تحديث الفوركس: اختلال توازن السوق بعد انتخاب ترامب رئيساً للولايات المتحدة

الأربعاء 09 نوفمبر 2016
جون ج. هاردي، رئيس استراتيجيات العملات الأجنبية لدى ’ساكسو بنك‘

بقلم جون ج. هاردي، رئيس استراتيجيات العملات الأجنبية لدى ’ساكسو بنك‘
ثمة بعض الحقائق الرئيسية حول تطور الأحداث الأخير الذي سبب صدمة فعلية في جميع أنحاء العالم.
استطلاعات الرأي كانت خاطئة على نحو رهيب، وينبغي متابعة تأثيرات هذا الاستحقاق عن كثب خلال الأيام المقبلة لنعرف جيداً أسباب فشل هذه الاستطلاعات، ونتأكد بأنه لا يمكن الوثوق باستطلاعات الرأي في المستقبل. ونعني هنا بشكل خاص الانتخابات الأوروبية للعام المقبل واستفتاء الإصلاح الدستوري في إيطاليا بحلول مطلع شهر ديسمبر، وغيرها من الاستحقاقات.
السياسة هي تجسيد لانعدام اليقين بكل معنى الكلمة، حيث سيسيطر دونالد ترامب على مجلسي الكونجرس (النواب والشيوخ) بعد فوزه بالانتخابات، مما قد يعني إطلاق مبادرات ضخمة تتعلق بالسياسات. وبالنظر إلى أن بعض أهم الأعضاء داخل حزب ترامب أبدوا معارضة صريحة لترشيحه إلى الانتخابات، تبدو الطريق غير واضحة بخصوص اعتماد سياسات قويّة؛ وذلك مع الأخذ بالاعتبار أن خطة الرعاية الصحية (أوباما كير) التي تبنّاها الرئيس أوباما ستصبح أمراً من الماضي (مع ترجيحات باعتماد خطة بديلة)، إضافة إلى انتهاء ولاية جانين يلين كرئيسة للمجلس الاحتياطي الفدرالي بحلول 31 يناير 2018، وإمكانية إجراء تغييرات على صعيد البنية التحتية والضرائب. وتُعتبر النقطة الأخيرة إيجابيّة بالنسبة لنمو الاقتصاد الأمريكي على المدى القريب.

ردة الفعل الفورية للسوق والخطوات المقبلة:
جاءت ردة الفعل منسجمة تماماً مع ما توقعناه (نقصد إجماع الآراء هنا)، وذلك وسط تسجيل صعود قوي لعملات الملاذ الآمن مقابل الدولار الأمريكي، وخاصة الين الياباني؛ إضافة إلى تراجع العملات المرتبطة بالمخاطر في الأسواق الناشئة، وفي مقدمتها البيزو المكسيكي. ولأن تلك المضامين كانت متوقعة بحسب توافق الآراء، فإن هذا يفسر انحسار تداولات تلك العملات على نحو سريع لاسيما في أعقاب تكشف النتائج الصادمة التي لم نكن نتوقع انعكاسها على أسعار التداول بهذه السرعة.
مرّة أخرى، تمثل الجانب الأكثر أهمية في سرعة تراجع ردود الأفعال الأولية، على الأقل بشكل جزئي وملحوظ. وإذا ساهمت جلسات التداول اليوم في إلغاء أثر ردة الفعل بشكلٍ ما، فإننا نمر حالياً بأعلى درجات انعدام اليقين في الوقت الراهن، مع العلم أنه يمكننا العودة إلى تفضيلاتنا حول مراكز التداول المفتوحة طويل الأمد للدولار الأمريكي ومراكز التداول قصيرة الأمد للين الياباني واليورو وغيرها.

وسيرتكز ارتفاع أسعار الفائدة بحسب لجنة السوق الفدرالية المفتوحة على البيانات في حال استطاعت الأسواق تلافي الانهيار؛ إذ أن الاحتمالات ترتد سريعاً بالانسجام مع الشعور العام في السوق. ولا يحتاج الأمر لعبقرية من أجل رسم العلاقة بين سياسة سعر الفائدة عند مستوى الصفر وجولات التيسير الكمي، وفوز ترامب، وذلك في وقت يسعى مجلس الاحتياطي الفيدرالي فيه إلى التنصل من المسؤولية السياسية عن التأثيرات التي برزت لغاية الآن.

وسنشهد مزيداً من المستجدات خلال الأيام المقبلة، وفيما يلي بعض التعليقات حول العملات العشر الرئيسية، وخاصة الجنيه الإسترليني.

الين الياباني
خلال الساعات الأولى لبروز احتمال فوز ترامب بالانتخابات الرئاسيّة، انخفض زوج عملات الدولار الأمريكي-الين الياباني، ثم تعافى الزوج على نحو ذكي. وفي حال اختتم اليوم بنفس مستويات التداول المسجلة خلال الاسبوع السابق، فقد تصل الأسعار لأدنى المستويات في الوقت الراهن. وبالنظر إلى حجم الارتداد في العوائد الأمريكية (هل تأثّر ذلك بوعود ترامب حول قطاع البنية التحتية خلال كلمته لقبول الترشح لمنصب الرئاسة وكذلك اهتمامه الكبير بإجراء تخفيضات ضريبية؟)، فإننا قد نشهد من جديد صعوداً للجانب الأقل مقاومة. وينبغي هنا متابعة المستوى 105.00/50 ترقباً لتسجيل أي ارتفاع إذا بقينا نتعامل بموجب سحابة إيشيموكو (حوالي 103.00 نقطة حالياً).

تحليل أداء العملات- نسخة الحد الأدنى للمستوى
الدولار الأمريكي: شهد ارتداداً على نحو كبير- قد نشهد وصولاً إلى أدنى المستويات إذا اختتم تداول اليورو/الدولار الأميركي اليوم دون مستوى 1.1100 وفوق مستوى 103.00 في زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني.
اليورو: عملات الملاذ الآمن تتلاشى مرة أخرى- وقد نشهد فعلاً ارتفاعاً لزوج اليورو/الدولار الأميركي. ولكن هل ستبدأ الأسواق بالتفكير على المدى الطويل إزاء استطلاعات الرأي بعد نتائج استفتاء ’بريكست‘؛ وفوز ترامب، والمسائل ذات الصلة بالاتحاد الأوروبي؟
الفرنك السويسري: اذا عاودت العائدات الأميركية ارتفاعها، فإن زوج الدولار الأمريكي/الفرنك السويسري قد يرتفع بقوة، ولكن ذلك يمثل مستويات بعيدة جداً عن أدنى مستوى مسجل اليوم وعن مستويات التداول السابقة لغاية وقت إعداد هذا التقرير.
الجنيه الإسترليني: التركيز على الجنية الإسترليني على اعتبار أن المملكة المتحدة ليست وحدها في مواجهة تأثيرات استفتاء ’بريكست‘- إذ أن تكشف إجراءات جديدة على صعيد انخفاض اليورو مقابل الجنيه الإسترليني قد يفضي لمزيد من الهبوط استناداً إلى تعليقاتنا السابقة أعلاه حول اليورو.
الدولار الأسترالي: - عند المستوى المتوسط– إن ارتداد المخاطر يعتبر أمراً داعماً ولكن هل يستطيع الدولار الأسترالي تسجيل أداء يفوق نظيره الأمريكي حتى لو استعاد الأخير أدائه الفعال مجدداً؟ لذلك ينبغي مراقبة المستوى المربك عند 0.7700/50، ولكن قراراً متشائماً قد يُتخذ اليوم إذا اختتمت تداولات اليوم عند أدنى المستويات.
الدولار الكندي: مماثل لوضع نظيره الأسترالي؛ ولكن من المثير للاهتمام أن نشهد انعداماً للمخاوف حول البيزو المكسيكي بعد صعوده القوي. ربما بالغت الأسواق بتقدير أثر المخاوف الحمائية، خاصة وأنها تواجه طريقاً محفوفة بالصعوبات في الكونغرس بما يتعلق بتدابير ترامب الأخرى؟
الدولار النيوزلندي: بحسب بيانات البنك الاحتياطي النيوزيلندي- لا يزال هناك تفضيل لفكرة هبوط الدولار النيوزلندي مقابل الدولار الأمريكي، ولكن دعونا نرصد آلية تفاعل السوق مع رسالة البنك.
الكرونة السويدية: شهد زوج اليورو/الكرونة السويسرية تداولاً جيداً فوق مستوى 10.00، ثم شهد ارتفاعاً معاكساً (هل يعكس هذا النمط الانعكاسي تسجيل قمة رئيسية). وقد تعزز الشكوك تفضيلات الكرونة السويدية.
الكرونة النرويجية: وصل زوج اليورو/الكرونة النرويجية إلى مرحلة مقاومة كبيرة في الفترة السابقة، ولكنه انعكس حالياً- لذا ينبغي التركيز على مستوى 9.10/15 باعتباره منطقة محورية بالنسبة لإغلاق جلسات تداول اليوم. وتعتبر التوجهات المتعلقة بالنفط مهمة أيضاً.

أخبار مرتبطة