"الشارقة للاستثمار الأجنبي 2016" يمد جسور التعاون الاستثماري إلى بريطانيا وأوروبا

الإثنين 19 سبتمبر 2016

الشارقة - مينا هيرالد: في إطار جهودها الرامية إلى التعريف بإمارة الشارقة والترويج لها بين المستثمرين الدوليين وفي مختلف المحافل المحلية والعالمية، لاسيما أوروبا، أعلنت هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) أن منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر 2016، الذي تنظمه الهيئة بالتعاون مع "فاينانشال تايمز" البريطانية، ومجلة الاستثمار الأجنبي المباشر، يومي 28 و29 من سبتمبر المقبل في قاعة الجواهر للمؤتمرات والمناسبات، سيسلط الضوء على العلاقات الاستراتيجية التي تربط دولة الإمارات العربية المتحدة، وإمارة الشارقة تحديداً، مع المملكة المتحدة والقارة الأوروبية عموماً.

وخلال اليوم الأول للمنتدى ييشارك ديفيد بيرنز، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة العمل البريطانية في جلسة بعنوان "تعزيز الروابط التجارية بين المملكة المتحدة وأوروبا والإمارات العربية المتحدة" تحاوره فيها كورتني فينغار، رئيسة تحرير مجلة الاستثمار الأجنبي المباشر، التابعة لـ"فاينانشال تايمز"، وتتناول الجلسة بالمناقشة والتحليل أبعاد العلاقات التاريخية بين الإمارات والمملكة المتحدة وأوروبا، وتأثيرها المباشر في حركتي التجارة والاستثمار، خصوصاً في ظل تقلبات الأوضاع العالمية، وتحديات العولمة، وكذلك الآثار الاقتصادية المترتبة على انفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي؛ كما سيتم استعراض العوامل التي لعبت دوراً مهماً في تعزيز مكانة الدولة، وإمارة الشارقة تحديداً، حتى أصبحت وجهةً رئيسةً للاستثمار والأعمال والصناعة في المنطقة، إضافة إلى الحديث عن الفرص الكامنة في مختلف القطاعات، والتي تشكل بمجملها عامل جذب للمستثمرين الأوروبيين يدفعهم إلى تأسيس أعمالهم والتوسع فيها بالإمارة.

وقال سعادة مروان بن جاسم السركال، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق): "حازت دولة الإمارات على اعتراف عالمي بها باعتبارها مركزاً مالياً وتجارياً رئيساً، إلى جانب كونها بوابة عبور إلى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا منذ فترة طويلة، ووصل الاهتمام بالاستثمار في الإمارات إلى أعلى مستوى له على الإطلاق في الآونة الأخيرة، وعلى الرغم من حالة الركود التي شهدها الاستثمار الأجنبي المباشر في عام 2014 على مستوى العالم، سجل الاستثمار الأجنبي في الإمارات ارتفاعاً بنسبة بلغت 25٪ ليصل إلى 13 مليار دولار (47.5 مليار درهم) في ذلك العام، وهو ما عزز من مكانة الدولة وجهةً مستقرةً ومفضلةً للاستثمار في المنطقة".

وأضاف السركال: "تشكلت قصة النجاح الاقتصادي الإماراتية بجهود إماراتها السبع، وكانت الشارقة حاضرة بقوة فيها، إذ شكلت الإمارة طريقاً رئيساً للتجارة منذ قرون مع مناطق عدة حول العالم لاسيما آسيا وأوروبا، وقد نجحت الإمارة في السنوات الأخيرة بتنويع اقتصادها حتى أصبحت قوة اقتصادية تسعى نحو تحقيق المزيد من النمو في القطاعات الرئيسة، مثل السياحة والترفيه، والرعاية الصحية، والتنمية البيئية، والنقل والخدمات اللوجستية، وعلى الرغم من الأزمة المالية التي هزت العالم، فإن الشارقة لم تكتفي بالبقاء بمنأى عنها فقط، بل تمكنت أيضاً من المحافظة على معدلات النمو المرتفعة، وأصبحت بيئة مواتية وزاخرة بالفرص للمستثمرين الدوليين الراغبين في الاستفادة من موقعها وتواصلها الوثيق مع الإمارات المجاورة، والمناطق الاقتصادية الحرة التي تحتضنها الإمارة والمصممة بهدف تسهيل وتكامل نمو الأعمال التجارية وتنميتها".

وتابع: "نسعى من خلال هذا المنتدى إلى تمتين علاقاتنا القوية مع القارة الأوروبية، والدفع بها إلى مزيد من التقدم، عبر تعريف الشركات ورجال الأعمال الأوروبين بأهمية التواجد في هذه البقعة المهمة من العالم بالنسبة لأعمالهم، واستقطابهم لإطلاق شركاتهم واستثماراتهم فيها".

من جهته، قال محمد المشرخ، مدير إدارة مكتب الشارقة لترويج الاستثمار في (شروق): "يتيح منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر 2016 لنا التعريف بالشارقة ومقوماتها الاستثمارية الفريدة، التي تفتح الباب واسعاً أمام الأعمال، التجارية والصناعية والخدمية، لتحقيق النجاح المنشود؛ وفي الواقع، فإن ارتباط الشارقة التاريخي بالمملكة المتحدة وأوروبا، الذي ترجع جذوره إلى القرن الـ18، يمثل دافعاً للانتقال بمستوى العلاقة المتميزة إلى المرحلة التالية، عبر تعزيز التجارة المتبادلة واستقطاب المزيد من الاستثمارات، والتأكيد على أهمية الشارقة بصفتها بوابة أعمال مفتوحة على مختلف أسواق العالم، تتيح للشركات الأوروبية استهداف الأسواق البعيدة، مثل أسواق جنوب آسيا وأستراليا والهند، وما سيساعدها في ذلك تمتع الإمارة ببنية تحتية وتشريعية تثري مناخ الاستثمار بالعديد من المزايا الفريدة".

وأضاف: "تكمن أهمية تنظيم مثل هذه الفعاليات والملتقيات الاقتصادية الكبرى في استقطاب المستثمرين وصناع القرار للتعرف أكثر إلى بعضهم عن قرب، والحديث بشكل المباشر مع نظرائهم في الشارقة، بهدف تأسيس شبكات أعمال واتصال بينهم، وتعزيز المصالح المشتركة، وهو ما يؤكد أن الإمارة باتت منصة رائدة للتواصل العالمي بين أقطاب الاقتصاد والصناعة والاستثمار".

يشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين الإمارات والمملكة المتحدة وصل إلى مستوى قياسي في عام 2015، بلغ 73 مليار درهم، فيما يطمح البلدان إلى مضاعفة هذا الرقم إلى 152.7 مليار درهم عام 2020، وفقاً لوزارة الاقتصاد.

ووفقاً لتقرير الاستثمار العالمي 2015، الصادر عن (أونكتاد) فقد ارتفع إجمالي حجم الاستثمارات الأجنبية المتراكمة في دولة الإمارات إلى 126 مليار دولار (نحو 462.4 مليار درهم)، بنهاية عام 2015.

ويعتبر منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر 2016 حدثاً مهماً، يحظى برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وسيوفر فرصة لا مثيل لها لدراسة آفاق الاستثمار في دولة الإمارات العربية المتحدة عموماً، والشارقة على وجه التحديد، وكذلك استعراض الفرص المتاحة في مختلف القطاعات الاقتصادية في الإمارة، وذلك بمشاركة واسعة لنخبة من صناع القرار والمسؤولين والخبراء الاقتصاديين.

أخبار مرتبطة