"دبي للسياحة" تطرح ورقة عمل تتناول فيها مؤشرات الأداء لقطاع الفعاليات ذات التذاكر في إمارة دبي وتضع أطر التعاون لتعزيز تطوير القطاع

الإثنين 01 أغسطس 2016
عصام كاظم، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري

دبي - مينا هيرالد: كشفت دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي (دبي للسياحة) عن ورقة العمل الأولى من نوعها التي تناقش وضع الفعاليات ذات التذاكر في دبي، وذلك في إطار سعيها لتعزيز أداء هذا القطاع الهام من خلال نشر مؤشرات الأداء الأساسية في القطاع بهدف مساعدة منظمي الفعاليات في عملية اتخاذ القرار، وتطوير الفعاليات الحالية، وإطلاق فعاليات جديدة على أساس نوع الفعاليات، وحجمها، وأسعارها، وفرص تنظيم الفعاليات المرتبطة بأجندة الأحداث في دبي، ومدى احتمالية حضور الفعالية، وصولا إلى الحد الأقصى للحضور.
وتًعد صناعة الفعاليات في دبي ركيزة أساسية تساهم في ترسيخ وضع الإمارة كوجهة سياحية متنوعة الخيارات، كما أنها تعد مساهمًا قويًا في تعزيز دعم الإقتصاد المحلي لإمارة دبي. وبالإضافة إلى أجندة المناسبات والأنشطة الترفيهية والتجارية ذات المستوى العالمي التي تحتضنها دبي سنوياً بشكل دوري، تشهد الإمارة تنظيم مزيج متنوع من الفعاليات الترفيهية، والرياضية، والمسرحية، والفنية، والثقافية، التي تهدف جميعها إلى جذب الجمهور من داخل وخارج الدولة.
ويقول عصام كاظم، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري، "لقد أدى التعاون الوثيق بين الحكومة والجهات المعنية في القطاعين العام والخاص - من مطوري مواقع الفعاليات والمشغلين، إلى منظمي الفعاليات والمروجين والموزعين- فيما يتعلق بكافة العناصر الأساسية لتنمية القطاع، دورًا فعالًا في إرساء أسس نجاح دبي كوجهة للفعاليات العالمية حتى الآن. واستشرافًا للمستقبل في عام 2020 وما بعده، وخاصةً إذ تستعد دبي لمواجهة تحدٍ كبير يتمثل في تلبية تطلعات 20 مليون زائر على اختلاف جنسياتهم وثقافاتهم، فلا شك أنه سيكون للشراكات المستدامة في هذه الصناعة أهمية قصوى للحفاظ على مكانة دبي باعتبارها الوجهة الأولى عالميًا.
وتغطي ورقة العمل فعاليات عام 2015 بالكامل، حيث تقدم لمحة موجزة عن أداء الفعاليات ذات التذاكر التي استضافتها دبي من خلال تحليل ثلاث فئات رئيسية للفعاليات، وهي: الفعاليات الترفيهية والفعاليات الرياضية والفعاليات الثقافية. وكما جاء في التقرير، كانت هناك 656 فعالية ترفيهية ذات تذاكر مسجلة خلال عام 2015، وهو ما يمثل مبيعات تصل إلى 1.1 مليون تذكرة. وتمثل الفعاليات الترفيهية 27% من الحجم الكلي للفعاليات ذات التذاكر التي عقدت خلال عام 2015 وشكلت 60% من عدد التذاكر المسجل بيعها في تلك الفترة.
وفي مجال الفعاليات الترفيهية والرياضية والثقافية، تشير النتائج التي تم تلخيصها في التقرير إلى حجم المساهمة المباشرة لكل منها، كما تسلط الضوء على تنوع وعمق الفعاليات المقامة في دبي، لا سيما فيما يتعلق بقدرتها على تلبية احتياجات عامة الجماهير وخاصتها من جميع أنحاء العالم.
ويضيف كاظم، "بلا شك، تمثل النتائج المستخلصة في ورقة العمل مصدرا هاماً جداً لتقييم أداء الفعاليات في دبي مقارنة بمتوسط معدلات أداء صناعة الفعاليات حول العالم، كما تفيد المعنيين بقطاع الفعاليات في تقييم فرص الاستثمار وتزيد معدلات نمو فعالياتهم وتطوير أعمالهم. إن هدفنا في نهاية المطاف هو تقدم وتطور أجندة الفعاليات في دبي باستمرار. وتساهم نتائج هذه البحوث المدعومة بالبيانات في مساعدة القطاع الخاص على اتخاذ القرارات المتعلقة باختياراته، ومقاييسه، وأسعاره، واستهدافه السوق على أساس معدلات الطلب. بالإضافة إلى ذلك، يغوص التقرير عميقًا في التركيبة السكانية للجماهير، وفاعلية قنوات المبيعات في الفترة التي تسبق الفعاليات، وفقًا للجنسيات، وذلك بهدف دعم اتخاذ بهدف دعم اتخاذ القرارات المبنية على حقائق وأسس علمية
وتواصل حكومة دبي الاستثمار في تقديم حلول مبتكرة وذكية لتعزيز التقدم في صناعة الفعاليات من خلال وضع تطبيقات وأطر عمل مبسطة ومنصات الكترونية. وهو ما أدى إلى إطلاق منصة التصاريح الإلكترونية في دبي عام 2015، حيث تقدم خدمات مبسطة وسهلة للحصول على التصاريح والتراخيص لجميع أنواع الفعاليات من خلال الموقع الإلكتروني. كما أنه من المنتظر أن تعمل المنصة الإلكترونية لترويج تذاكر كافة الفعاليات كواجهة تمكن المستخدمين من شراء تذاكرهم من خلال آلية هي الأولى من نوعها، وتسمح بشراء التذاكر عبر الهاتف المحمول بسهولة و يسر.

نتائج التقرير
وفقًا للتقرير، يميل سكان الإمارات و المقيمون في دبي إلى حضور الفعاليات المقامة في المدينة، بالنسبة إلى فئات الفعاليات التي شملتها الدراسة، ينبغي أن تكون لهم الأولوية في أية استثمارات تسويقية تتعلق بالفعاليات.

بشكل عام، كانت ذروة المبيعات في غضون الأسبوعين السابقين للفعالية، بغض النظر عن نوعها، مع هيمنة المبيعات على الساحة في يوم انعقاد الفعالية، بينما اقتصر شراء التذاكر في الفترة التي تسبق الفعالية بأربعة أو خمسة أسابيع على من يشترون التذاكر من بلدان أخرى أو كجزء من عملية التخطيط لرحلتهم إلى دبي، أو عندما يتعلق الأمر بفعاليات رائجة للغاية - مثل المسرحيات والعروض المتخصصة وما إلى ذلك، أو للحصول على مقاعد مميزة، أو لحضور مباريات حاسمة في الفعاليات الرياضية التي تتمتع بشعبية كبيرة.

وعلاوة على ذلك، زادت شعبية الحجز عبر الإنترنت مع تطور نظم أمن المعاملات الإلكترونية داخل السوق المحلي والمناطق القريبة. وفي معظم فئات الفعاليات، تمت حوالي 45-69% من عمليات الشراء عبر الإنترنت، ما يعكس زيادة اتجاه المشترين في الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي إلى استخدام جميع قنوات الدفع الإلكترونية - وخاصة بالنسبة للمشتريات المرتبطة بالفعاليات.

الفعاليات الترفيهية
وفقًا للتقرير، كانت هناك 544 فعالية ترفيهية فريدة في عام 2015، على مدى 1551 يومًا من الفعاليات، و728660 تذكرة مباعة، ما يجعل من هذا القطاع الأكبر ضمن أجندة فعاليات دبي. وتراوحت الفعاليات بين يوم واحد و7 أيام، بمتوسط 9.2 للفئة بأكملها خلال عام 2015. وقد بيعت حوالي 3.2 تذكرة في المتوسط لكل معاملة.

وبلغ متوسط ​​سعر التذاكر لهذه الفئة 296 درهما، ما أدى إلى وصول قيمة المعاملات في المتوسط ​​إلى حوالي 950 درهمًا لكل عملية شراء. وتقدم الفعاليات الترفيهية سعرًا أعلى للتذكرة مقارنة بسائر الفئات، ما يعكس رغبة المستهلكين القوية في الإنفاق على جميع أنواع الفعاليات المقامة ضمن هذا القطاع.

وفي فئة الترفيه، سيطرت الفعاليات متوسطة الحجم خلال عام 2015، حيث كانت 82% منها لديها القدرة على استيعاب أقل من 1000 شخص من الحضور. ونتيجة لذلك، كان متوسط ​​حجم الفعالية عبر هذه الشريحة 470 زائر. وأشار التقرير إلى أن الفعاليات الأوسع نطاقًا (1000+) أظهرت ارتفاعاٌ في معدل العائدات (80% من إجمالي الإيرادات)، وهي تمثل فرصة للمنظمين لمواصلة استكشاف فرص نمو أعمالهم في هذا النوع من الفعاليات.

وفيما زاد الاهتمام بالمعاملات عبر الإنترنت، واصلت مشتريات شباك التذاكر التقليدية السيطرة على حجم المعاملات، حيث تمثل 55% من مبيعات تذاكر الفعاليات الترفيهية في العام الماضي. ويقدم هذا المؤشر فرصة لدفع سلوك الشراء الآني، ما يؤثر على زيادة نسبة الشراء من نقاط البيع في المواقع التي يرتادها السكان والسياح - وخاصة عند الاقتراب من تاريخ الفعالية. وقد تم إجراء 94% من المعاملات داخل دولة الإمارات، إما من قبل المقيمين أو الزوار الدوليين في دبي خلال هذه الفترة.

وفي هذا السياق، أشارت الدراسة إلى أن المعاملات الدولية جاءت في صورة 43% من مواطني المملكة السعودية، بينما شكلت عمليات شراء جاليات المغتربين عمومًا في جميع أنحاء المنطقة ما يمثل 10-15% من إجمالي أعداد مشتري التذاكر على الصعيد الدولي.

الفعاليات الرياضية
استضافت دبي 37 فعالية ذات تذاكر في فئة الفعاليات الرياضية خلال عام 2015، شهدت أكبر نسبة حضور للفعاليات الفردية، مما يجعل الفعاليات الرياضية من أهم الأحداث على أجندة فعاليات دبي. وشهد هذا القطاع بيع 385860 تذكرة خلال 95 يومًا بمتوسط ​​2.3 تذكرة لكل معاملة في عام 2015.

وإجمالًا، يبلغ متوسط حجم ​​المبيعات في هذا القطاع أكثر من 8 أضعاف حجم المبيعات لكل فعالية، مقارنة بفئة الترفيه. ويهيمن على هذه الفعاليات نسبة حضور مرتفعة للغاية بحيث بلغ متوسط حضور الفعالية أكثر من 4000 متفرج يومياً - مدفوعًة بطبيعة الحضور الجماعي للفعاليات الرياضية وحجم المرافق المرتبطة بها. وكان أكثر من 70% من الفعاليات في حدود أكثر من 1000 مشارك، وبلغت عائدات التذاكر في هذه الفعاليات أكثر من 90% من عائدات التذاكر مجتمعة.

وفيما يبلغ متوسط ​​سعر التذكرة 200 درهمًا، وصلت قيمة المعاملات في المتوسط ​​إلى ما يزيد قليلاً عن 460 درهمًا / وكانت القيمة الإجمالية للمشتريات أقل ب 50% من نظيرتها في الفعاليات الترفيهية. وعلى الرغم من أن ذلك يعكس بطبيعة الحال ميل السوق إلى المشاركات الجماعية، أشارت شدة التباين في مستويات الأسعار إلى أن المتفرجين كانوا على استعداد لدفع أسعار مرتفعة اعتمادًا على "القاعدة الجماهيرية" لهذه الرياضة.

وكشفت النتائج أن هناك فارقًا بسيطًا في الميل لشراء تذاكر الفعاليات الرياضية عبر الإنترنت وفقًا للجنسية. فقد احتلت المملكة المتحدة أعلى معدلات الحجز عبر الإنترنت، مدفوعة بنضج سوق الدفع الإلكتروني لدى المشتري البريطاني، وجاذبية جميع فئات الفعاليات الرئيسية بالنسبة إلى هذه المجموعة السكانية. والمثير للاهتمام أن المعاملات الإلكترونية في شبه القارة الهندية شكلت ما يقرب من 23% من المعاملات الإلكترونية. وربما تُعزى هذه الزيادة النسبية الكبيرة مقارنة بسائر الفعاليات إلى ارتفاع الطلب على فعاليات لعبة الكريكيت في أجندة الفعاليات الرياضية.

وواصلت دولة الإمارات الهيمنة على حصة المعاملات بنسبة 94%، فيما تعود ال 6% المتبقية إلى عمليات الشراء من الخارج، منها 25% من المملكة المتحدة – ما يؤكد مجددًا على الاهتمام القوي بالرياضة بين مواطني هذا البلد. وبالنسبة إلى مشتري التذاكر في السعودية، فكانت 82% من عمليات الشراء في صفوف العمالة الغربية الوافدة، في تباين ملحوظ عن الفئات الأخرى.

وتعكس الفعاليات الرياضية التحول العالمي في اتجاهات الشراء، مع سيطرة المعاملات الإلكترونية على الساحة بما يقرب من 70% من حجم مشتريات الفعاليات. ومن ثم فقد خلص التقرير، إلى أن هناك فرصة واضحة للموزعين للاستفادة من هذا الاتجاه لتأمين حجوزات مبكرة للمباريات المهمة، وتوجيه الموارد لزيادة الطلب في القطاعات الأخرى.

وتعود نسبة الـ30% المتبقية من المعاملات التي تم إجراؤها من خلال شباك التذاكر التقليدي، فيما يتعلق ببعض الفعاليات في هذه الفئة، إلى الحضور الجماهيري من السكان الذين يمتلكون فرصًا محدودة للشراء عبر الإنترنت.

الفعاليات الثقافية
شهد عام 2015 إقامة 75 فعالية ثقافية وفنية في أماكن مختلفة في دبي. وقد أدى الطلب المتزايد على هذا النوع من الفعاليات إلى تطوير البنية التحتية وإنشاء مقرات جديدة متخصصة، مثل أوبرا دبي المقرر افتتاحها هذا العام.

وتشمل الفعاليات التي تنتمي إلى هذه الفئة مجموعة واسعة من الأنشطة، من المهرجانات المستمرة على مدى عدة أيام إلى العروض المقامة لمدة يوم واحد، بمعدل يومان للقطاع بأكمله خلال 2015.

وتختلف الأسعار فيما بين الفعاليات، حيث تشمل عدد صغير من الفعاليات المتميزة وتفرد حجمًا أكبر بكثير للفعاليات المتاحة بأسعار مناسبة، والتي تحظى بارتفاع معدلات الطلب في الأسواق، ما يؤدي إلى انخفاض متوسط ​​سعر التذكرة في هذا القطاع. ونظرًا إلى المشاركة المجتمعية الواسعة التي تنتج عن هذه الفعاليات، شهدت هذه الفئة في المتوسط ​​4 تذاكر لكل معاملة، وهو ما يصل إلى ضعف أي فئة أخرى من الفعاليات.

وتأتي الفعاليات الثقافية والفنية في موقع وسط بين الفعاليات الرياضية واسعة النطاق والفعاليات الترفيهية متوسطة الحجم، حيث شهدت طرح 1000+ تذكرة لكل فعالية في المتوسط، ومتوسط حضور بين 1000 إلى 5000 مشارك في 25% من الفعاليات.

ومن حيث حصة الإيرادات، ساهمت الفعاليات الكبرى (1,000+ متفرج) التي تبلغ نسبتها 2% بحوالي 13% من إجمالي المبيعات، ما يعكس الرغبة السوقية القوية في حضور العروض العالمية العريقة سواء عروض الباليه العالمية أو المهرجانات الأدبية.

وقد شهدت هذه الفئة تمثيل أقوى للشراء التقليدي مقارنة بسائر أنواع الفعاليات، فكانت 47% فقط من المعاملات في عام 2015 تتم عبر الإنترنت، مدفوعة في الأساس بالمجموعات الكبيرة (الأسر و / أو الأصدقاء) الذين يحتاجون إلى عدد من التذاكر ويجدون الراحة في الحجز مقدمًا.

وفي الوقت نفسه، ظل شباك التذاكر التقليدي مهيمنًا بقوة على قنوات البيع، ما يعكس الحاجة إلى مواصلة الحملات التسويقية داخل المدينة لاستهداف الجمهور ودفع عمليات الحجز في اللحظات الأخيرة من قبل كل من المقيمين واالزوار الدوليين في دبي.

واختتم كاظم حديثه قائلاً، "من خلال مشاركة هذه النتائج المستخلصة من مؤشرات أداء صناعة الفعاليات مع كافة الأطراف ذات الصلة، مع الأخذ بعين الإعتبار حماية خصوصية المعلومات ، نسعى إلى تهيئة المناخ لتأسيس تعاون وثيق في هذه الصناعة والعمل معًا لدفع عجلة النمو في هذا القطاع الحيوي. إن هذا الدراسة ما هي إلا خطوة أولى في مسعانا لتوفير الأدوات والمعلومات الهامة التي تساهم في عملية صنع القرار المبني على أسس علمية ومعرفية صلبة ضمن قطاع صناعة الفعاليات، حيث نعمل على تطوير معرفتنا واستجابتنا لسلوكيات السوق المتغيرة، والاتجاهات المستقبلية، والتأثيرات التكنولوجية. ومن خلال هذه المهمة نأمل في تحقيق نمو مستدام لتعزيز قطاع الفعاليات النشط في دبي، وإثراء أجندة فعاليات الإمارة لترسيخ مكانتها كوجهة أولى للفعاليات على مستوى العالم، وتحقيق تأثير مباشر على الناتج المحلي الإجمالي مدفوعًا بنجاح الفعاليات".

أخبار مرتبطة