"الشارقة للاستثمار الأجنبي" يسلط الضوء على العلاقات التجارية بين الإمارات والمملكة المتحدة

الخميس 29 سبتمبر 2016

الشارقة - مينا هيرالد: في إطار مساعيه الرامية إلى التعريف بإمارة الشارقة والترويج لها بين المستثمرين في أوروبا بشكل عام والمملكة المتحدة بشكل خاص، سلط منتدى الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر 2016، الضوء على العلاقات الاقتصادية والتجارية التي تربط دولة الإمارات العربية المتحدة، وإمارة الشارقة تحديداً، مع المملكة المتحدة والقارة الأوروبية عموماً، متطرقاً إلى سبل تعزيزها والدفع بها إلى مراحل أكثر تطوراً.

حيث شهد اليوم الأول من المنتدى تنظيم جلسة حوارية حملت عنوان: "تعزيز الروابط التجارية بين المملكة المتحدة وأوروبا ودولة الإمارات العربية المتحدة"، واستضافت الجلسة، التي أدارتها كوراني فينغار، رئيس تحرير مجلة الاستثمار الأجنبي المباشر التابعة لمجموعة "فاينانشال تايمز" البريطانية، ديفيد بيرنز، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة العمل البريطانية.

وتناولت الجلسة أبعاد العلاقات التاريخية بين الإمارات والمملكة المتحدة وأوروبا، وتأثيرها المباشر في حركتي التجارة والاستثمار، خصوصاً في ظل تقلبات الأوضاع العالمية، وتحديات العولمة، وكذلك الآثار الاقتصادية المترتبة على انفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي.

واستهل ديفيد بيرنز، حديثه بالإشارة إلى بيئة الأعمال الاستثنائية التي تتمتع بها دولة الإمارات بشكل عام، وإمارة الشارقة على وجه الخصوص، واصفاً الشارقة بالتفرد والتميز في التعامل مع المتغيرات، وقال: "تتمتع إمارة الشارقة بمناخ استثماري محفز وجاذب لجميع المستثمرين الراغبين في إقامة مشروعات تجارية فيها، حيث تتميز الإمارة بحركة تجارية نشطة، إضافةً إلى طبيعة الناس فيها الذين ينشدون التطور والتميز وفق ما يتناسب ويتماشى مع إرثهم الثقافي والحضاري الثري مع عدم الإخلال بتواصلهم الإيجابي مع الآخر".

وأضاف بيرنز: "نحن نستثمر في بلدٍ تخلو من الضرائب، ونتمنى أن تستمر هذه الميزة التي تنفرد بها دولة الإمارات عما سواها من دول المنطقة، والتي شجعت ودفعت أكثر من 7000 شركة عالمية لفتح مكاتب رئيسة لها فيها لتدير جميع أعمالها وأنشطتها منها، ومن حيث تجربتي الخاصة، فأنا أمارس أنشطتي التجارية داخل الإمارات منذ العام 1967، ولم تواجهني أي مشاكل، وما زلت أمارسها من دون أي عقبات".

وأشاد بيرنز بالمنطقة الحرة في الحمرية بالشارقة، واعتبرها من أكثر المناطق الحرة سلاسةً في المنطقة، لكونها تتميز بمرونة المعاملات التجارية، وسهولة إجراءات الحصول على تراخيص تأسيس الشركات، التي تتم بشكل سريع ومبسط، منوهاً إلى الحاجة إلى مزيد من القوانين الجديدة كقانون الإفلاس والعجز المالي وغيره من القوانين الضابطة لحركة الاستثمار.

وحول خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي وأثره على المعاهدات بين بريطانيا والإمارات، قال بيرنز: "لقد كنت من أوائل المبادرين بدعم خطوات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لما له من فائدة كبرى على المملكة المتحدة، وأحب أن أشير إلى أن العلاقات بين بريطانيا والإمارات لن تتأثر نتيجة لذلك، فما زالت العلاقات وطيدة بل يمكن أن نذهب أكثر من ذلك، ونقول أنها بدأت تتوسع أكثر عقب الخروج".

ولفت بيرنز إلى أنه يمثل مجموعة رجال الأعمال البريطانيين، وهي أكبر تجمع يشمل رواد الأعمال البريطانيين في المنطقة، وأنهم يعتزمون خلال الفترة المقبلة تنظيم رحلة تجارية إلى لندن تهدف إلى حشد الجهود لتشجيع مزيد المستثمرين البريطانيين في دولة الإمارات بشكل عام وإمارة الشارقة بشكل خاص.

وحول الخيار الأنسب للشركات الناشئة، فيما يخص اختيار التسجيل في المنطقة الحرة أو غير الحرة، أشار بيرنز إلى أن ذلك يعتمد على نوعية نشاط الشركة وأهدافها، مؤكداً على أن جميع الحلول متوافرة، منوهاً بأنه يتوجب القيام ببحث مسبق للسوق، والاستعانة بالخبراء والاستشاريين، والاستعداد بشكل صحيح قبل الانخراط في خوض التجربة، وختم بيرنز حديثه بالتأكيد على أن بريطانيا تفتح المجال واسعاً أمام المستثمرين الإماراتيين لإقامة مشاريع تجارية واستثمارية.

يشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين الإمارات والمملكة المتحدة وصل إلى مستوى قياسي في عام 2015، حيث بلغ 73 مليار درهم، فيما يطمح البلدان إلى مضاعفة هذا الرقم إلى 152.7 مليار درهم عام 2020، وفقاً لوزارة الاقتصاد.

Search form