جارتنر تشير إلى تراجع معدل الشحنات العالمية من الكمبيوترات الشخصية بنسبة 2.5 بالمائة خلال الربع الثاني من العام 2016

الأحد 17 يوليو 2016
ميكاكو كيتاغاوا، كبيرة المحللين لدى مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية جارتنر

دبي - مينا هيرالد: بلغ إجمالي الشحنات العالمية من الكمبيوترات الشخصية 3.64 مليون جهاز خلال الربع الثاني من العام 2016، أي بتراجع قدره 2.5 بالمائة عما حققته خلال الربع الثاني من العام 2015، وفقاً لنتائج التقرير الأولية الصادرة عن مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية جارتنر. ويأتي هذا التراجع في عدد شحنات الكمبيوترات الشخصية للربع السابع على التوالي، إلا أن محللي مؤسسة جارتنر أفادوا بأن بعض علامات التحسن بدأت تظهر في الأسواق.

في هذا السياق قالت ميكاكو كيتاغاوا، كبيرة المحللين لدى مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية جارتنر: "يعتبر ارتفاع الأسعار في بعض المناطق من المشاكل الدائمة التي يعاني منها سوق الكمبيوترات الشخصية، وذلك بسبب ضعف قيمة صرف العملة المحلية مقابل الدولار الأمريكي. وقد انعكست مشكلة ارتفاع الأسعار على أسواق أوروبا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية خلال العام الماضي، حيث تفاقمت مشكلة تراجع عدد الشحنات من الكمبيوترات الشخصية خلال الربع الثاني مقارنةً بذات الفترات السابقة، ما يشير إلى تراجع قيمة صرف العملات".

وتتابع ميكاكو كيتاغاوا حديثها قائلةً: "تعاني جميع المناطق باستثناء منطقة أمريكا الشمالية تراجعاً في عدد شحنات الكمبيوترات الشخصية، وعلى رأسها منطقة أمريكا اللاتينية، التي تشهد تراجعاً كبيراً بسبب حالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي. ومن المتوقع أن تتراجع عدد شحنات الكمبيوترات الشخصية في منطقة أمريكا اللاتينية إلى ما دون الـ 5 ملايين جهاز خلال الربع الثاني من العام 2016، وهو ما يشكل تراجعاً بنسبة تتجاوز الـ 20 بالمائة عما سجلته خلال الربع الثاني من العام 2015، وتعتبر نتائج هذه الشحنات من أدنى المعدلات المسجلة في تاريخ صناعة الكمبيوترات الشخصية على مستوى أمريكا اللاتينية".

رغم تصويت المملكة المتحدة الخروج من الاتحاد الأوروبي، إلا أن انعكاس هذا الأمر لم يكن كبيراً على توقعات السوق العالمية للكمبيوترات الشخصية خلال الربع الثاني من العام 2016. كما أفاد محللو مؤسسة جارتنر بأن خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي من شأنه خلق حالة من عدم الاستقرار، ليس على صعيد قيمة صرف العملات فقط، وإنما على الوضع الاقتصادي برمته خارج حدود القارة الأوروبية.

من جهةٍ اخرى، حافظت شركة لينوفو على مركزها المتصدر لقائمة أكثر الشحنات العالمية من الكمبيوترات الشخصية خلال الربع الثاني من العام 2016، رغم تراجع عدد شحناتها بنسبة 2.2 بالمائة عن ذات الفترة من العام الماضي (انظر الجدول رقم "1"). وجاء هذا الربع ليكمل سلسلة التراجع في عدد شحنات العالمية من الكمبيوترات الشخصية التي توردها شركة لينوفو، وذلك للربع الخامس على التوالي. وشهدت الشركة نمواً مضاعفاً في سوق الكمبيوترات المحمولة بالولايات المتحدة، إلا أنها لا زالت تواجه المصاعب في أسواق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا بسبب تراكم مخزون الأجهزة خلال هذا الربع. أما على مستوى منطقة آسيا والمحيط الهادئ، فقد تراجعت عدد الشحنات من الكمبيوترات الشخصية التي توردها شركة لينوفو، إلا أن هذا التراجع كان أقل من معدل التراجع العام في المنطقة.
بالمقابل، حققت شركة إتش بي نمواً إيجابياً خلال الربع الثاني من العام 2016، بعد أربعة فصول متتالية من التراجع المستمر في عدد شحناتها. حيث تمكنت الشركة من حل مشكلة تراكم مخزونها من الأجهزة، الذي أدى إلى تباطؤ عدد شحناتها. كما حققت شركة إتش بي أداءً جيداً في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، مكنها من الحفاظ على صدارة القائمة ضمن هذه المنطقة، إلا أنها لم تستطع التفوق على شركة ديل في سوق الولايات المتحدة.

هذا، وقد سجلت شركة ديل معدل نمو أسرع من متوسط معدل نمو هذه الصناعة في جميع المناطق خلال الربع الثاني من العام 2016، حيث تمكنت من تحقيق أداء جيد في أسواق الولايات المتحدة، وأمريكا اللاتينية، واليابان. في حين ارتفع عدد شحنات الكمبيوترات المحمولة التي توردها الشركة إلى جميع المناطق باستثناء منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، في حين تراجع عدد شحناتها من الكمبيوترات المكتبية في معظم المناطق.

وشهد المركز الرابع من قائمة أكثر الشركات الموردة للشحنات العالمية من الكمبيوترات الشخصية خلال الربع الثاني من العام 2016 صراع كلاً من شركة آسوس، وآبل، وآسر، وذلك مع صدور النتائج الأولية بصيغتها النهائية.

أما على صعيد سوق الولايات المتحدة، فقد بلغ إجمالي عدد شحنات الكمبيوترات الشخصية 2.15 مليون جهاز خلال الربع الثاني من العام 2016، أي بزيادة قدرها 4.1 بالمائة عن الربع الثاني من العام 2015 (انظر الجدول رقم "2"). وكان سوق الكمبيوترات الشخصية في الولايات المتحدة قد شهد تراجعاً في عدد الشحنات على مدى خمسة فصول متتالية، لكن المحللين أشاروا لوجود العديد من الفرص والتحديات التي ستواجه سوق الكمبيوترات الشخصية في الولايات المتحدة.

وهو ما تطرقت إليه ميكاكو كيتاغاوا بسياق حديثها قائلةً: "على الرغم من أن شركات التوريد وقنوات التوزيع تبدي توقعات أكثر تفاؤلاً فيما يتعلق بمبيعات الكمبيوترات الشخصية مقارنةً بما مضى، إلا أن الوضع لا زال مهيأ لتراكم مخزون الأجهزة، وهذا الأمر يتوقف على خيارات طلب قطاعي الشركات والمستهلكين في سوق الكمبيوترات الشخصية خلال النصف الثاني من هذا العام. وعادةً ما يعتبر الربع الثاني والثالث موسم الإقبال على شراء الكمبيوترات الشخصية على صعيد القطاعات العامة في الولايات المتحدة. فقد عكست النتائج الإيجابية للربع الثاني من العام حيوية ونشاط عمليات بيع الكمبيوترات الشخصية بين جميع شرائح القطاع العام. وهناك فرصة لتحديث نظام التشغيل ويندوز 10 على صعيد الشركات، التي من المتوقع أن تحقق إقبالاً كبيراً على هذا التحديث خلال الفترة ما بين نهاية العام 2016 وبداية العام 2017".

بالإضافة إلى ما سبق، بلغ إجمالي عدد شحنات الكمبيوترات الشخصية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ 7.22 مليون جهاز خلال الربع الثاني من العام 2016، اي بانخفاض 3.6 بالمائة عما سجله خلال الربع الثاني من العام 2015.

وفي ظل حالة ركود الاقتصاد التي تسود المنطقة، سينعكس هذا الضغط على مستوى الإنفاق التقديري، وعلى ترتيب الهواتف الذكية باعتبارها من الأولويات القصوى للشراء على حساب الكمبيوترات الشخصية. وأدى انتشار الفعاليات الانتخابية، في كل من أستراليا والفلبين وكوريا الجنوبية، إلى ثبات في معدل الإنفاق على تقنية المعلومات في القطاع الحكومي. في حين تراجع عدد الشحنات من الكمبيوترات الشخصية في الصين بنسبة 4.6 بالمائة، وذلك بسبب ضعف ثقة الشركات الصينية فيها، ما انعكس سلباً على أنماط شراء المستهلكين.

أما إجمالي عدد الشحنات من الكمبيوترات الشخصية في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا فقد بلغ 8.17 مليون جهاز خلال الربع الثاني من العام 2016، أي بانخفاض نسبته 3.4 بالمئة على أساس سنوي. أما آثار انخفاض قيمة صرف اليورو، وما نتج عنه من ارتفاع في الأسعار، فقد تجلت بوضوح في سورق أوروبا الغربية مسجلةً تراجعاً بسيطاً من خانة واحدة. ولم يؤثر خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي على مبيعات الربع الثاني إلا فيما يتعلق بضعف قيمة صرف الجنيه الاسترليني بشكل مطرد منذ أن تم الإعلان عن إجراء الاستفتاء في العام 2015. ومع ذلك، شهدت مرحلة ما بعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي أداءً شديد الضعف للجنيه الاسترليني مقابل الدولار، وهو ما سيتسبب في ارتفاع الأسعار، التي من المرجح بدورها أن تضغط بشكل تراجعي على مبيعات الربع الرابع من العام في المملكة المتحدة.

تجد الإشارة إلى أن هذه النتائج أولية، وسيتم طرح الإحصاءات النهائية قريباً لعملاء برنامج الإحصائيات العالمية الفصلية لشحنات الكمبيوترات الشخصية حسب المنطقة من قبل مؤسسة جارتنر. ويقدم هذا البرنامج صورة شاملة وآنية لسوق الكمبيوترات الشخصية في مختلف أنحاء العالم، ما يتيح لمؤسسات تصميم وتوزيع وتسويق وبيع المنتجات مواكبة القضايا الرئيسية وآثارها المستقبلية في جميع أنحاء العالم.

أخبار مرتبطة