أبوظبي تدشن أول منشأة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لالتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه

السبت 05 نوفمبر 2016

أبوظبي - مينا هيرالد: أُعلِن اليوم عن بدء تشغيل أول منشأة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لالتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه على نطاق تجاري، حيث ستسهم في التقاط ما يصل إلى 800 ألف طن متري من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً.

تم تطوير هذا المشروع من قبل شركة أبوظبي لالتقاط الكربون "الريادة"، المشروع المشترك بين شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، ويستخدم المشروع غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعث من مصنع "حديد الإمارات"، الأكبر من نوعه في دولة الإمارات، من أجل حقنه كبديل عن الغاز المشبع بالسوائل في حقول النفط في أبوظبي لتعزيز إنتاجها.

تم افتتاح المنشأة رسمياً اليوم بحضور معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)؛ ومجموعة شركاتها؛ ومعالي سهيل محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة؛ ومعالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة؛ ومعالي الدكتور أحمد بن عبدالله بالهول الفلاسي، وزير الدولة لشؤون التعليم العالي؛ ومعالي الشيخ عبدالله بن محمد آل حامد رئيس هيئة الطاقة عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وعدد من ممثلي الجهات الحكومية والرؤساء التنفيذيين للشركات ذات الصلة.

وتعد هذه المنشأة واحدة من 22 مشروعاً لالتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه على نطاق كبير في العالم، منها ما دخل حيز التشغيل ومنها ما يزال قيد التطوير، فضلاً عن كونها الأولى لالتقاط الكربون من مصانع الحديد والصلب والأولى في المنطقة. وبدأت عمليات إنشاء مشروع شركة الريادة لالتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه الواقع في منطقة المصفح الصناعية في أبوظبي قرب مصنع "حديد الإمارات" في عام 2013.

وبهذه المناسبة، قال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة والرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها: "تماشياً مع توجيهات القيادة بالعمل على تحقيق التنمية المستدامة واستخدام أحدث التكنولوجيا، يشكل إطلاق أول مشروع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لالتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه دليلاً على إمكانية تنفيذ مشاريع تجارية تسهم في تعزيز استخراج النفط والمحافظة على البيئة وتوفير المزيد من الغاز للشبكة. ومن شأن هذا المشروع تعزيز الريادة العالمية لدولة الإمارات في قطاع الطاقة والتزامها المستمر في تعزيز تقدم القطاع من خلال تطبيق واستخدام التكنولوجيا المبتكرة. وتعد شركة "الريادة" مثالاً واضحاً لإمكانية دمج التقنيات النظيفة في قطاع الطاقة التقليدية لزيادة الكفاءة وتحقيق الاستفادة المثلى من الموارد".

وأضاف: "سيساهم هذا المشروع في الاستغلال الأمثل لموارد ثمينة مثل الغاز الطبيعي، سواء لتوليد الطاقة أو كمادة خام في الصناعات البتروكيماوية أو حتى للتصدير، كما أنه سيفتح المجال أمام توفير إيرادات محتملة أخرى في القطاع الصناعي من خلال تحفيز تطوير مشاريع أخرى في العالم تستفيد من التكنولوجيا المجدية تجارياً لالتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه على نطاق واسع".

وبهذه المناسبة، قال معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة: "أهنئ أدنوك ومصدر وجميع الأطراف المشاركة في هذا المشروع المتميز على إنجازه والبدء بتشغيله، حيث يكتسب مشروع الريادة أهمية كبيرة من حيث إثبات مفهوم التكامل بين الموارد الهيدروكربونية والتكنولوجيا النظيفة، وأن الابتكار قادر على إيجاد حلول مجدية من شأنها تعزيز القيمة والتصدي لمختلف التحديات. وعلاوة على ذلك، يسهم مشروع الريادة في ترسيخ مكانة دولة الإمارات بين الدول المتقدمة علمياً من خلال تطبيق أحدث استخدامات التكنولوجيا وذلك في خطوة تعزز تقدمنا نحو بناء اقتصاد المعرفة".

وحول افتتاح المنشأة الجديدة قال معالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة: "الاستثمار في تقنيات التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه هو استثمار حقيقي في الجهود الرامية إلى الحد من تداعيات تغير المناخ، ويدل هذا المشروع على ريادة دولة الإمارات في دعم الابتكار وتقديم حلول وتقنيات متقدمة تسهم بالحفاظ على بيئتنا وتنمية اقتصادنا." كما أضاف معاليه: "تلعب الشراكات بين القطاعين العام والخاص دوراً رئيسياً في إيجاد حلول فاعلة للحد من تداعيات تغير المناخ وضمان تحقيق متطلبات المستقبل من الطاقة وإيجاد فرص اقتصادية جديدة والارتقاء بقطاع النفط والغاز الطبيعي وتعزيز عمليات الاستخراج".

وتعتبر "الريادة"، أول شركة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تركز على تطوير مشاريع التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه على نطاق تجاري. وستساهم هذه التقنية التي تم تطبيقها بأبوظبي في توفير المزيد من الغاز الطبيعي من أجل استخدامه في توليد الكهرباء وتحلية المياه وعدد من الاستخدامات الصناعية الأخرى، إضافةً إلى تعزيز استخراج النفط.

وتعمل هذه التقنية وفق ثلاث مراحل؛ حيث يتم أولاً التقاط غاز ثاني أكسيد الكربون من موقع مجمع تصنيع حديد الإمارات، ومن ثم يتم ضغطه وتجفيفه. وتتضمن المرحلة الثالثة نقل غاز ثاني أكسيد الكربون عبر أنبوب يمتد تحت الأرض على مسافة 43 كم من أجل حقنه في حقلَي "الرميثة" و"باب" النفطيين التابعين لشركة أدنوك واستخدامه في عمليات "الاستخراج المعزز للنفط".

من جانبه، قال عبد المنعم الكندي، رئيس مجلس إدارة شركة الريادة ومدير إدارة الاستكشاف والتطوير والإنتاج في شركة أدنوك: "تجمع شركة الريادة الخبرات التشغيلية التي تمتد لعقود من الزمن في أدنوك مع كفاءة "مصدر" في ابتكار حلول مجدية تجارياً ومستدامة للطاقة والتقنيات النظيفة".

وأضاف: "من المتوقع أن يتضاعف الطلب على الطاقة بحلول عام 2030، ولذلك يعتبر التعاون بين مختلف القطاعات لإيجاد تقنيات تحدّ من انبعاثات الكربون من الأولويات المهمة".

من جهته، قال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لـ "مصدر": لقد لعبت شركة "مصدر" خلال الأعوام العشرة الأخيرة دوراً ريادياً في تطوير اقتصاد طاقة المستقبل، ويأتي افتتاح مشروع شركة "الريادة" لالتقاط الكربون واستخدامه وتخزينه اليوم ليسلط الضوء على مكانة الشركة باعتبارها رائدة عالمياً في مجال الطاقة النظيفة، كما يبين مدى التنوع والتطور المتزايد في أنشطتنا التجارية، ونحن ندرك بشكل تام الجدوى التجارية لتقنيات التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه، لاسيما في منطقة تستعد لتوسع صناعي كبير خلال العقد المقبل".

وأضاف الرمحي:" لقد استثمرت "مصدر" 2.7 مليار دولار منذ تأسيسها لتطوير مشاريع الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والأسواق الدولية، وتبلغ القدرة الانتاجية للمشاريع التي تساهم الشركة في تطويرها اليوم 2.7 جيجاواط منها ما دخل حيز التشغيل ومنها ما يزال قيد التطوير".

ويعد افتتاح منشأة التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه إنجازاً آخر يضاف إلى سلسلة الإنجازات التي حققتها "مصدر" خلال الأشهر الأخيرة، حيث كانت الشركة قد أعلنت في شهر مايو الماضي عن إتمام الترتيبات المالية لمحطة "دادجون" لطاقة الرياح البحرية، المشروع المشترك الذي تطوره "مصدر"، وذلك بتأمين تمويل بقيمة 1.3 مليار جنيه إسترليني؛ كما تم في شهر يونيو الماضي اختيار الائتلاف الذي تقوده "مصدر" لتطوير المرحلة الثالثة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية؛ وشهد الشهر الماضي توقيع "مصدر" لاتفاقية شراء الطاقة الخاصة بأكبر مشروع للطاقة الشمسية الكهروضوئية في المملكة الأردنية الهاشمية.

ومن جانبه، قال المهندس سعيد غمران الرميثي الرئيس التنفيذي لشركة حديد الإمارات:" يعتبر مصنع "حديد الإمارات" أكبر منشأة في الدولة لتصنيع الحديد والأولى في العالم التي تقوم بالتقاط غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعث منها. ونحن نتطلع من خلال هذا التعاون إلى التقاط وحجز وإعادة استخدام 0.8 مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون المنبعث من مصنع حديد الإمارات سنوياً، بما يسهم في دعم أهداف أبوظبي للتنمية المستدامة".

وتعتبر شركة الريادة، وهي مشروع مشترك بين شركة أدنوك (51%) وشركة "مصدر" (49%)، المرحلة الأولى من شبكة مشاريع التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه على المستوى الصناعي، وتهدف الشركة إلى الحد من البصمة الكربونية في اقتصاد أبوظبي ودعم التوسع في قطاع توليد الطاقة منخفض الكربون.

ومن طرفه أكد عرفات اليافعي، الرئيس التنفيذي لشركة "الريادة" أن "الريادة" تسعى إلى التميز من خلال تطوير رأس المال البشري، والارتقاء بالأداء، وتعزيز الربحية والكفاءة التشغيلية، بما يتماشى مع أهداف "أدنوك" الاستراتيجية الرامية إلى تعزيز مكانتها بين شركات الطاقة على مستوى العالم.

وأضاف اليافعي:" إن مشروع التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه الحالي هو جزء من رؤية أكبر لتوسيع مشاريع "الاستخراج المعزز للنفط" وذلك بالاستفادة من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يتوفر بكميات كبيرة من المصادر الصناعية المختلفة. ونحن نهدف في شركة "الريادة" إلى تأمين احتياجات "أدنوك" من غاز ثاني أكسيد الكربون اللازم لتحقيق خططها الطموحة الرامية إلى زيادة قدرتها الإنتاجية للنفط والغاز والمساهمة في ذات الوقت في تحقيق استراتيجية النمو المستدام في دولة الإمارات والجهود العالمية للحد من تداعيات تغير المناخ".

يشار إلى أن وكالة الطاقة الدولية ترى أن تقنيات التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه ستلعب دوراً رئيسياً في تحقيق السيناريوهات المستقبلية الطموحة للطاقة الصديقة للبيئة، وهو ما يمثل سدس ما يجب خفضه من الانبعاثات بحلول عام 2050.

أخبار مرتبطة