الابتكار والرقمنة تدفعان الموجة القادمة من النمو الاقتصادي

الأربعاء 07 ديسمبر 2016

الدوحة - مينا هيرالد: خَلُص خبراء محليون وعالميون تحدثوا في مؤتمر يورموني قطر 2016 إلى أن تدفق البيانات في العالم أصبح يضاهي في أهميته التطور الاقتصادي أهمية تدفق النفط والبضائع والخدمات بين الدول.

وبالنسبة للدول والشركات التي تتطلع للنمو في العصر الرقمي، فإن تحقيق ذلك سيعتمد على عدد من العوامل المهمة للنجاح في ذلك، مثل الفهم العميق لسلوك وتصرفات العملاء، ووجود سياسات أمن حيوية وقابلة للتطويع، واستراتيجيات متكاملة لربط نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة مع تطور التكنولوجيا.

وقد حضر مؤتمر يورموني قطر 2016 أكثر من 600 من كبار المتخصصين في الشؤون المالية وقادة القطاع المصرفي، وشهد اليوم الثاني من المؤتمر اهتمام كبير من قبل المشاركين في المناقشات التي دارت والتي وجهت الأنظار إلى دور التكنولوجيا والابتكار والإجراءات المتبعة لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة.

ومن الواضح أن قطر تحقق تقدماً كبيراً في هذا المجال. ففي مقابلة رئيسية أشار خالد الهاشمي، وكيل الوزارة المساعد لقطاع الأمن السيبراني بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا بدولة قطر (كيوسيرت)، إلى العمل الذي تقوم به الوزارة لضمان مواصلة قطر الاستفادة من أعلى مستويات أمن المعلومات.

وقال الهاشمي: "تشهد التهديدات المرتبطة بأمن المعلومات نمواً مع مستوى التحول إلى التعاملات الرقمية في المجتمع. فقد أصبحنا نرى الآن أن الشركات تواجه مستوى أعلى من المخاطر في سلاسل التوريد، مع رغبة الشركات في إحالة المزيد من العمليات والإجراءات إلى متعاقدين ونقل المزيد منها إلى السحابة. تعمل كيوسيرت بالاشتراك مع هيئات محلية ودولية لتبادل المعلومات حول المخاطر الإلكترونية وتأمين أعلى مستويات الأمن في قطر."

وسلط الهاشمي الضوء أيضاً على أهمية التدريب والتعليم، وأوضح بشكل تفصيلي ما تقوم به كيوسيرت في مجال "تدريب المدربين" في القطاع الخاص، وتأهيل كادر متخصص بأمن المعلومات في الشركات الصغيرة والناشئة، وذلك لإيجاد إطار قوي للأمن السيبراني، مما سيمكن الشركات من تحويل أصولها إلى أصول رقمية بشكل آمن.

وقد تم الإشارة إلى ما تقوم به كيوسيرت في أحد الحلقات النقاشية حول "التحول الرقمي في دولة قطر" باعتباره أحد العوامل المهمة المشجعة على الاستقرار، وتناولت الحلقة أولويات قطر الاستراتيجية أثناء عمليات التحول الرقمي.

وشاركت في الحلقة النقاشية سارة الخليفي، وهي مهندسة الكمبيوتر وأخصائية الاستقرار المالي والأمن السيبراني في مصرف قطر المركزي، إذ قالت: " ما زالت قطر تطور إمكاناتها الرقمية وتبذل جهوداً كبيرة للترويج للبرامج التي تمكن مواطنوها من الوصول إلى الخدمات، وتحقيق تطلعاتهم من خلال القنوات الرقمية."

أما لورنس ليدن، المدير العام للخدمات المالية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في شركة إس إيه بي SAP فقد تحدث عن وجهة نظر دولية عن الفرص التي تتيحها الرقمنة. وقال: "تعمل الرقمنة على وضع القوة والنفوذ في يد العملاء، مما يمكّنهم من تنفيذ العمليات والإجراءات والوصول إلى الخدمات التي يرغبون في الحصول عليها رقمياً. ويتطلب ذلك من الشركات والمؤسسات أن تعيد التفكير في أنظمتها وبناء أسلوب حيادي حول تصرفات وسلوكيات العملاء."

وأيد متحدثون من فودافون قطر، ومن بايفورت قطر ما جاء في التعليقات السابقة، كما ألقوا الضوء على الفرص الكبيرة التي توفرها الرقمنة للشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فكلما تحول مزيد من الأنشطة والتصرفات إلى أنشطة رقمية، تغيرت نظرة الناس إلى التسوق والتفاعل واستخدام المصادر التعليمية إلى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وأجهزتهم الجوالة.

وتوفر استراتيجية قطر المتكاملة للنمو في هذه الناحية ميزات تنافسية كثيرة لدولة قر، حسبما قال بعض المتحدثين.

ففي الجلسة الختامية في اليوم الثاني من مؤتمر يوروموني قطر 2016، التقى عدد من القادة ونجوم الأعمال الصاعدون، لبحث البيئة النامية للشركات الصغيرة والمتوسطة في قطر، ونجاح دولة قطر في رعاية الابتكار على كافة الصعد والمستويات.

وقدم السيد خالد عبدالله المانع المدير التنفيذي للمشاريع ببنك قطر للتنمية، عرضاً تاريخياً حول أحدث المستجدات في قطر. وقال: "تتميز قطر بوجود احتياطيات كبيرة من الهيدروكربونات، أما الآن فإننا نوجه اهتمامنا إلى مسألة التنويع الاقتصادي وذلك لضمان استمرار نمو مستدام حتى ما بعد فترة النفط والغاز. فخلال السنوات الخمس الماضية، رأيت ذات الاهتمام موجهاً لتطوير قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة وقطاع الشركات الناشئة، بذات النهج الذي اتبعته دولتنا لتطوير قطاع الغاز المسال."

وأيدت عائشة المضاحكة، الرئيس التنفيذي لحاضنة قطر للأعمال ما قاله المانع، حيث أشارت إلى أن نجاح الهيئات والمؤسسات في حضانة 61 شركة، مما ساهم في تحول هذه الحاضنة إلى حاضنة رائدة لمختلف أنواع الشركات في المنطقة. وقالت المضاحكة: "إننا نرى بأن الابتكار وريادة الأعمال من الأمور التي يمكن رعايتها وتعليمها، وأن بيئة مناسبة معينة يمكنها أن تساهم بشكل مهم في تطور ونمو الدول."

وقد أكد على نجاح قطر في دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة عدد من المبدعين الذين تحدثوا عن تجاربهم في مؤتمر يوروموني قطر. وناقش معروف محمود، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة تسامى لتطوير الرياضة أثر القدرة على الاستفادة من التمويل وشبكات الجوال القوية على تأسيسه لوكالة قوية متخصصة في الرياضة. أما محمود المهندي الرئيس التنفيذي لشركة حلول وسائل التواصل الاجتماعي ومهند عقيلة المدير العام للتكنولوجيا التفتيشية فبحثا كذلك مسيرة شركتيهما والدعم الذي وفرته قطر لهما.

وكان مديرو الأصول ومستشارو الاستثمارات قد تحدثوا في الجلسة الصباحية حول الفرص الجديدة التي تنشأ بسبب التكنولوجيا والابتكار في قطاع الاستثمار.

فقد تحدث مشعل جابر الفارس، رئيس قسم الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا الوسطى في مجموعة جانوس كابيتال حول الاهتما المتزايد في شركته بالمنتجات التي يقودها الابتكار، مثل صندوق Exchange Traded Fund الذي يشهد على الرغم من حجم الصغير نمواً سريعاً مع تزايد طلب المستثمرين لطرق جديدة لتحقيق القيمة. وأكد على تصريحاته ممثلين من أموال، وAES International.

وختاماً، قالت فيكتوريا بيهن، مدير الشرق الأوسط وشمال افريقيا في مؤتمرات يوروموني: "شهد مؤتمر يوروموني قطر 2016 أعلى مستوى من المشاركات من قبل المتحدثين والوفود المشاركة خلال السنوات الخمس الماضية من عمر هذا المؤتمر. وقد لمسنا ردة فعل ممتازة من جميع المشاركين في المؤتمر. ونتطلع إلى العودة إلى الدوحة لدورة أخرى من المؤتمر العام القادم."

ومن المنتظر عودة مؤتمر يوروموني قطر إلى الدوحة في 2017.

Search form