كيف خطط محمد العبار للهيمنة على التجارة الرقمية في العالم العربي؟

الثلاثاء 15 نوفمبر 2016
محمد العبار، رئيس مجلس إدارة إعمار والذي يقود مشروع "نون" يتوسط الرئيس التنفيذي فضيل بن تركية (يمين) وراشد العبار مدير العبار انتربرايز (يسار)

دبي – محمد بيضا: تابعت وسائل الاعلام المحلية والدولية يوم الاحد الماضي وشركات التجارة الالكترونية الإقليمية بحذر إعلان محمد العبار رئيس مجلس إدارة شركة إعمار العقارية، عن مشروعه الاحدث في قطاع التسوق الالكتروني. وكان السؤال الملح في ذهن الجميع هو: ما الجديد الذي سيأتي به العبار في لعبة التجارة الالكترونية؟ وما شأن رجل عقارات مخضرم بهذه اللعبة الرقمية المعقدة والشائكة؟ ولماذا يضع رجل يبلغ الستين عاماً كل ثقله في مغامرة شبابية من هذا النوع أصلاً؟

10 أسرار لبناء أكبر منصة تسوق الكتروني في المنطقة

ليس مستغرباً أن يتخذ محمد العبار خطوة جريئة ومحسوبة تتقاطع مع حقيقة أن إيرادات الأشهر التسعة الأولى من 2016 التي بلغت قيمتها (3.023 مليار دولار)، قد شكلت الإيرادات المستمرة من أعمال الشركة في قطاعات مراكز التسوق وتجارة التجزئة والضيافة والترفيه (1.165 مليار دولار) أي ما يعادل 39% من إجمالي الإيرادات. أي أن النمو الحقيقي لإعمار لم يعد يتأتى من تطوير المزيد من المشاريع العقارية في ظل تراجع الطلب والأزمة الاقتصادية الدولية الممتدة منذ 2008 إلى الآن.

الامر الاخر الذي لا يقل أهمية عن سابقه أن العبار يدرك جيداً أن سوق التجارة الالكترونية الموجود حالياً في الامارات والمنطقة يعاني من شح في التمويل والاستثمارات، لأن عقلية المستثمرين العرب تميل إلى الاستثمارات المحسوسة مثل العقار والذهب والنفط وغيرها من السلع. ولهذا لم يتجاوز حجم التمويل لـ 54 مشروعاً جديداً في المنطقة مبلغ 750 مليون دولار بين 2013 و2015.

ويبدو أن العبار يريد استنساخ تجاربه السابقة في بناء أطول برج في العالم، لبناء أكبر سوق الكترونية في المنطقة على غرار أمازون، مع مراعاة أن المنافسة في هذا القطاع الافتراضي الخالي من الاسمنت والزجاج يحتاج إلى نوع آخر من الخبراء والمهندسين الرقميين على غرار الرئيس التنفيذي لشركة «نون» فضيل بن تركية، الذي يمتلك خبرات تراكمية واسعة في هذا القطاع، وهو ما جعل العبار يرد بثقة عند سؤاله عن نيته اكتساح المنافسين الموجودين في السوق قائلاً: سنغير موازين اللعبة بل سنقلب سوق التجارة الالكترونية رأساً على عقب!

لكن العبار ترك كعادته الباب الخلفي مفتوحاً أمام منافسيه المرتقبين، حين قال إن موقع نون يسمح لكافة تجار التجزئة التقليدين والافتراضيين عبر منصته المتطورة بالعمل، معطياً منافسيه أملاً بعدم الانهيار ربما.

ولكن كيف سيهيمن العبار على قطاع التجارة الالكترونية الإقليمي، خاصة مع وجود منافس يتمتع بباع طويل ألا وهو موقع سوق. كوم ؟

 يمكن تلخيص الجواب بالمحاور التالية:

أولاً: محفظة هائلة من المنتجات تصل إلى 20 مليون منتج، أي ما يفوق أي منافس في المنطقة بمعدل 10 أضعاف.

ثانياً: ضخامة الإمكانات المالية بفضل رأس مال يصل إلى مليار دولار وقد يكون الأكبر على الإطلاق في المنطقة مقارنة مع أي مشروع رقمي آخر، إذ قال العبار: "الحجم والقدرة من العناصر الرئيسية التي تسهم في نجاح الشركات في قطاع التجارة الإلكترونية".

ثالثاً: الشراكة الاستراتيجية، فالعبار يجيد اللعب مع الكبار، وقد نجح بالفعل باستقطاب صندوق الاستثمارات العامة السعودي، وهو صندوق سيادي، أي أن العبار يشترك في المشروع الجديد مع الحكومة السعودية، مما يضمن له اكتساح أسواق المملكة بكل سهولة.

رابعاً: التركيز على كفاءة الخدمات وخدمة المستهلك، حيث قال العبار خلال الإعلان عن "نون": مهمتنا أن نزود المستخدم بتجربة مميزة على الدوام وفي كل مرة، فخدمة النقل الخاصة بنا ستوفر أسرع خدمة توصيل والأكثر كفاءةً إلى باب المستهلك في الشرق الأوسط. وخدماتنا لما بعد البيع ستفوق كل ما عرفته المنطقة في هذا المجال حتى اليوم".

خامساً: فريق عمل شاب ومتنوع يضمن أفضل الكفاءات والخبرات من المنطقة والعالم بحسب العبار الذي قال:"أؤمن بأن نجاح أي منصة للتجارة الإلكترونية يتوقف على امتلاك الخبرات التي تتناسب تماماً مع هذا المجال. ويمتاز فريق إدارة هذا المشروع بكونهم خبراءٌ في قطاع التجارة الإلكترونية، يتمتعون بالحيوية والتفكير المستقبلي ويسعون لتحقيق نقلة نوعية ضمن هذا المجال".

سادساً: التعلم من تجارب المنافسين في المنطقة وخاصة فيما يتعلق بالعمليات اللوجستية وخدمة العملاء، حيث سيبدأ العبار من حيث انتهى إليه الآخرون فضلاً عن التعلم من التجارب العالمية كموقع أمازون خاصة بعد اجتماع العبار مع جيف بيزوس في دبي.

سابعاً:  طرح المشروع للاكتتاب، اذ قال محمد العبار إن طرح موقع "نون. كوم" للاكتتاب العام سيكون ليس قبل 5 أو 7 سنوات، مؤكدا أنه في حال طرحها، سيتم إدراجها في السوق السعودية.

ثامناً: الاستفادة من موقع دبي اللوجستي، اذ قال إن المشروع سيمتلك مخزنا عملاقا بحجم 60 ملعب كرة قدم في مدينة دبي، فيما ستكون مراكز التوزيع في مدينتي الرياض وجدة السعوديتين.

تاسعاً: مصر هي الهدف، اذ يعتزم العبار التوسع من الامارات والسعودية الى أكبر سوق استهلاكي بتعداد 90 مليون نسمة وهي مصر، في نهاية 2017 ومطلع 2018.

عاشراً: خبرات "أمازون. كوم" عند الطلب، فقد زار جيف بيزوس مؤسس موقع "أمازون" كلاً من الامارات والسعودية، وتحديداً دبي مول بصحبة العبار، ليتعرف عن كثب على الشروط الموضوعية لنجاح المغامرة.

Search form