلى تغليف الألواح الكهروضوئية والمعدات التقنية ذات الصلة.

ويشمل المركز أيضاً منشأة اختبار الطاقة الكهروضوئية المركزة، وهي مبادرة مشتركة بين مصدر ومعهد نظم الطاقة الضوئية المركزة (ISFOC) في إسبانيا، حيث تُجري المنشأة أبحاثاً حول أداء الطاقة الكهروضوئية المركزة ضمن الظروف المناخية الصحراوية التي تتسم بها منطقة الخليج.

كما سيتم إلى جانب ذلك استعراض نظام إنتاج الوقود الحيوي والغذاء المروي بمياه البحر، الذي يدعم استخدام الوقود الحيوي للطيران والذي يعد مبادرة رائدة في منطقة الشرق الأوسط ويساهم في تعزيز الأمن الغذائي من خلال زراعة نباتات مقاومة للأملاح باستخدام مياه الصرف الناتجة عن مزرعة لتربية الأحياء المائية. ويعد نظام إنتاج الوقود الحيوي والغذاء المروي بمياه البحر، مبادرة أطلقها اتحاد أبحاث الطاقة الحيوية المستدامة (SBRC) في معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا بالشراكة مع طيران الاتحاد، وشركة بوينغ، وشركة تكرير، وسافران وجنرال إلكتريك للطيران.

ومن المشاريع التجريبية الأخرى المحطة الميدانية لمعهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، وهي منشأة مستقلة لاختبار وتطوير وعرض التقنيات الجديدة، وبشكل خاص تقنيات التبريد التي تسعى إلى تحسين استخدام الطاقة وإدارة الطلب على المياه.

ويعد نظام النقل الشخصي السريع، الذي يعمل منذ العام 2010، من المشاريع الرائدة في مجال حلول النقل الحضرية عديمة الانبعاثات والتي تعمل بدون سائق. ويربط هذا النظام بين منطقة ركن السيارات الشمالية في مدينة مصدر ومعهد مصدر.

كما تضم مدينة مصدر مشروع إدارة المخلفات الإنشائية، الهادف إلى إعادة استخدام وتدوير مخلفات مواد البناء في مدينة مصدر، بما في ذلك القطع المعدنية والبلاستيكية والخشبية وركام البناء بشكل عام، كما يسعى في المستقبل إلى معالجة المخلفات من مواقع إنشائية أخرى.

وأضاف مالوس: "تتسم مكونات مدينة مصدر بتنوعها وتكاملها الأمر الذي ساهم في توفير بيئة تعزز نمو مجتمع مزدهر في المدينة. كما تشكل هذه المكونات عامل جذب إضافي حيث نشهد اهتماماً متزايداً من المستأجرين وشركات التطوير العقاري والمستثمرين وشركاء البحوث الذين أعربوا عن تطلعهم للمشاركة في تطوير التقنيات النظيفة والاستفادة من كافة المزايا الاجتماعية والاقتصادية والبيئية المتوفرة في المدينة"، مشيراً إلى أن دمج منصات البحث والتطوير الحالية والمزمع إقامتها في مدينة مصدر بالمجتمع الحضري المحيط سيعزز جاذبية المدينة.

واختتم قائلاً:" تحتفل مصدر هذا العام بالذكرى العاشرة لتأسيسها، ولدينا ثقة بأن التطور المستمر لمدينة مصدر سيساعدنا على تحقيق أهدافنا خلال العقد القادم والتي تشمل دمج الطاقة النظيفة لتكون جزءاً رئيسياً ضمن مزيج الطاقة حول العالم. ومن خلال المساهمة في إثبات وتعزيز الجدوى التجارية لمشاريع الطاقة المتجددة، فإننا نسهم أيضاً في الحفاظ على كوكب الأرض، وتحفيز الابتكار وخلق قطاعات عمل جديدة، فضلاً عن المساهمة بشكل مباشر في تنويع اقتصاد دولة الإمارات واقتصادات مختلف دول العالم".

Search form