الشعب الاوزبكي يختار رئيسه اليوم بعد استعدادات ماراثونية للانتخابات

الأحد 04 ديسمبر 2016

طشقند ـــ محمد بيضا : أكد د. عليشير شيخوف، رئيس غرفة التجارة والصناعة في جمهورية أوزبكستان، أن مشروع درب الحرير الجديد الذي تبنته دول وسط آسيا، بدأ فعلياً من خلال التعاون الوثيق بين حكومتي جمهورية الصين الشعبية وأوزبكستان ودول أخرى، وأنه تم فعلياً تدشين الخط الأول للسكك الحديد الذي يربط بين طشقند وآندجان بلغ اجمالي كلفته 200 مليون دولار، مولت الصين جزءا كبيراً منه، وأن هناك مشروع طريق عابر لأوزبكستان سيخترقها من الشمال إلى الجنوب تصل كلفته مليار دولار، ويتوقع أن يتم إنجازه مطلع العام 2020. ومن ثم سيتم بناء الطرق الفرعية منه التي ستربطه مع كافة المدن والقرى الرئيسية في الدولة. متوقعا ان يتم بعد ذلك ربط خطوط السكك الحديد والطرق العابرة بالصين ودول أخرى في قلب آسيا وهو ما سيشكل نواة حقيقة لتنفيذ خطة درب الحرير الجديد حتى 2030.

جاء ذلك على هامش جلسة حوار اقتصادية عقدت اليوم في فندق انتركونتننتال بالعاصمة الأوزبكية طشقند بالتزامن مع انطلاق الانتخابات الرئاسية في الجمهورية اليوم، حيث شاركت مينا هيرالد بصفتها مراقباً إعلامياً رسمياً من القطاع الخاص لسير العملية الانتخابية في أوزبكستان على مدار أسبوع كامل.

أوزبكستان تضخ 1.2 مليار دولار في "درب الحرير الجديد" حتى 2020

وشارك في الجلسة كل من راشد تشولاغوف رئيس الاتحاد العام للتنمية والتطوير في أذربيجان، وان بين، مدير عام هايواي تك إنفيست في طشقند، سين كوان تشن، مدير عام التاريخ والجغرافي الإقليمي في الصين، كينون لان، من الولايات المتحدة الأميركية.

من جانبه قال عليشير شيخوف: لقد استطعنا الحفاظ على وحدة وسلامة بلادنا، واذا نظرنا الى موقعنا الاستراتيجي في قلب وسط اسيا سنرى اننا كنا نقطة لقاء بين الشرق والغرب والإسلام ودرب الحرير، ونحن عازمون على المضي قدماً في مسيرة التنمية والبناء، وها نحن اليوم نتقدم خطوة جديدة نحو تجسيد الحياة الديمقراطية بإجراء انتخابات رئاسية يتنافس فيها 4 مرشحون من أربعة أحزاب مختلفة في البلاد، ونشهد إقبالاً كبيراً من قبل مواطني الدولة من مختلف الفئات العمرية.

يشار إلى أن مينا هيرالد قامت منذ يوم الأربعاء بزيارات ميدانية الى مقرات الانتخابات في 3 ولايات كبيرة هي طشقند وسمرقند وخوارزم، واطلعت على تفاصيل الاستعدادات التقنية والفنية خلال تلك الزيارات وسجلت ملاحظاتها الإيجابية سواء من حيث تنظيم تلك المقرات المنتشرة في مدارس وكليات ومستشفيات ومرافق أخرى على امتداد الدولة، وسرعة تنفيذ تلك الحملة التي انطلقت أوائل سبتمبر 2016 في سباق مع الزمن لإنجازها في الموعد المحدد وهو الرابع من ديسمبر 2016.

وعلق بابور علي خان، الإعلامي المدير للجلسة الحوارية على تطورات العملية السياسية في أوزبكستان قائلاً: إنه يوم احتفال ديمقراطي في البلاد، وقد زرنا مختلف المراكز الانتخابية ورأينا كيف عمل الشعب الاوزبكي بكل جد ونشاط لإنجاز هذا الحدث التاريخي المميز في زمن قياسي جداً. ونحن نستفيد من هذه الفرصة لنناقش مستقبل التحول الاقتصادي في هذه الدولة ودول وسط آسيا التي لطالما ربطت شرق العالم بغربه، عبر التجارة والصناعة والثقافة والفن ومختلف السبل الحضارية.

مينا هيرالد عضواً إعلامياً مراقباً في الانتخابات الرئاسية الأوزبكية

من جانبه فقال سين كوان تشن، مدير عام أكاديمية التاريخ والجغرافيا الإقليمية الصيني ورئيس الشؤون الخارجية في جمهورية الصين لقلب اسيا الوسطى، إن هذه المنطقة الاستراتيجية تشهد تحولات كبيرة على أكثر من صعيد، وأن روح التعاون بين دولها سيكون له تأثير كبير على مستقبل الأجيال المقبلة، سواء عبر تبني مشروع درب الحرير الجديد أم غيرها من المشاريع التنموية الأخرى.

ولفت خوان رامون رئيس مركز الصناعات الاسباني، بدوره إلى أن أهمية درب الحرير الجديد لا تكمن فقط في الجانب الاقتصادي والمردود المباشر الذي ستخلفه حركة التجارة الإقليمية والدولية له، بل ستمتد تلك التأثيرات الى مستويات أخرى أكثر عمقاً وأهمية في مراحل لاحقة.

موضحاً أن درب الحرير الذي امتد من الصين الى اسبانيا في أزمنة سابقة، ووصل الشرق القديم بالغرب هو أكبر من مجرد درب تجاري بل شكل جسراً حضارياً وثقافياً، مستشهداً بمقولة تيمور لينك حين طالب الصين بتبادل السفراء والتأسيس لعلاقات تجارية قوية بين البلدين، في إشارة إلى حنكته السياسية وبعد نظرته الاقتصادية معاً.

وعاد شيخوف معلقاً على التجربة الديمقراطية في أوزبكستان بالقول: لقد لعب درب الحرير دوراً مهماً في نهضة دول المنطقة هنا، ولعله من المفيد الاستشهاد بمقولة أحد البحّاثة البريطانيين الذي قال قبل أيام لنا إن درب الديمقراطية يشبه درب الحرير، وأنتم أعرف بدروبكم، ولا يزعجني القول أن بريطانيا استغرقت 700 سنة لتأسيس نظام ديمقراطي فيها، بينما أوزبكستان نجحت في تحقيق تلك النقلة النوعية في أقل من 25 سنة.

إلى ذلك أكد المشاركون في الجلسة الحوارية الخاصة بدرب الحرير الجديد على أن كل عناصر النجاح موجودة لانجاح هذا المشروع الطموح.

فيما قال وان بين، مدير عام هايواي تك إنفيست في طشقند إن مقترح تفعيل درب الحرير من الصين إلى دول وسط آسيا ليس جديدا على جمهورية الصين الشعبية، وهي اليوم بلغت اقصى حدود التعاون مع دول هذه المنطقة، فالصين تستعد لبناء خط سكك الحديد لربط الصين بدول وسط آسيا، وتعمل جنباً إلى جنب مع أوزبكستان لإعادة درب الحرير إلى سابق عهده كما في العصور القديمة، وأن درب الحرير الجديد لن يكون ذا معنى إذا لم يعبر من خلال مدن عريقة وشهيرة مثل طشقند وبخارى وخيوا.

وقال وان: هناك من يطرح تساؤلات عن ماهية المخاطر من بناء مشروع عملاق مثل هذا، هناك تحديات كثيرة في منطقة محاطة بالعديد من العنف والتطرف، لهذا نحن نفهم هذه المخاطر ونقدرها ويجب تقدير حجمها الحقيقي دون مبالغة أو خوف أيضاً، وعلى المستوى الدولي هناك تعاون لوضع حد للتطرف، ودول وسط اسيا لديها خبرة في التعامل مع هذه المخاطر. ولهذا فنحن نرى ان المتطرفين ليس لديهم أي امتدادات ثقافية او عرقية في هذه المجتمعات.

وأكد المشاركون خلال ردودهم على الأسئلة الصحفية، أن هناك عنف في أفغانستان وفي العراق وسوريا، وأن على اسيا الوسطى أن تحمي نفسها جيداً لتسطيع المضي قدماً في مسيرة التنمية. مؤكدين أن حفظ الامن في هذه الدول ليس فقط أولوية وطنية فيها بل ومصلحة إقليمية أيضاً.

مشيرين إلى أن حكومات هذه الدول لا تربط بين رسالة الإسلام الحنيف القائمة على السلام والتسامح والاخوة بين شعوب الأرض وبين التطرف والتعصب الاعمى الذي يتخفى خلف شعارات إسلامية ويغير من لونه وأسمائه من قبل هذه الجماعات التي ستنتهي قريبا ولن تعمر طويلا.

Search form