هانيويل تتوقع تسليم 8,600 طائرة تجارية جديدة بقيمة 255 مليار دولار حتى عام 2026

الثلاثاء 06 ديسمبر 2016

دبي - مينا هيرالد: يواصل قطاع الطيران التجاري مواجهة وتيرةٍ بطيئة من طلبات الشراء على المدى القريب، نتيجةً للبيئة الاقتصادية بطيئة النمو في العديد من الأسواق العالمية، إلى جانب العديد من ظروف القلقلة السياسية، وذلك وفق التقارير السنوية الـ 25 لتوقعات قطاع الطيران التجاري العالمي التي أصدرتها اليوم شركة ’هانيويل‘ (المدرجة في بورصة نيويورك تحت الرمز: HON). حيث تشير التوقعات إلى وصول عدد الطائرات التجارية الجديدة التي سيتم تسليمها بين عامي 2016 و2026 إلى 8,600 طائرة بقيمة 255 مليار دولار أمريكي، ما يعني انخفاض بنسبة 6-7% مقارنةً بالقيمة التي أشارت إليها توقعات عام 2015.
وفي هذا الصدد، بيّن براين سيل، رئيس الطيران التجاري لدى ’هانيويل ايروسبيس‘: "لا نزال نواجه توقعات نمو اقتصادي بطيء نسبياً في العديد من أسواق الطائرات التجارية الناضجة. وفي حين تشهد الاقتصادات المتقدمة تحسناً محلوظاً بصورةٍ عامة، تبقى المخاوف الأساسية متمثلةً بالطلب على السلع الأساسية وأسعار صرف العملات الأجنبية وتقلبات الأوضاع السياسية القائمة. وتواصل هذه العوامل تأثيرها على عمليات الشراء على المدى القريب، ولكن تشير ردود الدراسة الاستقصائية لهذا العام إلى وجود اهتمامٍ متزايد في اقتناء طائراتٍ جديدة على المدى المتوسط، خصيصاً في الفترة الممتدة بين عامي 2018 و2019. وفي الوقت الحالي، أشار المشغلون المشاركون في الدراسة الاستقصائية لهذا العام إلى وجود خططٍ لزيادة استخدام الطائرات الحالية بشكلٍ متوسط خلال الأشهر الـ 12 المقبلة، بصورةٍ توفر زخماً مرحباً به لنشاط خدمات بعد البيع الذي حافظ على مستوى ثابت في الآونة الأخيرة".
وتشتمل النتائج الرئيسية العالمية لتوقعات ’هانيويل‘ لعام 2016 على النقاط التالية:
تسليم حوالي 650 إلى 675 طائرة جديدة في عام 2016، مع انخفاض بنسبة منخفضة إلى متوسطة لا تتجاوز الـ10% مقارنةً بالعام السابق. ويأتي تراجع نسبة التسليمات المتوقعة في عام 2016 في أعقاب الزيادة الطفيفة في التسليمات عام 2015، كما يلعب انخفاض معدلات الطلب على النماذج الناضجة دوراً كبيراً في تراجع هذه النسبة، وذلك إلى جانب الاستقرار في أسلوب الاستخدام الجزئي لتسليمات الطائرات.
توقعات بانخفاض معدّل التسليمات في عام 2017 بشكلٍ طفيف، ما يعكس التحول إلى نماذج جديدة من المقرر إدخالها في الخدمة في أواخر عامي 2017 و2018.
يعتزم المشغلون إجراء عمليات شراء طائرات جديدة بنسبة تعادل 27% تقريباً من أساطيلهم على مدى السنوات الخمس المقبلة كبدائل أو إضافات لأسطولهم الحالي، وهو ما يمثل زيادة مشجعة ولكنها ضعيفة نسبياً بالنسبة لعامل الوقت.
توقعات بتنفيذ 21% من إجمالي خطط شراء الطائرات التجارية الجديدة بحلول نهاية عام 2017، في حين تنخفض هذه النسبة إلى 18% خلال عامي 2018 و2019 على التوالي.
يواصل المشغلون تركيزهم على الطرز ذات المقصورات الواسعة، التي يترواح حجمها من المتوسطة الكبر إلى الكبيرة وطائرات الركاب التجارية، والتي من المتوقع أن تشكل أكثر من 85% من إجمالي الإنفاق على الطائرات التجارية الجديدة على مدى السنوات الخمس المقبلة.
تشير التوقعات على المدى الطويل وصولاً إلى عام 2026 إلى معدّل نمو سنوي بنسبة 3-4% على الرغم من التوقعات المنخفضة على المدى القريب، حيث تسهم النماذج الجديدة والأداء الاقتصادي المتطور في نمو القطاع.
تقابل أرباح خطط الشراء الخمسية للمشغلين توقعات المدى الطويل وفق التغيرات المرتبطة بموعد البرنامج الجديد للشراء وتوقعات تباطؤ النمو الاقتصادي والتقلبات في الأوضاع السياسية، مما يسفر عن توقعات بانخفاض إجمالي الأرباح نسبياً.
نظرة عامة على المناطق
البرازيل وروسيا والهند والصين (دول البريك): قادت التحسنات المستمرة التي تشهدها خطط الشراء الصينية والروسية مقارنةً بالعام الماضي، إلى جانب المكاسب الطفيفة التي أظهرتها توقعات الدراسة الاستقصائية في البرازيل إلى تحسن نتائج التوقعات الإجمالية في دول البريك.
استعادت خطط الشراء في قطاع الطيران التجاري ضمن مجموعة دول البريك عافيتها من الانخفاض الذي سجلته في عام 2015، لتتخطى قليلاً معدل 32% في الدراسة الاستطلاعية لهذا العام. حيث نهضت هذه النتائج بمجموعة دول البريك لتصل إلى معدّل يتجاوز المعدل العالمي لخطط الشراء. ومن شأن هذه الخطط أن تنهض بالمستوى المنخفض الذي سجلته المنطقة لعدة سنوات.
تستمر البرازيل بالحفاظ على مكانتها الرائدة بين دول البريك عبر تسجيل أقوى معدل لخطط شراء الطائرات الجديدة بين كبرى أسواق الطائرات وفقاً للدراسة الاستقصائية، وذلك على الرغم من الارتفاع الطفيف في المعدل الإجمالي لخطط الشراء مقارنةً بالعام السابق.
سجل إجمالي معدّل الطلب على المدى القريب لدول البريك تغيراً في وقتٍ لاحق مقارنةً بالتوقعات الخاصة بهذه الفترة من العام، مع نسبة 38% من عمليات شراء الطائرات الجديدة من المقرّر إجراؤها على مدى العامين المقبلين.
آسيا والمحيط الهادئ: على الرغم من التوترات الإقليمية المستمرة ومبادرات التقشّف الحكومية، يبدي المشغلون حماساً آخذاً بالتحسن.
كشف المشغلون في منطقة آسيا والمحيط الهادئ عن خطط لشراء طائراتٍ جديدة بنسبة 28% من أسطولهم على مدى السنوات الخمس المقبلة، ما يشكّل تقريباً ضعف المستويات المسجلة في عام 2015، وهو ما يعكس الآفاق الواعدة التي تحملها السوق الصينية.
بناءً على تحسن مستوى خطط الشراء، يمكن أن تصل حصة منطقة آسيا والمحيط الهادئ من إجمالي الطلب العالمي على الطائرات الجديدة إلى 6% على مدى السنوات الخمس المقبلة.
يخطط 33% فقط من المشاركين في الاستطلاع ضمن منطقة آسيا لإجراء عمليات شراء جديدة خلال العامين الأولين من السنوات الخمس.
الشرق الأوسط وأفريقيا: كشفت دراسات حول المنطقة عن خطط شراء محسنة، وهو أمرٌ غير متوقع بالنظر إلى الاضطراب السياسي الكبير والنزاع الدائر في المنطقة، بالتزامن مع التحسن البسيط في أسعار النفط.
انتعشت حصة الطلب العالمي المتوقع على مدى السنوات الخمس المقبلة في الشرق الأوسط وأفريقيا لتعود وتصل إلى أدنى من معدلاتها التاريخية بقليل بنسبة 4-7% هذا العام.
كشف 21% من المشاركين في الاستطلاع في الشرق الأوسط وأفريقيا أنهم بصدد استبدال أو تعزيز أساطيلهم بطائرات جديدة، وهو ما يمثل ارتفاعاً في معدل الشراء بنسبة 16% بالمقارنة مع العام الماضي، ولكنه يبقى أقل من المتوسط الإجمالي العالمي. كما لوحظت قوة شرائية كبيرة في الدول المنتجة للنفط وجنوب أفريقيا.
يتطلع المشغلون الذين شملهم الاستطلاع إلى ما هو أبعد من المخاوف الإقليمية الحالية، حيث يقوم المشترون المحتملون في المنطقة بوضع جدولٍ زمني أسرع لإجراء عمليات الشراء في إطار السنوات الخمس المقبلة بالمقارنة مع العام الماضي، مع التخطيط لإجراء 49% من عمليات الشراء قبل عام 2019. وتظهر نتائج الدراسة الاستقصائية تحسناً ملفتاً بالنظر إلى طبيعة القضايا المستعصية التي تواجه المنطقة.
أمريكا اللاتينية: تراجعت نتائج المنطقة في عام 2016 بالتزامن مع المتوسط العالمي، ولكن لا تزال خطط الاستحواذ أكثر زخماً مقارنةً بالمتوسط العالمي. ويعوض الارتفاع الطفيف في خطط الشراء البرازيلية الانخفاض الذي تشهده البلدان الأخرى بشكلٍ جزئي.
من المتوقع أن يقوم ما يقارب 27 % من المشاركين في الاستطلاع في أمريكا اللاتينية باستبدال أو تعزيز أساطيلهم بطائرات جديدة، وهو ما يمثل انخفاض بمقدار 2 إلى 3 نقاط بالمقارنة مع استطلاع العام الماضي. وقامت بعض الأسواق التقليدية الكبرى في المنطقة بتخفيض مستويات خطط الشراء هذا العام، لا سيما في الأسواق ذات الصلة الوثيقة بأسواق السلع الأساسية. بينما ساهمت المرونة والقدرة على التّكيف لقاعدة المشغلين البرازيلية بتعويض حالة الركود في أماكن أخرى من المنطقة
من المتوقع إجراء 47-48% من خطط الشراء في هذه المنطقة بين عامي 2016 و2018، وهذا ما يشير إلى وجود بعض التأجيل المحتمل لعمليات الشراء المقترحة في العام الماضي خلال الفترة الممتدة بين عامي 2015 و2017، والتي جرت في بدايتها نسبة مساوية تقريباً من عمليات الشراء.
وفقاً لمستويات خطط الشراء الحالية، انخفضت حصة أمريكا اللاتينية البالغة 12% من إجمالي الطلب المتوقع عدة نقاط مقارنةً مع العام الفائت.
أمريكا الشمالية: تعتبر خطط شراء الطائرات الجديدة في أميركا الشمالية مسألةً بالغة الأهمية نظراً لحجم المنطقة والظروف غير المستقرة التي تشهدها مناطق أخرى حول العالم.
يأتي حوالي 65% من الطلب المتوقع من المشغلين في أميركا الشمالية، وهي نسبة أعلى بمقدار 4 نقاط بالمقارنة مع استطلاع عام 2015
ارتفعت مستويات خطط شراء طائرات جديدة بمقدار 5 نقاط في أمريكا الشمالية، التي تعد أكبر أسواق القطاع، وساهم هذا الارتفاع في تعزيز مستوى المعدل العالمي لخطط الشراء ليصل إلى 27%.
تتوافق مستويات خطط الشراء الحالية اليوم مع معدلات الفترة الممتدة بين عامي 2008 و2012. وعلى الرغم من وصول معدل خطط الشراء لأدنى بقليل من المتوسط العالمي الإجمالي، شهدت قاعدة المشغلين والأساطيل في المنطقة توسعاً ملحوظاً ساهم في دعم مستويات الطلب وتعزيزها.
أوروبا: على الرغم من استمرار معاناة المشغلين في أوروبا من ركود النمو وارتفاع حدة التوترات السياسية والآثار غير الواضحة عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إلى جانب تفاقم مسألة اللاجئين والمهاجرين وانخفاض قيمة العملات، إلا أن خطط شراء طائرات جديدة في أوروبا قد شهدت تحسناً حقيقياً.
تحسنت توقعات الشراء الأوروبية هذا العام لتصل إلى 30%، وتتماشى بذلك مع المعدلات التي تشهدها المنطقة منذ عام 2009.
على الرغم من تحسن معدلات خطط شراء الطائرات الجديدة، بقيت حصة أوروبا من الطلب العالمي المتوقع على مدى السنوات الخمس المقبلة عند نسبة 14% في استطلاع عام 2016. ويعزى سبب هذه النتيجة بقدرٍ كبير إلى عدم توسع الأسطول الأوروبي خلال السنوات الأخيرة. حيث شهدت المنطقة انتقال العديد من الطائرات إلى مناطق أخرى، مما أدى إلى انخفاض طفيف في الأسطول النشط بالرغم من إجراء عمليات تسليم طائرات جديدة.
تشير مقارنة مواعيد خطط عمليات الشراء الأوروبية إلى تفاوت نسب الطلب على مدى السنوات الثلاث المقبلة في إطار الخطة الخمسية، مع تخصيص حوالي 26% لعام 2017، يليها تراجع حاد إلى 15% في عامي 2018 و2019. مما يشير إلى اتباع نهج حذر في تحديد مواعيد الاستبدال لعملية توسيع الأساطيل باقتناء طائرات الجديدة.
الطائرات المستعملة وأنشطة الطيران
فيما يتعلق بالطائرات المستعملة وأنشطة الطيران، فإنّ أنشطة الطيران لم تستعيد زخمها على مدار العام الماضي، لكن من ناحية إيجابية، فقد كشف المشغلون المشاركون في استطلاع عام 2016 عن خططهم لزيادة استخدام الطائرات في الأشهر الـ 12 المقبلة إلى حدٍّ مقبول. أما بالنسبة لنشاط سوق الطائرات المستعملة:
أشارت الدراسة إلى أن حوالي 10% من أسطول الطائرات الحالي معروض لإعادة البيع، وهو ما يمثل معدلاً منخفضاً بالمقارنة مع النسبة المرتفعة التي وصلت إلى 16% في عام 2009. ولا تزال المستويات الحالية طبيعية في ضوء الظروف التي مرّت خلال العقد المنصرم؛ لكن تسجل مستويات المخزون العامة ارتفاعاً ملحوظاً، كما تستمرّ أسعار الطلب بالانخفاض في ذات الوقت.
في عام 2016، ارتفع العدد الإجمالي لطائرات النماذج الحديثة (التي لا يتجاوز عمرها 10 سنوات) المعروضة لإعادة البيع بشكل كبير ليصل إلى حوالي 675 طائرة، باستثناء الطائرات الشخصية وطائرات الركاب التجارية. كما ارتفعت نسبة الطائرات الحديثة المعروضة للبيع بما يتناسب مع مستويات القوائم الإجمالية.
قام المشغلون المشاركون في الاستطلاع بتخفيض معدل خطط شراء الطائرات المستعملة على مدى السنوات الخمس المقبلة بحوالي 8 نقاط ، بما يعادل 24% من أساطيلهم. وشمل تراجع خطط شراء الطائرات المستعملة كافة المناطق. حيث ينسجم هذا التراجع بشكل واضح مع توسع مخزون الطائرات المستعملة المعروضة ومع الضغوط المستمرة على أسعار الطائرات المستعملة.
أشارت الدراسة إلى إمكانية قيام الخطط الضعيفة لشراء الطائرات المستعملة بإبطاء وتيرة الترقيات والتحديثات في الطائرات.
التأثير على القرارات التجارية:
تعكس التوقعات السنوية المخاوف الموضوعية للمشغلين، لكنها أيضاً تحدد التوجهات طويلة الأمد التي تعتمدها ’هانيويل‘ في عملية اتخاذ القرارات المتعلقة بمنتجاتها الخاصة. وقد ساهمت الدراسة الاستطلاعية في تحديد الفرص المتاحة للاستثمار في مجال ترقية فعالية الرحلات الجويلة وعروض الدفع الموسعة ومنتجات السلامة المبتكرة والخدمات والترقيات وتعزيز عروض الاتصال في الطائرات. كما تسهم في بناء استراتيجية الأعمال المستهدفة لشركة ’هانيويل‘ وتساعد بتحقيق مكانة هامة للشركة على المنصات ذات القيمة العالية في القطاعات المتنامية.
منهجية الدراسة
تستند منهجية دراسة توقعات ’هانيويل‘ على مصادر متعددة تشمل ولا تقتصر على تحليلات الاقتصاد الكلي، وخطط الإنتاج والتطوير الأصلية للشركات المصنعة للمعدات المشتركة مع الشركة والمشاورات مع خبراء قطاع الطيران. كما تستفيد ’هانيويل‘ من المعلومات التي تم جمعها من المقابلات التي أجريت خلال دورة التوقعات مع أكثر من 1,500 من مشغلي الطائرات التجارية غير الجزئية حول العالم. وتضم عينة المشاركين في الدراسة الاستطلاعية ممثلين عن كافة جوانب القطاع من حيث المناطق الجغرافية وعمليات التشغيل وبنية الأسطول. ويوفر هذا النهج الشامل لشركة ’هانيويل‘ نظرة معمقة فريدة حول آراء وتفضيلات ومخاوف المشغلين، ويقدم إضاءات هامة على احتياجات وفرص تطوير المنتجات.

أخبار مرتبطة