الشيخة جواهر القاسمي تفتتح فعاليات مؤتمر "صحتي 2016"

الثلاثاء 15 نوفمبر 2016

الشارقة - مينا هيرالد: برعاية وحضور سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، افتتحت صباح اليوم فعاليات مؤتمر "صحتي 2016" تحت شعار "نتحاور معا لصحة أطفالنا" الذي تنظمه إدارة التثقيف الصحي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة بالتعاون مع جامعة الشارقة ويستمر على مدى يومين.
الشيخة جواهر القاسمي: الحديث عن الأطفال هو حديث عن المستقبل
وقالت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في كلمة افتتحت بها المؤتمر: "إنَّ الحديث عن الطفل يقودنا بالضرورة إلى نمط الحياة المستقبلية التي نسعى لأن تكون أفضل، ويكتسب الحديث عن تنميته، وتوفير الظروف المناسبة لتربيته في الأسرة وفي المؤسسات التعليمية أهمية كبرى، لإيماننا بأن تنشئته في أجواء حياتية متزنة، تسهم في توازن شخصيته، وإثراء فكره بما يدعم وجوده في العالم الإنساني كفرد له حقوق، وعليه واجبات .. وإن كان ذلك مرتكزاً لمستقبل الأمم، فإن هناك مرتكزاً آخر لا يقل أهمية، ويشكل مع الأول جناحين متجهين إلى تحقيق رؤانا التي نضع أسسها اليوم.. إنها الصحة".
وأضافت سموها قائلة: "إن لقاءنا اليوم في مؤتمر "صحتي" السادس.. والذي يطرح شعار نتحاور معاً لصحة أطفالنا، يهدف إلى رفع مستوى الوعي والثقافة لدى الآباء والأمهات في مجال صحة الطفل باتخاذ أفضل السبل والممارسات التي تعزز سلامته الجسدية والنفسية.. بل إنه يستهدف أيضاً كلَّ من له علاقة بتنمية الطفل من معلمين ومربين ومشرفين في المؤسسات التي توجه نشاطها وبرامجها للطفل".
وأشارت سموها إلى أن "طفل اليوم يواجه الكثير من الثقافات ذات البعد المختلف عما نشأنا نحن عليه.. هذه الثقافات تهدد أحياناً صحته، وتجعل الواقع فيه أصعب من أن نواجهه كأفراد وكأسر، لأننا في حاجة إلى تغيير الثقافة نفسها إلى ما يحفظ للطفل صحته وكيانه".
ونبهت سموها على أهمية دور الأسرة عموما والوالدين على وجه الخصوص في حماية الأطفال "لأن الوالدين هما حارسا الطفل، يحميانه من هجمات المخاطر المحيطة به، ويأخذان بيده إلى طريق الأمان، ويحتويانه بكل ما في الأمومة والأبوة من رفق وحنان ومودة.. فهما إذن المسؤولان عن صحته.. والمسؤولية تستدعي أن يكونا قدوته في اختيار العادات الصحية، التي تقوي جسده، وتراعي نفسيته، وتحافظ على اتزانه الفكري".
وأكدت سموها "إن صحة أطفالنا مسؤولية المجتمع، بل ومسؤولية دول، يجب أن توضع لها دراسات تعكس الواقع بتحدياته، مما يسهل وضع برامج تصل بصحة الطفل إلى بر الأمان".
نحو توفير بيئة داعمة للأطفال
من جهتها شكرت إيمان راشد سيف مدير إدارة التثقيف الصحي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة على رعايتها الكريمة للمؤتمر وقالت: "إن هذا المؤتمر ما كان ليرى النور لولا الدعم الكبير من سموها ورعايتها الحثيثة والمتواصلة وتوجيهاتها بأهمية العناية بصحة الطفل باعتباره حقا أساسيا من حقوقه ضمنتها التشريعات السماوية والقوانين المدنية الحديثة".
وأكدت أن المؤتمر يهدف إلى رفع توفير بيئة داعمة للأطفال كي ينمو في أجواء صحية واجتماعية ملائمة، تؤهلهم لأداء دورهم في بناء ورفعة المجتمع حين يكبرون ويستلمون راية المسؤولية لمواصلة مسيرة التقدم والبناء التي بدأها الأباء والأجداد".
وأشارت إلى أن "المؤتمر استقطب أكثر من 40 مشاركا من أبرز الأطباء والخبراء والمختصين المحليين والعرب والأجانب في مختلف مجالات العناية بالأطفال وصحتهم البدنية والنفسية ليتشاركوا بخبراتهم مع أولياء الأمور بما يعود بالنفع على الأسرة والمجتمع".
دور الجامعات ومراكز البحث العلمي
من جانبه رحب الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة والشريك الإستراتيجي للمؤتمر بسمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، وشكرها على رعايتها الكريمة للمؤتمر، كما أشاد بالتعاون المتميز والبناء بين جامعة الشارقة والمجلس الأعلى لشؤون الأسرة وإدارة التثقيف الصحي مركزا على دور الجامعة في خدمة المجتمع والنهوض به عملا بتوجيهات "صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ورئيس جامعة الشارقة ضمن إرادة سموه الأبية في النهضة الحضارية الكبرى التي يتولاها منذ بدايات ثمانينات القرن الماضي لتشمل كل آفاق التنمية والتطور والتقدم العصري والحضاري المستمد جوهره من أصالة التراث العربي والإسلامي بشتى صوره ومكوناته".
وأكد: "استعداد الجامعة دائما لمزيد من التعاون لتعزيز الاتجاهات الحضارية فيما ما يتعلق بصحة الطفل، بما في ذلك تقديم الأبحاث العلمية والعملية". وأضاف أن الجامعة مستعدة: "لوضع معاهدها ومراكزها ومجموعاتها للبحث العلمي المتخصصة لتلبية هذه المتطلبات وليس هذا فحسب بل وضع مجمعها للتميز الطبي الذي يشتمل على العديد من المكونات الطبية والصحية والعلمية والتدريبية، ومنها مستشفى الجامعة والمزودة بأحدث التجهيزات الطبية، وكذلك مستشفى طب الأسنان الجامعية ناهيكم عن المختبرات ومعاهد البحث العلمي للأمراض غير المعدية ومراكز التدريب التي تستقطب الأطباء والخبراء والمتخصصين من العديد من الدول على المستوى الإقليمي والقومي ودول الشرق الأوسط".
اتفاقية الأمم المتحدة لحماية حقوق الطفل
من جانبه قال الدكتور علاء الدين علوان مدير منظمة الصحة العالمية لمنطقة الشرق الأوسط في رسالة وجهها للمؤتمر: "إن مستقبل البشرية يتوقف على الأطفال وقدرتهم على تحقيق المستوى الأمثل من النمو الجسدي والنماء النفسي، فالحياة والبقاء على قيدها، وبلوغ الحد الأقصى من النماء، واتاحة الخدمات الصحية ليست مجرد احتياجات أساسية للأطفال بل هي حقوق أصيلة من حقوق الإنسان، واتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل هي الصك الأساسي لحماية هذه الحقوق إذ تجسد هذه الاتفاقية الاجماع العالمي بشأن المعايير التي تضمن الرفاه الشامل لجميع الأطفال والناشئة".
وتستمر فعاليات المؤتمر على مدى يومين في رحاب مبنى كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة الشارقة ويشارك فيه أكثر من 40 عالما من أبرز الأطباء والخبراء والمختصين المحليين والعرب، حيث يناقشون خلال جلساته التي تزيد عن 14 جلسة عددا كبيرا وهاما من القضايا ذات العلاقة الوثيقة بصحة الأطفال والمراهقين، وتداعياتها المختلفة على الأسرة والمجتمع.

Search form